آخر تحديث :السبت-02 نوفمبر 2024-01:16م
ملفات وتحقيقات

"عدن الغد" تنفرد بنشر أبرز المحطات التاريخية لحياة محمد أحمد النعمان 

الثلاثاء - 22 فبراير 2022 - 04:15 م بتوقيت عدن
"عدن الغد" تنفرد بنشر أبرز المحطات التاريخية لحياة محمد أحمد النعمان 
(عدن الغد)خاص.

إعداد / د. الخضر عبدالله :

ﻋُﺮﻑ أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﺎﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﺃﻭﻝ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﺃﺑﺮﺯ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.

وكان الأستاذ أحمد النعمان من رجال الدولة اليمنية البارزين قبل ثورة1962 وبعدها، ولم يمكن من صنع السياسة الناصرية أو اختراعاتها، وإنما كان من أبرز الساسة التكنوقراطيين البارزين الذين جمعوا الكفاءة المهنية مع الحس السياسي والممارسة الوطنية واستوفوا مقومات الزعامة المبكرة والزعامة الراسخة على حد سواء.

نشأته

ولد الأستاذ الشاعر أحمد محمد النعمان في 26 أبريل 1909 في قرية ذو لقيان عزلة ذبحان قضاء الحجرية لواء تعز، وتلقى تعليما متميّزا، حيث ﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺯﺑﻴﺪ، ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﺍﻷﺟﻼﺀ، ﻭبعد عودته ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ في منطقة ذبحان بتعز أسس ‏"ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ" ﻭ"ناﺩﻱ ﺍﻹﺻﻼﺡ" ﻋﺎﻡ 1934.

ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ يهربها العمال العائدون ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻣﺪﺍﺭﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ.

 ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻴﻦ ﺭﻭﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻛﺎﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.

ﺛﻢ ﻃُﻠﺐ النعمان ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ، ﻓﺒﻘﻲ ﺷﻬﺮًﺍ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﺒﺮﻳﺔ، ﻓﺘﺸﺘﺖ ﻃﻼﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮﻫﺎ.

ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1940متم ﺗﻌﻴﻦ النعمان ﻣﺪﻳﺮًﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ، ﺛﻢ ﺗﻌﻴﻦ ﻣﺪﺭﺳًﺎ ﻭﻣﺸﺮﻓًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻟﻮﺍﺀ ﺣﺠﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ 1950م, وبالطبع فإنه أيد ثورة اليمن التي قادها عبد الله الوزير 1948 في اليمن وأصبح وزيرا للزراعة في الوزارة التي تشكلت عقب انقلاب 1948، ثم أصبح مستشارا لولي العهد محمد البدر في 1955 ومستشارا عاما للمعارف 1955 .

فكرة النعمان في تطوير المجتمع بالتعليم

لقد ﻛﺎﻥ الأستاذ النعمان ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ، ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺒﺎﻗﺎً ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻮﻋﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﻣﺪﺍﺭﻛﻬﺎ، ﺇﺫ إن ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻭﺍﺟﺒﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ، ﻭﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺣﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ.

رحيله إلى القاهرة

وبعد ذلك ﺭﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮي، وأصبح ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬﺋﺬ ﺭﻓﻴﻘﻲ ﺩﺭﺏ ﻭﺍﺣﺪ.

ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ مصر، ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ، ﻭﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﺳﺔ ﻭﻣﺜﻘﻔﻲ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻛﻤﺎ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﺑﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺤﺎﻧﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﺗﺰﺍﻣﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮ.

 اختلاف النعمان مع القيادة المصرية

و أصبح  الأستاذ أحمد محمد النعمان في القاهرة مشاركا القاضي محمد محمود الزبيري في نشاطه الدائب واستأنفا نشاطهما فيها وأصبحا ملاذا ومثابة ومرجعا لأهل اليمن الذين يخططون للثورة. وقد أسسا الاتحاد اليمني 1953- 196 وأصبح الأستاذ النعمان رئيسا للاتحاد اليمني (1955 ـ 1962) فلما قامت الثورة فاختير الأستاذ النعمان وزيرا للحكم المحلي (1962) . لكنه اختلف مع القيادة المصرية وليس من الغريب أن نعرف أن الرئيس جمال عبد الناصر الذي ساند ثورة المشير عبد الله السلال في اليمن (1962) سرعان ما أساء معاملة قادة هذه الثورة على نحو ما كان يُسيء معاملة السياسيين المصريين الذين عملوا معه أو عملوا فيما قبل ثورة 1952، فقد كان يتلذذ بهذه القسوة في معاملة الزعماء متى وجد إليها طريقا.

