آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-08:49ص


جديد فيروس كورونا

الأحد - 01 يونيو 2014 - الساعة 06:46 م

د. صالح الدوبحي
بقلم: د. صالح الدوبحي
- ارشيف الكاتب


اعلنت مجموعة من العلماء والباحثين  السويسريين يوم الجمعة 30من مايو 2014م  عن توصلهم لعقار كيماوي اطلقوا  علية اسم ( كية22   -  ( K22 اكدوا فيه بانه قادر على وقف تكاثر معظم  فيروسات كورونا  في الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي  التي تستخدمها هذه الفيروسات  حال  دخولها  جسم  الانسان لتتكاثر فيه  اثناء فتره الحضانة  وهو ما يعني انقاذ حياة الكثير من المصابين  بهذا الفيروس  الذي  وصل عددهم  خلال عامين الى اكثر من 179 حالة وفاه  من اصل 545  اصابة ، اي بنسبة تجاوزت 30% معظمهم في المملكة العربية السعودية  .

 

ومع ان اكتشاف هذا العقار يعد انجازا علميا ذو اهمية كبيرة في تقليل معدل الوفيات من هذا الفيروس الفتاك  الا انه في الحقيقة لن يكون كافيا لاستئصال الوباء ولا الحد من  استمرار  انتشاره على الاقل  في المنظور القريب  مالم يتم  التعرف على طرق انتشار الفيروس و التحديد الدقيق لمصادر وبؤر العدوى في الطبيعة بشكل قاطع  يسهم في كسر حلقة انتقال الفيروس من مصادرة  في البيئة ( الحيوانات والمصابين  وغيرها  )  الى بقية السكان .

 

من جانب اخر لا بد من الاشارة الى أن امكانية البدء في استخدام هذا الدواء سيتطلب بالضرورة الانتظار بعض الوقت لتأكد من فعاليته خارج المختبر (على المصابين ) لكي يتم بعدها السماح  بإنتاجه وتوفيره في الاسواق بكميات تجارية وهذه الفترة  لم يتم تحديدها بشكل دقيق حتى الان . أيضا  لا بد من التنبيه الى ان فعالية هذا الدواء  لا تكون كبيره  الا عندما يتحصل علية المريض عند بداية الاصابة وتحديدا قبل ظهور   الاعراض ،هذا الامر قد لا يكون يسيرا  على مقدمي الخدمات الصحية  معرفته  وخاصة في  المستشفيات النائية  التي لا تتوفر لديها امكانية التشخيص  السريري او المخبري كما هو الحال في معظم المحافظات اليمنية ، كما ان تأخر المرضى في الوصول الى الطبيب من بين الاسباب المؤدية الى تفاقم شدة المرض وارتفاع معدل الوفيات .

 

وعلى هذا الاساس لابد من التنويه  بان  تفشى وباء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية سيضل يمثل مشكلة صحية في طريقها الى التفاقم مالم يتم التوصل وبشكل قاطع الى معرفة مصادر وبؤر العدوى لهذا الفيروس في الطبيعة  وكذلك الآلية التي تتم بها العدوى وتتسبب في استمرار انتشاره بين البشر والحيوانات  وهو ما يتطلب المزيد من البحث العلمي والدراسات الميدانية عبر تنشيط  نظام ترصد وبائي فعال  تشارك فيه كل مراكز البحث العلمي  في الجامعات  ومشاركة كل الكفاءات العلمية الوطنية  وان لا يسهم  هذا الكشف  في تنشيط  مراكز الكسب المادي السريع على حساب صحة المواطنين والتي  من المؤكد انها ستستغل هذا الخبر  لرصد  وتجيير المبالغ الخيالية لتوريد هذه الادوية بغض النظر عن امكانية الاستفادة منها من عدمها وحتى وان جاءت على حساب  تنفيذ انشطة الترصد الوبائي  الاساسية والهامة وبقية الانشطة اللازمة لتصدي لهذا الوباء مثل تقوية الخدمات الصحية التشخيصية والتمريضية  وتعزيز الوعي الصحي التي من دونها لا يمكن القضى على اي وباء  .

 

وبهذه المناسبة لا بد من الاشارة الى ان  غياب خطة وطنية  شاملة يشارك فيها الجميع افراد ومؤسسات  ستكون له تبعات صحية كارثية  (لا سمح الله ) بسبب هذا الوباء الفتاك  الذي لازال ينتشر بشكل صامت ويحصد الارواح  بوتيرة عالية  في الجوار واعلى من  ما تسبب به فيروس السارس وانفلونزا الخنازير وغيرها .