آخر تحديث :الأحد-30 يونيو 2024-11:20م

أخبار عدن


نساء من أجل التحرير للأديبة والكاتبة العدنية سعاد العلس

السبت - 17 يونيو 2023 - 03:22 م بتوقيت عدن

نساء من أجل التحرير  للأديبة والكاتبة العدنية سعاد العلس

بقلم د. عبدالله عوبل

صدر مؤخرا كتاب ".  نساء عدن: تنوير وتحرير  " للكاتبة والأديبة  العدنية المتميزة سعاد عقلان العلس. وهوعبارة عن بحث أستقصائي لنضالات المرأة العدنية والجنوبية في مرحلتي التحرر من الاستعمار ومرحلة  بناء الدولة الوطنية. 
الكاتبة:  
يمكن التعرف على الأستاذة سعاد العلس من خلال كتاباتها، فهي كاتبة تأسرك لغتها الشعرية وتمكنها من أدوات الكتابة الأدبية الرفيعة،  وأنت تقرأ لها نصا أو جملة واحدة، ستكتشف  ان لها قدرة عجيبة على الإدهاش والتخيل. 
الكتاب :
بحث نوعي توصيفي، يهدف الى القاء الضوء على الدور الإجتماعي - السياسي للمرأة العدنية في المراحل الزمنية التي شملها البحث. وينطلق البحث من خصوصية مدينة عدن التي بدأ فيها التعليم الحديث مبكرا مقارنة مع المحيط العربي. ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين كانت عدن قد شهدت تطورا ملحوظا ، إذ شهدت قيام الشركات والصناعات الخفيفة وافتتاح أول مصفاة، وساهم الميناء بموقعه الإستراتيجي ( ثالث ميناء عالمي بعد نيويورك وليفربول ) في إحداث نهضة كبيرة في مجال التنمية. وترتب على قيام الشركات والبنوك ظهور النقابات العمالية والأحزاب السياسية والنوادي الثقافية وتعدد الصحف والمطابع.  وكانت نوادي النساء العربيات والأجنبيات قد حققت قفزة في وعي المرأة العدنية ومهد لها في القيام بادوار تاريخية عظيمة. فقد تعرضت النساء المناضلات للسجون، كما هو حال المناضلة رضية إحسان التي أضربت عن الطعام في سجون الاحتلال البرطاني مما أضطرهم الى الإفراج عنها. 
ذلك كله  كان قد خلق وعيا ثقافيا وساعد على ان يكون للمرأة دورا بارزا في عملية التنوير وفي النضال الوطني التحرري ضد الاستعمار البريطاني 
صعوبة موضوع البحث؛
التاريخ لنضالات المرأة اليمنية والعربية قليل من حيث المصادر، وتكمن الصعوبة في أن نضال المرأة يأتي في سياق النضال الاجتماعي عموما، في عدن تحديدا كان لوعي المرأة والمرحلة الليبرالية التي عاشتها عدن في فترة الاربعينيات وحتى الاستقلال كانت للمرأة أدوارًا بارزة، لم توثق بالكامل، ولم تكن وسائل التوثيق كما هو الحال اليوم. كما ان الكتابة عن نضال المرأة كان محصورا في عدن وحدها، وهنا استطاعت الباحثة ان تتقدم لتوثيق نضال المرأة في المناطق المحيطة بعدن مثل ابين ولحج وبين المناطق الاخرى. ونجحت الى حد كبير ان تجمع ما استطاعت ليكون الكتاب موثقا ومعبرا عن نضال المرأة الجنوبية متكاملا. 
إن معظم الرائدات في التنوير والنضال الوطني قد فارقن الحياة منذ زمن، دون أن تكتب أيا منهن مذكراتها الشخصية. وهذا مما يزيد من صعوبة البحث، لكن الكاتبة قد بذلت جهدا إستثنائيا للوصول على قدر معقول من المعلومات التي تكمل الصورة عن نضالات المرأة ودورها في التنوير. 
