آخر تحديث :الأربعاء-03 يوليه 2024-02:23ص

أخبار المحافظات


أطروحات جديدة وحوارات شيقة خدمة للشباب قُدّمت في محاور اليوم الأول من أيام ملتقى الدار السادس عشر بتريم

الأحد - 31 يوليه 2022 - 11:27 م بتوقيت عدن

أطروحات جديدة وحوارات شيقة خدمة للشباب قُدّمت في محاور اليوم الأول من أيام ملتقى الدار السادس عشر بتريم

تريم (عدن الغد) خاص

تعد شريحة الشباب في المجتمع هي الشريحة البناءة والمعول عليها دائما في نهضة الشعوب، إلا أن نسبة كبيرة من هذه الفئة وظّفت قدراتها فيما لا فائدة منه، بل فيما يدمر الفرد والأسرة والمجتمع أجمع، فكان واجبا على المعنيين تقديم حلول جذرية لتغيير هذا المسار نحو ما ينفع ويرفع.... وانطلاقا من هذه الرؤية العظيمة جاءت فعاليات ملتقى الدار السادس عشر بدار المصطفى لعام 1444هـ  بعنوان:
(تحديات العصر بين الشباب والخطاب الشرعي من الحاضر إلى المستقبل) لتحمل هذا المسؤولية من خلال تقديم عدد من المحاور والعناوين المتعلقة بالشباب، واستضافة عدد من الدعاة والشخصيات المؤثر في العالم العربي،
وقد تواصلت فعاليات الملتقى بمحاور جديدة في اليوم الأول الجمعة 30 ذي الحجة 1443 هـ حيث انطلق البرنامج بآي من الذكر الحكيم، ثم محور الجلسة الأولى بعنوان:(الشباب بين متطلبات العصر والالتزام بالشرع) قدمه الشيخ الدكتور محمد سرور الحفيان من دولة السودان، مستطردا بقوله أن الداء اليوم صار مستفحلا ومترديا بعد أن اصاب الطاقة الشبابية وأصبح المرض عضالا ويحتاج إلى جهود في استئصال هذا السرطان، والأعراض تكمن في استجلاب الثقافات والهويات الغربية، وإنكار الوجدان، وكذلك الصراعات النفسية، والتشتت الذهني والفتور، وكأن الامر معجز ومحبط عند الشباب مع عدم الثقة في حياتهم، مضيفا أنه ومن ألطاف الله أن يقوم دار المصطفى بتريم على الانتباه بمسألة الشباب والعمل على إعدادهم؛ ليصبحوا عناصر قوية في المجتمع.
كما أن هناك المفرطون في الدين، والمؤثرون بفكر الإلحاد والعلمانية وجميعهم نادوا بإخراج الدين من الحياة، واخراج الحياة من الدين، ومشكلة التدين لديهم مجرد حرية شخصية لا يعلمون أنهم بذلك يخالفون الفطر الإنسانية التي خلقها المولى سبحانه وتعالى، ولماذا خلقهم؟ وماذا يريد منهم؟ وهو القائل: 
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَٰكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)

بعد المحور الأول تلاه مداخلة عبر برنامج الزوم قدمه الداعية محمد توفيق من الشام مقدما تعازيه في رحيل علامة الأمة المفكر الاسلامي أبي بكر العدني متضرعا لله أن يجمعنا به في دار رحمته، وفي حديثه عن الشباب قائلا أن علينا أن نشير إلى المشكلة بإيجاز ثم نحللها ثم نبحث عن العلاج قائلا:
"ابشروا أن في شبابا ممن يقبض على دينه كما يقبض على الجمر ومازالوا متمسكين بالدين ولله الحمد وقلوبهم مع الله في كل أوقاتهم ولكن جذور المشكلة تكمن في المفاسد التي تزدحم على الشباب عبر وسائل التواصل، ووجود المغريات في كل مكان؛ مما قد يشوش عليهم وعلى قلوبهم".
إضافة إلى وجود الإعلام المروج للمفاسد والمغريات بحجج فاسدة، وكثيرا ما تكون الأسرة هي المساعدة على هذا الهدم، بينما العلاج يكمن في توثيق معلومات صحيحة في الدين والانتباه للصحبة الصالحة التي تغذي القلب،  سائلا المولى أن يقربنا إليه ونيل رضاه.

