آخر تحديث :السبت-05 أكتوبر 2024-11:06ص
أخبار وتقارير

الجحافي يدعو الجنوبيين إلى ضرورة إيجاد أطر دبلوماسية متنوعة

الإثنين - 14 مارس 2022 - 10:08 ص بتوقيت عدن

الجحافي يدعو الجنوبيين إلى ضرورة إيجاد أطر دبلوماسية متنوعة

عدن(عدن الغد)خاص:

حذر القيادي في الحراك الجنوبي المحامي رائد الجحافي من حالة الركود الثوري الذي يشهده الجنوب منذ سنوات، معتبراً ما يجري في الجنوب حالة غير سوية في العرف الثوري فشمولية الصوت الجنوبي وان كانت في ظاهرها حالة صحية من منطلق الإجماع الجنوبي وانخراطه في فصيل  واحد يعبر عن أهدافه وتطلعاته، لكن في باطن الأمر هناك انعكاسات سلبية خطيرة تترتب على هذه الشمولية خصوصاً في حال غياب استقلالية القرار الثوري ولو على الأقل وجود خطوط ثابته لا تقبل أي مساومة او مهادنة، لأن رضوخ الفعل الثوري وانحصاره على الخطاب السياسي فقط برفع السقف وخفضه تماشياً ومصلحة الجهة الخارجية الداعمة لهذا الكيان َالذي تجدها تستخدمه وفق أجندتها ومصالحها لا وفق مصلحة الجنوب، ليتحول النشاط الثوري والدبلوماسي الجنوبي مجرد وسيلة ضغط يتم استخدامها كلما دعت حاجة الخارج لها عندما تأتي الحاجة لممارسة ضغط ما تجاه أحد الأطراف اليمنية في الداخل، أو خدمة لطرف من أطراف الصراع اليمني.

في هذه الحالة ومع وجود هذا الاستغلال للجنوبيين يفترض أن يلجأ الجنوبيين ولو على نطاق ضيق للنخبة السياسية إلى سرعة إيجاد نوافذ تواصل بينهم لوضع قواسم مشتركة سقفها مصلحة الجنوب بما يخدم الهدف الذي خرج لأجله الجنوبيين وقدموا التضحيات ولا يزالوا يقدمونها حتى هذه اللحظة.

ان التضحيات الكبيرة التي قدمها ويقدمها الجنوبيين تذهب هدراً ان استمر التعاطي السياسي والثوري الجنوبي بهذه الصورة التي أصيبت بالاضَحلال وتحولت من فعل ثوري إلى مجرد مؤسسة ليس لها من الثورة الجنوبية سوى الشكل والاسم في حين رسميا يجري التعاطي الدبلوماسي والسياسي الخارجي مع هذا الواقع على أنه مجرد طرف يمني يمثل مجرد مشكلة يمنية من ضمن عشرات المشاكل والقضايا المطروحة على طاولات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أو على طاولات صناع القرار الدولي.

أن السيطرة والاستحواذ على الصوت الجنوبي من قبل فصيل بعينه مهما كانت قوته وحجمه والعمل على رفض والغاء الآخرين من الجنوبيين يتحول إلى عبث سياسي ينعكس سلباً على قضية الجنوب وهو الأمر الذي يصبح عنده الجنوبيين في المستقبل مشلولي القدرة على إنقاذ الثورة وقلب الطاولة على رأس من يحاول خداع الجنوبيين وتجاوزهم.

ان الخطر الكبير اليوم يتمثل من خلال استخدام الجنوبيين لضرب بعضهم البعض وتمكين فصيل جنوبي من استخدام أدوات القوة في المجال الضيق للتلاعب بالألفاظ ورفع الشعارات كلما أراد - الخارج-، ضرب هذا أو ذاك المكون او الفصيل او حتى على المستوى الشخصي كلما ارادوا تشويه سمعة هذا أو ذاك الشخص.

أن طول أمد الواقع لا يأتي بأي جديد أو يحقق اي انتصارات او خطوات إيجابية لصالح قضية الجنوب في ظل استمرار الركود السياسي والثوري فالعدو ومعه حتى الخارج ينتظرون لحظة الوفاة للجسد المعلول ليسهل التخلص منه بصورة سريعة دونما اي تكاليف او مشاكل ما.

ان منح الحيز لقيام مجرد سلطة شكلية للجنوبيين لا يستطيعون حتى تغيير مسئول بسيط في مؤسسة حكومية بل بالمقابل تشجيع صعود لوبي إلى سدة القيادة الجنوبية المتواجد على رأس المشهد الجنوبي اليوم وتمكينهم من ممارسة أعمال النهب والفساد من شأنه إدخال جسد الثورة الجنوبية غرفة الإنعاش ليس للعلاج إنما لوضعه تحت الموت البطيء والقضاء على الثورة الجنوبية التحررية بكل سهولة.

ان المفاوضات التي شهدها الرياض في السنوات والأشهر الماضية خير دليل على ما يريده الخارج للجنوب ولقضيته السياسية.

إن ما سبق من كلام لا يعني العودة إلى ذات الشكل الثوري لفصائل الحراك الجنوبي قبل العام 2015م او رفض المجلس الانتقالي الجنوبي إنما دعوة للجنوبيين وفي مقدمتهم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذين يؤمنون بضرورة تحقيق الأهداف التي ضحى الجنوبيين لأجلها دعوة لاعادة النظر في واقع الثورة الجنوبية والعمل مع الشرفاء من الجنوبيين سواء كانوا داخل أو خارج الانتقالي او حتى ممن يتواجدون في مواقع سياسية أخرى للاتفاق بصورة غير معلنة على قواسم مشتركة لصالح الجنوب واستخدام العقل السياسي والدبلوماسي وتوزيع الأدوار بينهم وليس شحذ همم كل طرف جنوبي للانقضاض على الجنوبي الآخر..

هل تستطيعون بلوغ هذا المستوى، لأن المتاح اليوم يصبح غدا مستحيل والأحداث العالمية في الوقت الراهن دون شك ستغير الكثير من المواقف وستصنع مشهد مختلف على الأمس ويبقى إثبات من نحن وما قدراتنا للتعاطي مع أي متغيرات او منعطفات جديدة نضمن من خلالها تحقيق خطوات ايجابية لصالح قضيتنا الجنوبية بغض النظر عن لون المتغيرات الخارجية القادمة.