آخر تحديث :الأحد-26 مايو 2024-09:58م

أخبار وتقارير


من تاريخ رجالات اليمن .. صالح عبدالله هيثم ، الرجل الذي اكتسب محبته بين الناس

الأحد - 15 يناير 2023 - 11:12 م بتوقيت عدن

من تاريخ رجالات اليمن .. صالح عبدالله هيثم ، الرجل الذي اكتسب محبته بين الناس

إعداد/ د. الخضر عبدالله

ولد الشيخ  صالح عبدالله هيثم في  المنطقة الوسطى بمنطقة القاع  التابعة لمديرية لودر بمحافظة أبين، وقد أمضى  عمرا طويلا عاش خلاله  في رعي الأغنام  ومارس مهنة التجارة، حيث بدأ من محل صغيرلبيع  الحلوى  واللبن  والصابون وتجارة الأقمشة في  المنطقة ,حتى افتتح أول دكان  وسط مدينة لودر بجوار العمارة البيضاء التابعة للمرحوم الشيخ أحمد الجوفي رحمه الله  عام 1968م .

 

وارتبط نجاحه الكبير كتاجر برؤية مستقبلية نافذة لانتهاز فرص العمل الجديدة في محافظة أبين بالإضافة إلى تميز تلك الحقبة بالنمو الاقتصادي السريع و تقديم أنواع جديدة من البضائع إلى سوق مديريات أبين مما أكسبه  ثقة زبائنه من خلال احترامه المتأصل للقيم وارتباط وكالته بالثقة و الصدق و الأمانة وهذا ما دفع أفضل الشركات والأسماء التجارية في بلادنا للتعامل معه.

 

بداية الدرب :                                                            

 

الشيخ صالح عبدالله هيثم بدأ نشاطه التجاري في عام 1968، بتجارة الأقمشة والمنسوجات والبضائع  في مدينة العين ولودر ، وفي محل يجاور  كلاَ من التجار / علي ربيح , وشعانين  , والنجدي , والمرحوم سالم الوزير , وعبدالله حيدرة ربيح الذي أصبح شريكا له فيما بعد، ليتحول بعدها مباشرة إلى تجارة كبيرة لبيع المواد الغذائية، وليحصل على وكالة في ابين  لبيع المواد الغذائية والالبان من شركات هائل سعيد انعم وشركائه،..ومنذ ما يقرب من 20 عاما دخل  في مجالات مختلفة في التجارة المتنوعة أهمها التجارة في المواد الغذائية ، وكانت تجارة  الالبان والعصائر والغازيات ،وتصنيع البلوك  أحد الانعطافات الكبرى في مسيرته التجارية، حيث كانت معظم صفقاته  التجارية والتطويرية الناجحة التي كان يبرمها وبخاصة البيع والشراء في السيارات كانت تحتاج إلى ضخ أموال جديدة لإعادة الحياة فيها، صفقات ناجحة جدا تدل على بعد نظر وحنكة تجارية كبرى عادت عليه في معظم الأحيان بأرباح خيالية.

 

رجال ضحوا بحياتهم

 

الشيخ / صالح هيثم .. من شرفاء مدينة لودر، ومن رجالها الشرفاء الكرماء الاوفياء والذي لم يتردد يوما بالتضحية بحياته إعلاء لشأن المجتمع وخدمة لأبنائه ، عزم  أن يخدم  مجتمعه بمحض إرادته ودون تملق ، أو رياء أو رغبة في اظهار الذات ،همه  مساعدة المجتمع وبذل الخير والاحسان.، فاصبح اسم أشهر من نار على علم في مناطق أبين المختلفة ومحيطها المجاور.. عرفه الناس متواضعاَ  ..  انسان يحب ان يعيش الحياة ببساطة وتواضع وكريم يقدر  الأخوة  فيما بينه وبين الناس .  

 

محبته بين الناس  

صالح عبدالله هيثم  رجل قدّر الكبير واحترم الصغير أحب الجميع وأحب الخير لهم فأحبه الجميع وقدّروه , فتح قلبه قبل بيته للقريب والبعيد فكان منزله العامر مأوى .. وملتقى لكل من لم يجد الطعام حيث يجد الوافد والضيف إلى منطقة العين الاكل والشرب والمأوى وقد كان منزله معروف للجميع

فلم يكتسب  هذه المكانة السامية في قلوب أبناء المجتمع بسبب ما أعتلاه من مناصب، وما تسنّمه من مراتب، فالواقع أن شعبيته وشهرته ومكانته الاجتماعية قد ازدادت أضعافًا مضاعفة ، ولم يحظَ بهذه الأثرة بسبب ثروة يملكها، فقد اكتسب محبته بين الناس؛ لأنه اختار أن يعيش بينهم، ويداوي جراحهم، وقد كان بإمكانه أن يكتفي بمعاشرة أصدقائه، وزملائه، وأقاربه من ذوي الجاه والمال ، ولو فعل لما ساءه ذلك، ولكنه اختار حب الناس، فأحبه الناس.

 

فهناك رجال لا أقول انهم منسيون أو مهمشون في المجتمع لكنهم موجودون بأفعالهم ،و الشيخ صالح عبدالله هيثم من الذين عملوا ولا يزال بصمت ، بعيدا عن الاضواء ، فهو من الرجال الاوفياء الذين حملوا على عاتقهم رايات التضحية والفداء وضحوا بوقتهم وانفسهم ، أما آن الأوان ان تقدر الحكومة لهم إخلاصهم وعملهم الدؤوب تقديرا لما يعملون !!

 

بعض المسؤولين ممّن يكتسبون مكانتهم في المجتمع عبر ما يحتلونه من مناصب يكادون يختفون من وجدان الناس بمجرد مغادرتهم للمنصب، فلا إنجازات تُذكر، ولا معروف يُحمد، ولا إحسان يُشكر، وهم عندئذٍ يتوارون عن الأنظار.. يكاد لا يعرفهم أحد.. أمّا هذا الرجل الصالح فلقد كان ملء السمع والبصر، ومحل تقدير الجميع، وفي صدر كل محفل، وفي كل مجمع للفرح، أو للأحزان ، ونحن إذ نستذكر بالعرفان والتقدير بعضاً من المآثر العظيمة  لهذا الوالد العزيز نسأل الباري عز وجل أن  يحفظه ويعافيه ويبارك له في عمله ..

 

فهناك رجال أوفياء مخلصون ممن ينتمون  لمديريات محافظة أبين  ,والذين كانت لهم البصمات التي أسهمت في خدمة هذه البلاد وأهلها من خلال جهودهم المباركة التي بذلوها  خلال حياتهم  منهم من توفاه الله  ومنهم من  بقي على قيد الحياة فهؤلاء الرجال المخلصين لهم حق علينا أن نستذكرهم ونشيد بجهودهم المباركة طالما أنهم يعيشون في ذاكرتنا.