مستشفى لودر .. خدمات جبارة وإمكانيات شحيحة (تقرير)

يُعد مستشفى ( محنف ) بمديرية لودر من أرقى مستشفيات محافظة أبين على الإطلاق,من حيث إداراته وموظفيه وخدماته الجليلة التي يقدمها للمرضى ليس على مستوى مديرية لودر فقط وإنما مديريات المنطقة الوسطى المترامية الأطراف التي يتقاطر منها المرضى صوب مستشفى لودر لتلقي العلاج (والإستطباب )..
حيث ظل هذا المستشفى محافظاً على كفاءة وقدرات وطاقات ( كوادره ) التي لاتُقارن بصدقهم وتفانيهم وإخلاصهم للمسؤولية الملقاة على (عاتقهم) تجاه المرضى وكل من يرتاد المستشفى الذي بات قبلة المرضى في المنطقة الوسطى التي يحتويها الحرمان والإهمال وإفتقارهم لأبسط المقومات الأسياسية..

*زحام شديد*
يُشاهد الزائر للمستشفى الأعداد الكبيرة التي ترتاده والإزدحام الشديد الذي يعاني منه المستشفى ومع هذا وذاك يعمل المستشفى وطاقمه بكل تفان وإجتهاد دون كلل أو ملل وبإمكانياته البسيطة والمتاحة ووفق ميزانيته التي لاتُقارن بباقي المستشفيات التي تُعد ( أسماء ) دون (مسمى) وخدماتها لاتصل ولاترتقي للخدمات التي يقدمها مستشفى لودر..

*طمأنينة*
يستشعر المريض بمجرد (ولوجه) من بوابة المستشفى التناغم والإنسجام وروح التآخي التي يمتاز بها العاملون في المستشفى إبتداء من إدارتها ممثلة بمدير المستشفى الدكتور/ نبيل الكازمي, ومدير مكتب الصحة الأخ/ محمد مزاحم اللذين شكلا نموذجاً يُحتذى به في روح العمل كفريق الواحد وتقديم مصلحة المديرية على مقاصدهم ومصالحهم الشخصية وإنتهاء بالإطباء الذين يعملون (كخلية) نحل واحدة لا تكل ولاتمل فتعطي كل من تلتقي بهم (عسلاً) طيب المذاق, ما جعل الكل (محط) إحترام وتقدير من الجميع أكان في المديرية أو باقي مديريات المنطقة..

**حقيقة لابد منها*
وحتى نكون منصفين لهذه (الكوكبة) الإنسانية التي تمثل (الوجه) المشرق في المديرية والنقطة البيضاء الناصعة في عتمة المنطقة وسوادها المخيف قمنا بجولة (صحفية) أخوية ودية بين أروقة المستشفى التي (تعج) بالمرضى وبالكاد تجد موطئ قدم تتخطى بها الزحام وتتجاوز بها المرضى, وفيها كانت لنا لقاءات وجلسات هنا وهناك نستشف منها المفيد وننقل الواقع بحذافيره دون زيف أو تظليل أو زيادة أو نقصان..

*أهم المرافق الخدمية*
والبداية كانت مع حجر الزاوية ونقطة الإرتكاز وبداية المعادلة اللوغارتيمية مديرمكتب الصحة بالمديرية الأخ/ محمد مزاحم الذي يشكل مع رفيقه ثنائي متناغم جميل أستطاعا أن يتجاوزا الكثير من الصعوبات والعقبات منذ أن تقلدا منصبيهما فكانت حصيلة كلامه :يأتي مستشفى لودر في مقدمة المرافق الصحية الخدمية في مديرية لودر والتي تقدم خدماتها لكافة أبناء مديرية لودر, إلا أن مستشفى محنف أستطاع أن يكون علامة فارقة في هذا الكم الهائل من المرافق الصحية في المديرية, حيث تم ترفعيه مؤخراً إلى مستشفى عام ليواكب متطلبات العمل الصحي في البلد ويقدم خدماته للسواد الأعظم من أبناء مديريات المنطقة الوسطى بأبين..
وأضاف : يتوفر لدينا أطباء جراحين, نساء وولادة, باطني, أطفال, طبيب تخدير, ومن ضمن الخدمات التي يقدمها المستشفى هي الطوارئ التوليدية وحضانة الأطفال بدعم من مؤسسة يمان ولجنة الإنقاذ الدولية اليونسيف وكل هذه الخدمات نقدمها مجاناً..
وعن الإحتياجات تحدث مزاحم قائلاً: نتطلع إلى توفير كافة التخصصات للمستشفى بحكم أنه مستشفى عام ومنها ( توفير طبيب عظام – طيب عيون – طبيبة أسنان – طبيب أطفال) إضافة للمتواجد حالياً نتيجة الإزدحام على المستشفى, أضف إلى ذلك إحتياجنا إلى سيارة أسعاف..
وخلال تواجدنا في المستشفى لاحظنا الإستحداثات التي أٌضيفت للمستشفى وعنها قال الأخ/ مزاحم: يجري حالياً بناء قسم الحميات – قسم الغسيل الكلوي – مصنع الأكسجين مع مولده الكهربائي..
وبعث مزاحم رسائل شكر وتقدير لكل من مكتب الصحة بالمحافظة ممثل بالدكتور/ صالح الثرم, وكذلك مدير مستشفى لودر الدكتور/ نبيل الكازمي, وكل المنظمات العاملة في المستشفى..

