آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:21ص

معركة بيحان الكبرى

الأحد - 29 مايو 2016 - الساعة 06:28 م
محمد الغيثي

بقلم: محمد الغيثي
- ارشيف الكاتب


فجر الأحد الـ29 من مايو وقبل نسائم الصباح، هبت نسائم الكرامة التي لم ينقطع سيلها في بيحان منذ زمن. “بيحان” قلب محافظة شبوة الجنوبية النابض وبوابتها الشمالية الغربية. بين جبالها الشماء وعلى رمالها الطاهرة سالت دماء زكية لما يزيد عن عشرون شهيدا قضوا في معركة كبرى وصل صداها الى قلب كل عربي غيور على حوض كرامة العرب. في بيحان الأنفة والكرامة يخوض العرب معركة من أشهر معاركهم ضد المسوخ الشيطانية التي تغذت من أفكار ملالي إيران والتي تدفعها رائحة الدم وحب الظلم وقل الدين وعشق الجريمة التي حرمها الدين والقانون والعرف الإنساني.

يا سادة، أعيروني من وقتكم بضع دقائق واقرأوا ماذا حدث. في بيحان اليوم اختلطت دماء أبناء محافظة شبوة دفاعا عن أرضهم وحقهم في العيش الكريم. اليوم ومنذ الفجر غار أبطالنا الأحرار وشهدائنا الأبرار نحو عدوهم وعدو العرب، لاقوا الحوثيين وقوات المخلوع بكل صدق وبكل عزم وبكل قوة وشجاعة. خاضوا معركتهم الكبرى ضد عدو لدود طالما كذب على العالم واستطاع خداعة بأنه مشارك فاعل وصادق في مفاوضات الكويت بينما أزلامه يقتلون أهلنا كل يوم ظلما وعدواناً. دون رحمة أو رأفة أستمرأ هؤلاء التعدي على الناس واحتلال أرضهم دونما رادع يردعهم أو قانونا أو عرفا يردهم وهكذا طالب الناس مرارا وتكرار في كل ربوع الوطن ان أوقفوا عدوانكم ان كنتم صادقين وجادين في المشاورات من أجل السلام.

جاء الرد من بيحان قاسيا وواضحا وصادقا ليوصل رسالة للعالم أجمع وللشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربة منصور هادي، ان هؤلاء الميليشيات لم تصغي لصوت العقل وغصن الزيتون قط وبالتالي فلن يستمعوا لصوت السلام أبداً، هؤلاء يريدونها حربا ضروسا يكسرون بها ظهورنا أو نكسر بها ظهورهم، وأقسم أن ظهور العرب لن تنكسر ونحن عرب أهل كرامة وحرب وصدام حين لا نجد للسلام مكان. وهؤلاء والله لم يتركوا لنا عذرا ولم يبقوا لنا سبباً للبقاء بعيداً عن صوت الرصاص ولهب النار.

أيها الجمع الغفير من العرب، بيحان عانت وضحت بأكثر من مائتي شهيد وفوق هذا عدداً كبيرا من الجرحى وهناك نتيجة لذلك عشرات اليتاما وعشرات الثكالى وسيول من دموع الألم والآف من القلوب التي نزفت وتنزف دماً ألماً وغضباً. تفجرت اليوم على أرض الواقع لتوصل رسالة أخرى عنوانها أن بيحان شبوة بركان ثار ولن ينطفي حتى يحرق من أحرق قلوب ساكنية وأهله. استمر العبث بالناس بالأرواح والممتلكات، القبور لا تكاد تجف والعقول حائرة وغائرة. وفوق معاناة الناس جاءت “حمى الضنك” لتسلب الأرواح من الصدور عجزاً ومرضاً دون ان يسمح المحتل بمرور الدواء والغذاء تعطشاً للدم واغتنام فرصة لإذلال عرب لم ولن تقبل الذل.

“بيحان” كسرت وستكسر جبروت الحوثيين وقوات المخلوع ومن والاهم. نفضت غبارها بدماء أبنائها وأخوانهم من أبناء شبوة التاريخ والحضارة. بيحان بحاجة الى التفاتة من الجو بسرب من طائرات التحالف العربي الذي سيخفف على الرجال وسيسرع بالنصر عندما يتم انقطاع الدعم والمدد الذي يصل الحوثيين وقوات المخلوع. وبحاجة الى مجنزرات ومدرعات تساعدهم على تحرير أرضهم التي ملأتها الميليشيات بالألغام. هؤلاء ابنائكم الأبطال يدوسون على الألغام بأرجلهم فتسلب أرواحهم في سبيل التقدم متراً واحدا لينقذوا أهلهم ويغسلوا أرضهم من دنس هؤلاء الأوغاد، هؤلاء الشباب لا يجب أن يموتوا. بيحان ايضا بحاجة الى الدواء والغذاء، فكونوا عونا لبيحان في معركتها الكبرى. نصر الله الرجال الأشاوس ورحم الله الشهداء الأبطال الكرام بنو الكرام.