وفي محور (الشابات ودورهن أمام تحديات العصر) قدمه الداعية الدكتور عمر مصطفى حسنين الرفاعي الوردان من بلد مصر موضحا أن حديثه سيكون حول الشابات فيما بين سن 18 إلى سن الـ35 سنة، فيجب ألّا نغفل عن دور الشابات في حياتنا ولو حصلت الغفلة ستكون الحياة عرجا، مبينا أن التحديات الموجودة اليوم أمام الأمة تتعلق بالتعامل مع المرأة، ولابد أن نشير إلى أمور تتعلق بالتغيرات،  فمن المتغيرات الحاصلة اليوم في حياة الشابات زيادة المزاجية والانفرادية والتشكك بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والتي زادت من حدة المشاكل والإحباط في الناس وزيادة المظلومية والشعور بالظلم من الجميع، وزيادة الحساسية من كثير من الأشياء وزيادة العشوائية وتشتت الناس في كثير من أمور حياتهم، وللأسف أن هذه التغيرات لم تعد خاصة بالشابات وإنما بالإنسانية أجمع. 
وقد أصبحت الشابة العربية المسلمة تمر بتحديات فيما بينها وبين نفسها، وبين الأسرة وبين العمل، وبين العلاقات والمستقبل والسعادة.
وهناك مثلث هرمي يتحدث عن دور المرأة في حياتها يكلفها ببعض الأعمال الهامة وإن لم تقم بها حصل لها قدر كبير من الإحباط..
كما أن المرأة لديها حرص شديد على أن يكون لها دور مجتمعي، كـتربية الأطفال مثلا، وللأسف المرأة لها نقاط ضعف من التأثر السريع والشديد بما تسمع، مع وجود حرص شديد في علاقتها مع الرجل بناء على المشاعر أكبر من المعايير والضوابط. 
ثم تلتها كلمة مختصرة للحبيب العلامة عمر بن حفيظ شكر فيه الداعية عمر مصطفى على ما قدمه من معلومات خدمة للشباب
وهكذا استمرت الاستضافات إلى ما بعد العشاء حيث انطلقت محور الجلسة الثالثة من جلسات الملتقى بعنوان:
(الشباب وتحديات العصر ودور الخطاب) قدمه الداعية عمرو مهران من جمهورية مصر العربية عبر  تطبيق الزوم، حيث شكر في بداية حديثة جميع العلماء والدعاة الحاضرين مقدما تعازيه القلبية في وفاة العلامة أبي بكر العدني رحمه الله،  معلنا أنه سيتحدث في محوره بصفته أحد الشباب، ومبينا أن الخطاب الديني في الفترة الماضية تعامل مع قضية العمل وكأنه شيء مفصول عن المولى سبحانه وتعالى بينما الحقيقة أن العمل هو من أشرف العبادات الربانية، مستدلا في حديثه عن بعض المشاهد من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام رضوان الله عليهم.
داعيا الشباب إلى تحقيق السعي في حياتهم لأجل تحقيق الأمر الإلهي سبحانه وتعالى.
كما يجب على الشباب أن يفهموا أن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وليس الأمر متعلقا بالجهد والقوة، فنحن نحتاج إلى توضيح أهمية السعي وفق المنهج الرباني مع الإيمان بوعد المولى بالرزق منه سبحانه وتعالى، 
مضيفا أن التطوير الذي يحصل في هذا الزمن مع التقدم الملحوظ في كل شيء خصوصا التقنية أثّر بشكل كبير على بعض الأمور عند الشباب، ونحتاج من الدعاة أن يقدموا الخطاب بصورة مختلفة أقرب للحنان والمساعدة والتعقل تجاه الشباب، ومناقشة أثر الأخلاق السيئة وعرض النتائج التي أصابت كثير من الشباب الذين وقعوا فيها اليوم، فيجب أن يكون خطابنا مبنيا على دراسات واحصائيات وغيرها.
ومن التحديات المرتبطة بالتطور هو الأسئلة العقائدية التي تملأ افهام الشباب إلا أنه للأسف نجد أن الخطاب الديني يعاتبه بدلا من أن يجب على أسئلته، كما أن الشباب لديهم تحدٍّ عظيم فيما يخص الهجرة وكثير من الشباب للأسف يجدون أن الفرج مما هم فيه هو بالخروج والهجرة من الدول الإسلامية بعد ما أحاط بهم اليأس. 
فهجرة الشباب اليوم مربوطة بخطاب ديني سلبي خلال الـ80 سنة الماضية،  فنحتاج خطابا دينيا عقليا نفسيا علميا مليئا بالإيمان يغني الشباب ويكفيهم ليجعلهم أقوياء على كل تحديات العصر .

ثم تلا ذلك محور للداعية مصطفى حسني من جمهورية مصر العربية  في العنوان نفسه.


حيث بيّن أن ما يمر به الدعاة اليوم هو مرحلة من التحدي الجديدة في استيعاب الشباب اليوم، ووجب على من يقوم بالدعوة أن يكون عالما بالتحديات التي تواجهه فيمن يخاطبه، ويعرف أهم القضايا والمعاصي التي استوردها  شباب العالم الإسلامي من العالم الآخر، فقد آن الأوان أن يربط الدعاة العمل بالعبادة وليس فصل العمل عن العبادة  فدور السادة هو استرداد معنى الاستغراق في معنى أن العمل عبادة.


كما أن التحدي المتعلق بالتطور الذي جعل من العالم قرية صغيرة يعد جذابا جدا ووصل حتى إلى هواتفنا الخلوية وهو تحدّ يدفع الشباب إلى ترتيب الأولويات ومع التطور الشريد الذي يجوب العالم يأتي دور الخطاب الديني إلى تحقيق الآية الكريمة ( وابتغي ...)


وكما يمر الشباب بتحديات الهجرة بشكل كبير بينما نقطة حب الوطن هي في الحقيقة مسألة نفاق سياسي لا يعترف الكثير من الشباب بها حقيقة، ويمر الشباب أيضا بتحدّ التواصل الاجتماعي والتي جعلت الشباب يتركون كل ما يمرون به مادام يؤذيهم مع أن السبب ليس فيما يؤذيهم وإنما في تعاملهم مع ذلك،  فدور السادة من العلماء وطلبة العلم هو استرداد رابطة الرحم من الأسرة وغيرها. 


وكما يقع الخطاب الديني مؤخرا في مشكلة المقارنة فنتمنى من المتصدرين في الدعوة أن يساعدوا الشباب على حسن استثمار وسائل التواصل وينظروا للدنيا بعين فضل الله وأن يغضوا البصر عن كل ما حرم الله، 
شاكرا الدعاة على حسن الاستضافة...

ثم اختتمت المحاور بعدد من المداخلات من الحضور وعدد من الدعوات المباركة من العلامة المربي عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ والدعاء والفاتحة