ويختتم حديثه بالقول : من حيث المشاكل التي يعاني منها المستشفى وهي الأبرز وتحتاج إلى تدخل وحلول ومنها ضيق مساحة المستشفى , عدم توفر الكادر الوسطي بالشكل المطلوب,عدم توفر مساحة كافية للنفيات, وعدم توفر الحراسة..

*جُهد منقطع النظير*
وحط بنا التجوال في مستشفى لودر في مكتبه نائب مدير مستشفى لودر الدكتور/ جلال محمد عمر الذي يشغل طبيب عام ويقوم هو الآخر بعمل دؤوب ومنقطع النظير في خدمة المرضى بأسلوب الفكاهية الجميل حيث تحدث قائلاً :ـ المستشفى يقدم خدمات جبارة وجليلة ولعل خير شاهد على ذلك هو (الزحام) الذي لاحظتموه اليوم أثناء تواجدكم وعلى سبيل الذكر لا الحصر لدينا عيادات تعمل على مدار الأسبوع منها عيادة الأطفال والباطني والنساء والولادة وقسم الطوارئ الذي يعمل بنظام الــ24 ساعة بجهد جبار وكبير من قبل الطاقم المتواجد, أضف إلى ذلك عيادة داء (الكلب) الذي تعد من أهم العيادات لدينا..
أما عن العمليات فالحمد لله نقوم فيها بالعمليات الطارئة والباردة وكذلك العمليات التي سيحدثك عنها الأخوة في قسم العمليات..
وأضاف : فيما يتعلق بالإحتياجات فمن المؤكد أن المستشفى بحاجة للدعم لاسيما بعد أن تم ترفيعه كدعم لقسم الطوارئ والعمليات وقسم الرجال (كتات) الإصابات التي تساعد كثير في مواجهة أي إصابات ..
وأردف بالقول : لاننكر أن الكادر الطبي أحياناً يتذمر لتجاهل مجهوده الكبير من قبل الدولة مقارنة بباقي المستشفيات التي تعمل فيها العديد من المنظمات وتقدم لهم خدمات جبارة كبيرة ..

وأختتم حديثة برسالة شكر لإدارة المستشفى التي تعمل بجد ومصداقية وضمير, وكذلك لإدارة مكتب الصحة بالمديرية والمحافظة على جهودهم الجبارة في خدمة المستشفى, ولاننس أيضا دور المنظمات العاملة في المستشفى مثل : منظمة اليونسيف , والإنقاذ الدولية, ومؤسسة يمان..

*العمليات .. خدمات جبارة بإمكانيات بسيطة*

وضمن جولتنا الصحفية في أروقة مستشفى لودر لنسلط الضوء على هذا المرفق الحيوي الهام في المديرية والذي يعتبر بقعة الضوء الوحيدة التي تبدد الظلام في مديرية تتلاطمها (دياجير) الحرمان والحاجة من كل مكان, ولجنا إلى قسم العمليات الذي يقدم خدمات كبيرة وممتازة بإمكانياته المتاحة إلا أنها تجاري المستشفيات الأخرى ووجدنا كادره منهمك في إجراء عملية لأحد المرضى ودون أن نشعرهم بوجودنا حاولت أن أسترق للقسم بعض الصور لتكتمل الصورة الجمالية للمستشفى وكان في القسم الدكتور/ حسين الدعوسي والدكتور/ أحمد لصور..

