آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:13م

ملفات وتحقيقات


من مذكرات عنتر : القصة الكاملة لبطولته في ثورة ردفان وتحرير الضالع!(7)

الثلاثاء - 23 نوفمبر 2021 - 08:41 م بتوقيت عدن

من مذكرات عنتر : القصة الكاملة لبطولته  في ثورة ردفان وتحرير الضالع!(7)

عدن ( عدن الغد ) إعداد / د. الخضر عبدالله :

ما ان يحلو لك  الجلوس في أي  بقعة من مناطق جنوب اليمن  التي يألفها الناس للجلوس, إلا وتسمع أحاديث من هنا وهناك تتحدث عن المشاهير من مناضلي ثورات جنوب اليمن, ولا يخلو حديث هذه المجالس عن مناقب وبطولات أهل الضالع ,وشهرتهم  بالبطولات في ساحات القتال ..وهنا  تشير الدراسات التاريخية أن أهالي الضالع لا  يقبلون الظلم، ويشهرون سالح مقاومتهم في وجه كل محاولات  النيل من كرامتهم، ولأبناء الضالع سجل ناصع في مقاومة الاحتلال, وقد أخذت معظم  القبائل نصيبها من المقاومة، ومن أشاوس مناطق  الضالع قرية الخريبة التي نالت نصبيها من تدمير الغارات الجوية البريطانية , واخرجت هذه القرية من بين ثنايها واحضانها المناضل الجسور علي احمد ناصر (عنتر) اسم لرجل عظيم ولامع ذاع صيته بين أوساط الجنوبيين وتقدم الصفوف الأولى للمناضلين في معارك الشرف والفداء وقاد معارك التحرر ضد قوات الاحتلال البريطاني في الضالع حتى اندلاع ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان الشماء وخاض مع رفاقه في جيش التحرير القتال الضاري والكفاح المسلح لمدة 4 سنوات، اجترح خلالها الملاحم والمآثر البطولية حتى تحقق لشعبنا الجنوبي الأبي آنداك استقلاله الوطني في 30 نوفمبر 1967م.

ولا يمكن سرد أي حديث عن أسفار نضالات الثورة والاستقلال دون ذكر علي عنتر، فهو رقم وطني وتاريخي حفر اسمه في ذاكرة الأجيال الجنوبية التي تتناقل سيرة حياته، العطرة كجزء من تاريخ الجنوب الحديث والمعاصر ومن المستحيل اجتيازه في أي مرحلة كانت.

دور عنتر البطولي

صدر في "مجلة الصور" المصرية على احد اغلفتها الأسبوعية مشبهة علي عنتر بعنتر بن شداد الصغير, ويدل هذا التشبيه على ان المناضل عنتر كان لديه رصيد حالف بالنضال والمقاومة مشاركنا للدافع عن حرية وطنه .

يقول الكثير ممن  كتب ورافق المناضل علي عنتر ترسخ فيه روح النضال والمقاومة ومما قالو عن عنتر :"  عند انطلاق الثورة في ردفان برز دور عنتر ورفاقه في توضيح عظمة انفجار جبهة ردفان واهمية الثورة , ومع اشتداد الضغط على هذه الجبهة وعقب لقاء سري مع القائد المناضل الرئيس المرحوم قحطان الشعبي وفخري عامر مندوب القيادة المصرية في الشمال , تبنى عنتر مسألة ايصال التعزيزات الى جبهة ردفان بدون اية تكاليف  وبالفعل كلف عنتر مجاميع من رفاقه بمهمة نقل الذخائر والاسلحة على ظهور الحمير والجمال من قعطبة الى جبال منطقة ( شقح) واقترن ذلك بالعمل المكثف لفتح جبهة الضالع . 

عنتر وتكليفه بالعمل الفدائي

ومن ضمن المقالات التي سطرت عن مسيرة المناضل عنتر هذا مخلص ما جاء فيها :" أن عنتر كان زواجه عنتر من رفيقة دربه المرحومة (فاطمة)  وهذا الزواج  قد تحول الى لقاء موسع للمناضلين , وبعد ايام من زواجهما قال لها ( انا مكلف بقيادة العمل الفدائي في الضالع , وقد اقرينا تنفجير الثورة في جبهة الضالع , و سوف اصعد الى الجبل , واذا سأل احد عني فقولي لهم : (ان عنتر هرب الى صنعاء ليسافر الى الغرب ).

عنتر يخاطب طفله جهاد

 ومما يقال  من احاديث الناس عن عنتر:" أنه  بعد 6 اشهر من انجاب زوجته (فاطمة)  (جهاد) ابنه الاول والذي احتضنه لأول مرة قال مداعبا جهاد – الذي عانقه بكل لهفه وشوق وحنان الاب الثائر ( ما جملك ياجهاد لقد صار طولك بطول القذيفة – آه ليتك كنت قذيفة (البلاند سيد) لا رمي بها قصر الامير.

عنتر وتحرير الضالع

في 20 يونيو 1964 م وبعد استكمال المجاميع الفدائية تدريباتها في تعز بداء الاستعداد للعودة لانطلاق جبهة الضالع / ومع بداية الدقائق الاولى من الساعة الثانية بعد منتصف الليل وصبيحة 24 يوليو 1964 م كانت الطلقات الاولى لأول هجوم فدائي على معسكر الانجليز ومقر الضابط السياسي في الضالع , ونسف محطة تموين القوات البريطانية بالمياه  وبهذا تم الاعلان عن فتح ثاني جبهة بعد جبهة ردفان دشن بها مرحلة جديدة من حرب العصابات المنظمة التي لاتعرف التوقف او التهادن اوالرحمة , ولاتعرف حدود للزمان والمكان ولاحصرا للطرق او الاساليب  وهكذا واصل عنتر طريق النضال المسلح في كافة الجبهات .

عنتر قائد مسيرة سقوط الضالع :

 في صبيحة 22 يونيو 1967 م شهدت الضالع اكبر واعنف مسيرة جماهيرية يقودها عنتر ورفاقه  ومن على متن احدى الدبابات البريطانية القى عنتر خطابا سياسيا , وخاطب الجماهير قائلا (ايها الرفاق تحقق النصر وتحررت منطقة الضالع من المستعمرين وهذا الانتصار صنعته هذه الجماهير الفقيرة بفضل تضحياتها الكبيرة من اجل الحرية والاستقلال). وفي سبتمبر بدأت مسيرة التحرك نحو عدن عبر عدة جبهات حيث وصل عنتر الى البريقة في نوفمبر ليحتفل مع الشعب اليمني كله بعيد الاستقلال لجنوب الوطن في 30 نوفمبر 1967.(للحديث بقية ).