آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-05:48م

أدب وثقافة


قيود (أقصوصة)

السبت - 27 مايو 2023 - 01:08 م بتوقيت عدن

قيود (أقصوصة)

كلمات/عصام مريسي:

كل شيء على حالته فغرفته التي تجمعه واخويه تعج بالفوضى  الملابس متناثرة  على ارضية الغرفة وفراشيهما في حالة  من العبث بعد أن غادرا نحو كلتيهما وهو وحده  يقلب بصره في أرجاء الغرفة  . كل ملامح الغرفة لم تتغير  ما زالت الجدران محتفظة بلونها السماوي سوى بعض الكتابات التي أحدثها اخوية على الجدران.

يدفع عجلات كرسيه المتحرك ليقف على نافذة الغرفة ويرسل نظره نحو أترابه من أبناء الحي وهم يركضون خلف الكرة واصواتهم تخترق زجاج نافذته.

هيا ادفع الكرة نحوي

وصوت اخر..

اركض وسدد  الفرصة متاحة لتسديد الهدف.

يلهتون  خلف الكرة وضجيج لهتهم يؤرق مسمعه وعيناه تحذق نحو ساقيه الهزيلتين اللتين نخرهما فيروس شلل الاطفال. فلم يجري يوما على الارض ولم يلامس التراب قدميه .لم يكن كباقي الاطفال لم تدس قدميه يوما جنبات شوارع الحي  فلم يسمع يوما صدى خطواته على الاسطح فقط صرير عجلات كرسيه المتحرك يجوب الارض وضجيج بطاريته .

يحاول النهوض ليقف على شرفة النافدة يبدل كل جهده  يتصبب العرق حتى تسيل قطرات نحو اطراف اصابع قدميه  يشعر بحرارة العرق المتصبب عليهما. لاول مرة قدمه تستشعر شيء اذا سقط عليها.تزداد ضربات نبض قلبه وهو يضاعف جهده حتى يقف . يمد كفيه نحو قضبان النافذة المصنوعة من الحديد يحاول التسلق والوقوف فتزداد ضربات قلبه ويتضاعف نبضة حتى ارتفع لهث انفاسه وما سمع يوما انفاسه تلهث  ولم يحاول يوما ان يبدل مثل هذا الجهد لكنه اليوم يحاول ان لا يخضع للاستسلام  . يقف ويديه متشبتة بقضبان الحديد حول نافذته  ينظر نحو كرسيه الذي رافقه منذ طفولته فلم يخطو الخطوة الاولى ولم يفرح والديه بوقوفه كباقي الصبيه  ويصفقون لخطوته الاولى.

يحاول رفع ساقه ويركل كرسيه بعيدا عنه ويحطم قيده الذي رافقه عشرون سنه وهو يصرخ ويرفع صوته..

لقد وقفت وحطمت قيدي