محاولات إصلاحية مع الإماميين

ومن محاولاته ودعواته الإصلاحية، أنه اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ‏ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ  ﻋﺎﻡ 1935، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺣﺎﻛﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺍﺀ ﺣﺠﺔ، ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻲﺀ.

ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺤﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺑﺪﺃ النعمان ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ "ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ" و"ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ" ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺘﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭ ﺗﻌﺮﻳﻔًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﻣﺠﻠﺔ ‏"ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ" ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻋﺪﺩﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ.

عودته إلى اليمن

ﺍﻟﺘﻘﻰ  الأستاذ النعمان ﺑﺎﻷﻣﻴﺮ ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ ﻓﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺘﺮﺓ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﺎﻡ 1941، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻷﺳﺘﺎﺫ ‏ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﻴّﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻣﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ ﺧﻠﻔًﺎ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻓﺎﺗﻔﻖ النعمان ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻪ، ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻓﺎﺗﺼﻼ ﺑﻪ، ﻭﺃﻃﺮﻳﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺢ ﺷﻌﺮًﺍ ﻭﻧﺜﺮًﺍ، ﻓﺴﻤﻰ النعمان ﺧﻄﻴﺐ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺳﻤﻰ ‏ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ.

تأسيس حركة الأحرار اليمنييين

ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ، ﻓﻘﺪ ﻫﺪّﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﻲ ﺣﻜﻢ ﺃﺑﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻥ النعمان ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ‏اﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺣﺎﺿﺮَﻳﻦ ﻓﻴﻪ، ﻓﻈﻨﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺍﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ، ﻓﻬﺮﺑﺎ ﻣﻌًﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ، ﻭﺃﺳﺴﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﻭﺃنشآ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻭﻣﻄﺒﻌﺔ "ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ"، ﻭﺃﺻﺪﺭﺍ ﺻﺤﻴﻔﺔ ‏"ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ"، ﻭﻋﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﻴﻦ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﻲ، ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺍر.

بعد ذلك، ﻭﺻﻞ ﺍلمناضل ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺍﻟﻮﺭﺗﻼﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﻴﻦ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻮﺑﻬﺖ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻓﺄﺛﻤﺮ ﻛﻞُّ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﺮﺍﻙ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻨﻪ الثورة الدستورية ﻋﺎﻡ 1948 ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻦ النعمان ﻭﺯﻳﺮًﺍ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ، ﻭﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ‏ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻧﺠﺎﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﺣﻤﺪ.

النعمان إلى سجن الإماميين

ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ النعمان ﻭﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻳﺚ ﻗﻠﻴﻼً، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻳﺮﻯ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ.رضخ النعمان ﻟﺮﺃﻱ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ، ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻓﺎﻋﺘﻘﻞ النعمان ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺫﻣﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻭﺧﻠﻒ ﺃﺑﺎﻩ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻭﺳﻴﻖ النعمان ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻐﻠﻮﻟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺪﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﻡ، ﻭﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ، ﻭﺳﻴﻖ النعمان ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻨﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻷﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﺑﻪ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ، ﺛﻢ ﺃﻃﻠﻘﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻋﻴﻨﻪ ﻣﺸﺮﻓًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺣﺠﺔ.

النعمان في  زمن السلال

وﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ثورة 26 سبتمبر 1962، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍلإمامي الملكي، وتولي الرئيس عبدالله السلال سلطة الحكم , ﺍﺳﺘﺪﻋﻲ الأستاذ النعمان -ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ- ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮًﺍ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1963 ﺗﻌﻴﻦ ﻣﻨﺪﻭﺑًﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1964 ﺗﻌﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛُﻠّﻒ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺛﻢ ﺗﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻀﻮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺟﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ‏ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ.

من حرية القول إلى "حرية البول"

في سبتمبر/أيلول 1966 تعرض الرجل ومعه 64 من كبار القيادات اليمنية للحبس في السجن الحربي في مصر من قبل نظام جمال عبد الناصر إثر وصولهم إلى القاهرة بدعوة منه، وذلك بسبب معارضة هؤلاء لتدخل العسكريين المصريين في القرار اليمني بعدما أرسلهم عبدالناصر على رأس قواته إلى اليمن لنجدة ثورة عام 1962 ضد نظام الإمامة الملكي.

