أعلنت المملكة العربية السعودية امس عن حزمة مشاريع ضخمة تقدر بأكثر من مليار ريال سعودي كرست لمحافظة حضرموت .وجاء هذا الإعلان ضمن زيارة وفد سعودي الى المكلا منذ يومين برفقة قيادة المجلس الرئاسي والتي تزور حضرموت أيضا .التوجه السعودي الى حضرموت جاء بعد أيام قليلة فقط على اعلان واشهار مجلس حضرموت الوطني الذي اشهر في العاصمة السعودية الرياض .ويوم امس اعلن الرئيس رشاد العليمي وهو رئيس المجلس الرئاسي في اليمن ان حضرموت ستدير نفسها بنفسها في اول توجه سياسي من نوعه تجاه هذه المحافظة .الحراك السعودي في حضرموت والداعم للسلطة المحلية في المحافظة بدأ مفاجئا للجميع من حيث قوته وحضوره وتحركه السريع خلال الفترة الأخيرة الأمر الذي يعكس وفق مراقبين ان الرياض راقبت التحركات السياسية والعسكرية في المحافظات المحررة وتحديدا حضرموت والتي يبدو انها وصلت خلال الفترة الأخيرة الى مرحلة المساس بالمصالح الإقليمية السعودية في اليمن وهو الامر الذي دفع الرياض الى تحرك عاجل وسريع لتدارك الامر.وخلال السنوات الماضية ظلت الرياض بعيدة الى حد كبير عن حالة التجاذبات السياسية الداخلية في المحافظات المحررة والجنوبية منها على وجه التحديد في حين مارست اطراف سياسية متعددة مساحة واسعة من الحراك السياسي الذي انعكس سلبا على سير معركة اطراف الشرعية والتحالف ضد الحوثيين .ويمكن لحزمة المشاريع السعودية التي اعلن عنها البرنامج السعودي مؤخرا ان تحدث حالة من التغيير الكبيرة في المحافظة التي ظلت محرومة من التنمية لسنوات طويلة .ويمثل اعلان الرئيس رشاد العليمي بمنح حضرموت حكماً ذاتياً وإدارة مستقلة فرصة ذهبية للحضارم لادارة محافظتهم بعيداً عن التجاذبات السياسية التي عصفت ولاتزال تعصف بعموم المحافظات اليمنية.ويرى مراقبون ان هذا التحرك السياسي يمكن له ان يقطع الطريق امام محاولات خلط الأوراق السياسية في حضرموت والتي تمثل امنا استراتيجيا للمملكة العربية السعودية التي ترتبط مع حضرموت بحدود برية طويلة.وبعد اكثر من شهر من المشاورات في الرياض بين عدد من المكونات السياسية تم اشهار مجلس حضرموت الوطني الذي لاقى دعماً سعوديا واضحا ويعتقد انه سيكون العنصر الأبرز ضمن المعادلة السياسية القادمة .وباعلان هذا المجلس تكون الرياض قد قررت النزول الى ارض المعركة السياسية في حضرموت بعد سنوات طويلة حاولت فيها رأب الصدع بين المكونات السياسية المكونة للحكومة الشرعية وهو الجهد السعودي الذي يبدو انه اصطدم بتعدد الأهداف وتناقضها وهو الامر الذي دفع الرياض في نهاية المطاف للتحرك سريعا لتدارك الأمور على ارض الواقع .وحتى اليوم لاتزال الرياض اللاعب الأكثر أهمية في المنطقة العربية وتحديدا اليمن الامر الذي يعني ان حضرموت قادمة على حراك سياسي واقتصادي كبير قد يعود بالنفع الكبير على الحضارم الذين وفي حال التقاطهم الفرصة سيكونون المستفيد الأول من كل هذه التحركات اقتصاديا وسياسيا.