المقدمة 
كتب المقدمة الناشط الحقوقي والمفكر العراقي د. عبدالحسين شعبان. وقد أستطاع أن يلم بكل مفاصل الكتاب وعرضها عرضا جميلا ووافيا.  ولذلك فأن المقدمة أنصفت المؤلفة والكتاب معا. ولن أزيد، فالدكتور عبدالحسين شعبان واحد من ألمع الشخصيات العربية الذي أنشغل بقضايا الحقوق والمواطنة والقضايا العربية عموما. 
البداية ؛
بداية الكتاب كانت ممهدة وشارحة للموضوع المراد بحثه، فلا بد للقارئ غير اليمني ان يعرف عن عدن وتاريخها العريق والعظيم ، وإن التطور الذي جرى في وعي المرأة وراءه مدينة إستراتيجية تمتلك تاريخا متقدما عن مثيلاتها من المدن العربية المحيطة ،، فقد سبقت عدن مدن الخليج ثقافة وتحضرا بكثير، بل كان الخليجيون يتسوقون في عدن وكانت بحق مدينة عاصمة للأقليم كله، وقيل انها كانت تأتي الثالثة بعد القاهرة وبيروت في عصر الستينيات من القرن الماضي. أستندت الكاتبة الى المصادر الجغرافية والتاريخية التي تفيدها في توضيح صورة عدن خلال الفترة التي أرخت فيها لنضال المرأة اليمنية. 
المتن
تكلمت عن ارهاصات الحركة الوطنية. وتوقفت عند المرأة والصحافة. وهنا تحدثت عن أولى الصحافيات الرائدات. ومكانة المرأة في المجتمع العدني ومن الطبيعي ان تتحدث الباحثة عن التعليم والمرأة. فوعي المرأة ونشاطها الكبير في المجتمع جاء نتيجة ازدهار التعليم الحديث. 
وكان من الجوانب المهمة في هذا البحث هو نشاط المرأة العدنية،، وهنا دخلت في صلب الموضوع. الجمعيات النسوية ؛ مثل نادي سيدات عدن ١٩٤٣م. ثم جمعية المزأة العدنية يناير ١٩٥٦م. 
وتعمقت أكثر في نضال المرأة الميداني مع ظهور الحركة الوطنية التحررية وهنا تحدثت الكاتبة عن تظاهرات طالبات كلية البنات خورمكسر وموقف الهيئات النسائية من هذه التظاهرات ،،
تعرضت لدور المرأة في الزحف على المجلس التشريعي ورفض الاتحاد الفيدرالي. 
اعتصام النساء بمسجد العسقلاني من ٢٧ ديسمبر ١٩٦٣ الى ١٠ يناير ١٩٦٤م وذلك في مواجهة الاجراءات البريطانية المتشددة والاعتقالات المناضلين خصوصا بعد قنبلة المطار التي قتل فيها المندوب السامي وعدد من الوزراء. 
نضال جمعية المرأة العدنية ورائدنها ومؤسستها المناضلة رضية إحسان الله ١٩٣٣-٢٠٢٠م. ثم يسطر الكتاب تاريخ المناضلاتالعدنيات والجنوبيات واحدة واحدة. 
الكتاب يغطي مرحلة مهمة من تاريخ النضال الوطني فيما يخص نضال المرأة. وهو الكتاب الذي له يكتمل به تاريخ مرحلتي النضال ضد الاستعمار وبناء الدولة حتى العام ١٩٩٠م. بجدر بنا القول ان هذا الكتاب مادة غنية الباحثين واصحاب الرأي والمناضلين والاجيال التي يجب ان تعلم هذا التاريخ الناصع للمرأة العدنية. 
تحية وتقدير للباحثة والأدبية المبدعة سعاد عقلان العلس وتهاني وتبريكات لهذا الانجاز الجميل 
مع كل أمنياتي اها بالنجاح والتوفيق