وعن قسم العمليات وخدماته التي يقدمها بشكل لافت وجميل ووفق الإمكانيات المتاحة التقينا بالدكتور الجميل والخجول في ذات اللحظة, والذي لايختلف أثنان على أدبه وأخلاقه وتفانيه في عمله وخدمته للمرضى بكل حب وود الدكتور/ خالد النبيهي الذي كان منهمكا تماماً في (مجارحة) أحد المرض والذي تحدث قائلاً : يقدم المستشفى وقسم العمليات تحديداً القسم الأكبر من العمليات الطارئة والعمليات الباردة, بالإضافة عمليات النساء والولادة مثل القصيرية وإستئصال المحبلة, وكذلك فتح البطن في الحالات الطارئة وإستئصال الغدة الدرقية, إستئصال الثدي, إستئصال المرارة, إستئصال الزائدة وعمليات القولون..
وعن رسوم العمليات قال النبيهي : فيما يتعلق بالعمليات الطارئة نعملها مجاناً, أما باقي العمليات فهي رسوم رمزية فقط لاتقارن بباقي المستشفيات الأخرى التي فيها رسوم العمليات مبالغ باهضة وكبيرة..
وناشد الدكتور/ النبيهي كافة المنظمات الدولية والحكومة برفد مستشفى لودر بما يلزم ليستمر في دعم خدماته للمرضى في مديريات المنطقة الوسطى بأبين التي يتوافد مرضاها منها للمستشفى..
ووجه رسالة شكر لإدارة المديرية التي تولي المستشفى جل إهتمامها, وكذلك مدير مكتب الصحة بالمديرية الأخ/ محمد مزاحم , ومدير مستشفى لودر الدكتور/ نبيل الكازمي اللذين يشكلان ثنائي جميل ومتناغم حافظ على تماسك المستشفى وكيانه..

*فنيون بإمتياز*
وعلى الجانب الآخر وتحديداً في قسم الرجال وتخطيط القلب يتواجد الدكتور/ عبدالله مهيم الذي يعمل بوتيرة عالية مع كوكبة من الأخوة الفنيين في تقديم خدماتهم للمرضى في هذا القسم وكافة الأقسام منطلقين من الضمير والإنسانية والمهنية التي أتخذوها شعارهم وديدنهم منذ أن وطأت أقدامهم هذا الصرح الطبي الجميل..

*المختبر .. إصطفاف كبير*
وليس ببعيد عن هذه الأقسام التي تعج بالمرضى كانت اللأفت والمثير للإستغراب هو الكثافة الغير طبيعية التي تتجاوز الــ100 مريض يصطفون أمام قسم (المختبر) الذي يشهد هو الآخر زحام ولكن فاق كل الأٌقسام وفيه يعمل الجميع بروح الفريق الواحد وكخلية النحل التي يوقر فيها الكبير ويُعان فيها الصغير بتناغم منقطع النظير, وتُجرى فيه كافة الفحوصات التي ساعدت إلى حد كبير المرضى من جور العيادات الخاصة ومختباراتها ذات الأسعارالخيالية..

*ختاماً*
في ظل اللأدولة وغياب معالمها الحقيقة لم يبق أمام المواطن إلا أن يحافظ على هذه الصرح الطبي الكبير الذي يمثل الوجه (الحسن) للمديرية ونشاطها وعملها الدؤوب بصدق وضمير ونزاهة, والحفاظ على إدارته وطاقمه وكل من يعمل فيه بضمير وإخلاص ونزاهة بعيدا عن الإصطياد في المياه العكرة ومحاولة تشويه هذه (الصرح) الطبي حسداً من عند البعض الذين يجيدون لغة التدمير والتخريب وتثبيط المجتهدين..
والرسالة الأخيرة لوزارة الصحة التي ينبغي أن ترفد مستشفى لودر بكل ما يلزم فقد أثبت وبما لايدع مجالاً للشك أنه الأفضل على مستوى محافظة أبين ككل ويقدم ماتقدمه مستشفيات العاصمة عدن وبقليل من الدعم سيرتقي أكثر ويقدم الأفضل..