أكد الباحث السياسي اليمني فارس البيل أن تطورات الأحداث المتسارعة -من بينها إعادة التموضع العسكري في شبوة استعدادا لإطلاق عملية تحرير المديريات الثلاث- تأتي بعد الخفوت العسكري ومسار التفاوض الرتيب والمتعثر طوال الفترة الماضية.
وأشار البيل في تصريح لـ”العرب” إلى أن التحركات العسكرية في مواجهة ميليشيا الحوثي انتقلت إلى مرحلة جديدة، بعد أن استغل الحوثي خلال الفترة الماضية حالة التيه التفاوضي السياسي ليعزز ممكناته على الأرض والبحث عن انتصارات جديدة، علاوة على حالة التشظي التي لازمت الأطراف المناوئة للحوثي، وبطء تنفيذ اتفاق الرياض، وهي جميعها عوامل منحت ميليشيا الحوثي حالة من الاسترخاء والتعزيز، فاتجهت نحو مأرب واستمرت مناوشاتها في الساحل الغربي، كما تقدمت باتجاه شبوة والبيضاء.
ويرى البيل أن عجز المجموعة الدولية والأممية عن إثبات جديتها في مساعي تحقيق السلام ساهم في إعادة الأصوات التي تدعو إلى التوحد في مواجهة الحوثي واعتبار الخيار العسكري هو الأمثل على الأقل لكسر حالة التمكن.
وأضاف “تتغير مسارات الخيار العسكري وتكتيكاته؛ هناك إصرار على استعادة ما سلبه الحوثي من محافظة شبوة كأبعد نقطة يصل إليها الحوثي باتجاه الجنوب، وستترتب على ذلك مواصلة التقدمات والاستعادة، ولا ينبغي التوقف عند مرحلة ما. وما يزيد الحاجة إلى ذلك استراتيجية التحالف الجديدة في استهداف عتاد الميليشيا وترسانتها بضراوة ودقة، إضافة إلى إصرار الميليشيا المستمر على السيطرة على مأرب والحشد عندها
كل ذلك يزيد الحاجة إلى تحركات عسكرية واسعة ونوعية ومختلفة لتغيير خارطة السيطرة الميدانية، فالحوثي يتباهى بقدرته على الاحتفاظ والسيطرة على مناطق الكثافة السكانية والتجارية، كما يشعر بالراحة وهو ينقل المعركة من جبهة إلى أخرى كيفما يشاء دون أن يكون هناك ضغط عسكري مباغت ومفاجئ أو واسع ضده، كما لو كان المتحكم في مسار واتجاهات المعركة”.
وتابع “هذه التحركات الجديدة ستفرض معادلة عسكرية جديدة، لن يكون فيها الحوثي صاحب الاختيار، كما أنه سيتعرض للإنهاك والاستنزاف لأنه سيضطر إلى خوض مواجهات في جبهات مختلفة في وقت واحد -والمهم ألا تبقى هذه التحركات الجديدة نحو شبوة وغيرها مجرد تحركات مؤقتة- أو البحث عن انتصارات محدودة؛ فإذا استمرت هذه التحركات بهذه النوعية والتعدد سنشهد هزائم كثيرة للحوثي قد تغير مسار الحرب تماما في اليمن وتفرض حلولا جديدة للسلام، وإن بقيت هذه التحركات مجرد تكتيكات مؤقتة فإن استمرار المعاناة والحرب وسيطرة الحوثي وتعنته ستمتد إلى مراحل قادمة”.