تقرير : البناء ياسر بامعبد :
تتميز مديرية رضوم بمحافظة شبوة بوجود المياه الساخنة السياحية والعلاجية ، تقع مديرية رضوم على مساحة جغرافية كبيرة تبلغ (٦٦٨٠كم٢) وتشتهر مديرية رضوم بالعديد من المعالم التاريخية والتراثية والسياحية وابرزها هذه المياه الكبريتية الساخنة التي تقع في مركز المديرية وتسمى عند أهالي رضوم ب (الجب) وعند غير اهلها ب(الحمام) وتعالج العديد من الامراض الجلدية وامراض الحساسية والكلى والبواسير والدود وغيرها.
يعود حفرها الى ما قبل آلاف السنوات وكانت في حوضاً ترابياً صغيراً، حتى جاءت فترة حكم الحزب الاشتراكي لدولة الجنوب وتم تنظيم موقعها ببناء احواضاً اسمنتية مفروشة بالبلاط وعمل حولها حدائق ومنتزهات ومسابح ومباني سكنية للزوار من خارج المديرية، حيث تم تفريغ المياه في حوضين حوض للرجال وحوض للنساء .
فقد تم استيراد نساء مضيفات من جمهورية اثيوبيا الاشتراكية التي كان يحكمها الرئيس منجستو هيلاماريام، للعمل في الحمامات الساخنة، ويدفع كل من اراد الاغتسال فيها مبلغ٣ شلن مقابل الاغتسال مرة واحدة و٣٠ شلن مقابل السكن ،حيث تدر مبالغ مالية لخزينة الدولة فهو موقعاً سياحياً واستثمارياً بحاجة لإعادة تأهيله من جديد بعد ان تعرضت جميع ممتلكاته للسلب والنهب والتخريب عام١٩٩٤م واصبح هذا المنتجع السياحي اطلالاً واثراً بعد عين ،وغابه من السيسبان في المنتزهات والمسابح، فالحوض المخصص للنساء لم يعد صالحاً للاستخدام فتم عزل الماء عنه مما حد بالأهالي لتخصيص وقت للنساء وهو بعد صلاة المغرب من كل يوم ،ويستطيع ان يدخلها كل من شاء بدون اي مقابل نقدي يدفعه مثل ما كان حاصلاً ايام دولة الجنوب .
فقد كانت لهذا الحمام السياحي بوابتان كبيرتان للسيارات وابواباً صغيره للأفراد وهناك حراسة على كل البوابات، وخلال هذه الفترة تردد على زيارته شخصيات رفيعة في الدولة اهمها الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علي ناصر محمد وتعد هذه المرحلة ارقى المراحل في تاريخ حمام رضوم السياحي الذي كان بمثابة المنتجع السياحي الاول حيث يوجد بداخله الكثير من المساكن الراقية وتتسع لجميع زواره.
وتحيط بحمام رضوم السياحي أشجار النخيل يقارب على ٢٠٠٠ نخله ويسقى من المياه الساخنة بعد تفريغها من حوض الاغتسال الى احواضاً اخرى لتوزيعها على مزارع النخيل بالتناوب بين المزارعين .
ويتوافد على هذه المياة الساخنة اعداداً كبيرة من الزوار للاستشفاء من مختلف مديريات المحافظة على مدار العام .
يفتقد موقع المياه للكثير من الاحتياجات أهمها النظافة و إعادة تأهيل الاحواض المعطلة والمنتزهات، فهي موقعاً سياحياً واستثمارياً واعداً فهو بحاجة لتأهيله ليكون رافداً من روافد الاقتصاد في المديرية.
وتحدث الينا الأخ عبدالعزيز فرج قائلاً :"يعد حمام رضوم السياحي المنتزه الأول في محافظة شبوة في فترة حكم الحزب الاشتراكي حتى ما بعد الوحدة وحرب صيف 1994م حيث تعرض للسلب والنهب والتخريب لكل محتوياته وتم تعطيل احواض السباحة والمنتزهات التي يوجد بها اشجار رائعة ونادرة، ولم تعيره الحكومة اي اهتمام حيث تم اهمال حوض النساء وتعطيله نهائياً ونبتت فيه اشجار السيسبان وتهديم وتكسير بعض البنايات الموجودة داخل حوش الحمام ، فهو حمام سياحي من الدرجة الاولى تعرض للإهمال والنسيان وهو بحاجة لإعادة تأهيله تأهيلا صحيحاً يعود بالنفع والفائدة على الجميع .
كذلك يعتمد عليه في الزراعة فهو يغذي اكثر من 2000 نخلة وبعض المزروعات الاخرى، وليس هذا فحسب فهو يعالج الكثير من الأمراض حيث يأتي اليه الكثير من الزوار من خارج المديرية والمحافظة .