وقبل الإفراج عن النعمان ورفاقه بعد نكسة يونيو/حزيران 1967 فوجئ الرجل بوزير الحربية السابق في عهد عبدالناصر، شمس بدران، يقف خلفه في طابور لاستخدام حمام السجن، التفت إليه النعمان قائلاً: "كنا نطالب في العهد الملكي في اليمن بحرية القول، وها نحن اليوم في عهد عبد الناصر نطالب بحرية البول"!

كان عبدالناصر قد استقبل النعمان في منتصف ستينيات القرن الماضي عندما زار رئيس الجمهورية اليمنية،عبدالله السلال، ورئيس حكومته النعمان مصر على رأس وفد يمني كبير العدد لم يستطع الجانب اليمني التحكم في جعله ضمن حدود بروتوكول الاجتماع المشترك، وبالكاد تم الاحتفاظ بمقاعد لوزراء الجانب المصري الذي ترأسه عبدالناصر بالطبع.

قبل بدء اللقاء التمس النعمان من عبدالناصر الإفراج عن مواطن يمني عادي سُجِن في مصر، فاستجاب عبدالناصر لإلتماس "الأخ" النعمان طالباً منه "عدم ضم السجين المفرج عنه إلى الوفد عشان ما عندناش كراسي كفاية !".

النعمان بعد تولي القاضي الإرياني للحكم

وفيما بعد خروج المشير السلال من الحكم وتولّي القاضي عبد الرحمن الأرياني رياسة الجمهورية عُهد إلى الأستاذ أحمد محمد النعمان برئاسة الوزراء مرة أخرى فتولاها من 3 مايو وحتى 24 أغسطس 1971.

تولى الأستاذ النعمان مسئولية مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية 1964- 1967، كما كان عضوا في المجلس الجمهوري (1965، 1967، 1970، 1973) ومستشارا للمجلس الجمهوري 1972 – 1973وعضوا في المكتب السياسي للاتحاد اليمني 1973 – 1974. قُدّر للأستاذ النعمان أن يعيش بعد ذلك حتى 27 سبتمبر 1996 حيث توفى في جنيف. صدرت مذكرات أحمد محمد نعمان عن المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء ومركز الدراسات العربية والشرق أوسطية ببيروت 2003 (على صيغة حوار أجراه باحثون بالجامعة الأميركية ببيروت عام 1969م، صدر بعد رحيله بسبع سنين وتولى مراجعته وتحريره علي محمد زيد )

ترك الأستاذ النعمان آثارا فكرية مهم

-الأنة الأولى 1937.

-اليمن الخضراء 1939.

-فقيد اليمن أحمد بن عبد الملك 1952.

-مآل القضية اليمنية 1955.

-أهداف الأحرار 1956.

-مطالب الشعب 1956.

-كيف نفهم قضية اليمن 1957.

-انهيار الرجعية في اليمن 1957.

-إلى المناضلين في اليمن 1958.

-فلنثبت وجودنا أولاً 1958.

-إلى أبناء اليمن في الوطن والمهجر 1960.

-كلية بلقيس قلعة تقدمية 1960.

-بلقيس منار المستقبل 1962.

-لهذا استقلنا 1964.

-أين العهود والمواثيق وأين ذهبت لجان التحقيق؟ 1965

-لنعتمد على أنفسنا 1971.

وللأستاذ النعمان أيضا مجموعة خطب إذاعية مسجلة

ومقالات وأحاديث وتصريحات عن الشأن اليمني والأحداث العربية المهمة منشورة في عدد من الصحف والمجلات اليمنية والدولية (الثورة، الوحدة، النهار، الصياد، الأهرام، أكتوبر، الحوادث، الشرق الأوسط، المدينة المنورة وغيرها).

كان الأستاذ أحمد النعمان من رجال الدولة البارزين قبل ثورة1962 وبعدها 

غادر محمد النعمان بلاده  متجها إلى دولة عدن  نتيجة تهديد الإمام أحمد بقتله .

- في دولة مصر ظل النعمان والزبيري ملاذا ومرجعا لأهل اليمن .