طفولة في مهب الوجع

في بوابة جامع الصالح سُلب من هذا الطفل نومه بين احضان أمه وتحت غطاء يقيه البرد وغبار الوجع،  باع مستقبلة وحلمه مع كل.   حبة بيض وقطعة حلوى .
كان يفترض إن ما بين يديه توفر له للمنزل ليأكلها لا لتأكله الحياة وهو يبحث عما يشتريها منه.... أفترش الألم ونام على وهن العذاب وهو بأنتظار القادمات للمسجد للصلاة ..وأنتم تشاهدوا هذا الطفل هل وضعتم أطفالكم مكانه العايشين في الرفاء والدلال كم مرات تزور الأم ولدها لتأكد من تغطيته جيداً في أجواء صنعاء الممطرة الباردة،  وهذا الطفل الذي غلبه النعاس بين الرياح والمطر يبحث عن لقمة العيش وتحمل في المسؤولية في سن يفترض أن يكون في الصف الأول الأبتدائي أم علمتم أنه وأمثالهم سيكونون عليكم حطب جهنم .. 
سا أخبرك يا صغيري في جزء من هذا المسجد كانت مؤسسة الصالحة الاجتماعية والتي تعتني بأصحاب الحاجة وأطفال الشوارع والفقراء من الناس لتفتح لكل شخص مشروع مستدام يضمن له عيشة كريمة ... كانت المدارس فاتحة أبوابها والمرتبات قبل أنتهاء الشهر تُسلم وفي المناسبات الدينية والوطنية تضاعف الرواتب والحوافز والاكراميات ...ي صغيري قبل مجيك للحياة كان هنا حياة وكان من يجاهد في سبيل الله لأجل الحياة والجهاد  في سبيل الله لأجل الحياة أعظم مرتبة وفخر وشرف من الجهاد لأجل الموت ..يا صغيري قبل مجيئك كانت اليمن يأتيها عيشها من كل مكان فجاء من كفر بأنعم الله فذقنا جميعاً لباس الخوف والجوع والمذلة ..
لا تحزن يا صغيري نحن مثلك تماما مع اختلافات في الشكل فقط،  صافحنا الشيطان وركبنا موجة الأنتقام حتى غدونا فتاتاً تخطفنا الطيور القادمة من الجبال البعيدة ..