يواجه القطاع الاقتصادي في اليمن تحديات جسيمة فرضتها الحرب ومخلفاتها، ونستطيع القول إن هذا القطاع يُعد الأكثر تضرراً في ظل الأزمات المتشابكة والتي من أبرزها أزمة المشتقات النفطية وازمة الغاز المنزلي وشحته .
مما لا شك فيه إن مثل هذه الأزمات تُبرز قيادات لها إسهاماتها في تخطي هذه الأزمات والخروج منها بأقل الخسائر، وفي هذا المضمار برز الدكتور صالح عمرو كرامه الجريري الذي أثبت بأنه رجل التحديات في عصر الأزمات.
لقد واجهت شركة النفط جملة من التحديات التي ذكرناها أعلاها، إلى جانب تحديات خاصة لا تظهر للعامة وتُعد كجزء من خصوصيات الأعمال التي قد لا يُحبذ الحديث عنها حتى لا تتحول إلى معوقات معقدة ويُفضل التعامل معها بسياسات خاصة تكفل تحويلها إلى نجاحات، ومثل هذه لا يقوى عليها إلا رجل يمتلك مهارات القيادة والإدارة وله رصيده في العمل الميداني الذي يجعله قادراً على التعامل مع كل هذه التحديات التي ليس لها لغة سوى لغة العمل .
تولى الدكتور صالح الجريري الشركة ، وجاء تعيينه في ظرف زمني معقد تعيشه البلد بشكل عام وفي وقت يخاف الكثير من تحمل المسؤوليات إلا أنه تحمل المسؤولية بكفاءة واقتدار، واستطاع أن يضع لنفسه بصمة في الحفاظ على هذا الصرح العملاق والرائد في القطاع النفطي الذي تعد شركة النفط بعدن اقل سعرا من ناحية المشتقات النفطية في المحافظات المحررة .
في الوقت الذي تولى الدكتور صالح الجريري كانت الأزمات تتشابك وتتداخل، وألقت بظلالها على مختلف القطاعات الاقتصادية وطالت كافة جوانب الحياة، إلا أن لهذا الرجل فلسفته الخاصة في رسم الخطط ووضع المعالجات الفاعلة التي تتناسب مع كل المعوقات والتحديات، ولم يلجأ إلى خطط ومعالجات مطاطة يمكن أن نقول عنها أن فلسفة لا جدوى منها، بل اعتمد على معالجات بسيطة لها فاعليتها في حلحلة الواقع وإن كان البعض لا يفهمها أو لا تشد انتباهه، لم يلتفت سوى إلى مستقبل الشركة وإلى الطرق التي تقودها إلى بر الأمان.
لقد استطاع الجريري أن يبحر بين الأمواج العاتية وأثبت أنه قبطان ماهر، ويثبت للجميع يوماً بعد يوم أنه علامة فارقة في القطاع النفطي متمثل بشركة النفط وقامة اقتصادية لها دورها في بناء اقتصاد وطننا الحبيب وتجنيبه ويلات الخسائر والدمار الذي يحيط بهذا البلد.
في ظل هذه الانجازات التي يحققها صالح الجريري تبرز الأصوات النشاز التي تجعلك تستغرب منها، كونها تحاول أن تشوه مسيرة هذا الرجل ومعه كادره الممتاز، فتارة يتم نشر أكاذيب عن فساده، وتارة عن تعنته وسوء تعامله في ادارة الشركة ، مع العلم أنه يمتلك أسلوباً إدارياً تصبغه الإنسانية في التعامل الراقي مع المنتقدين له .
إن هذه المحاولات اليائسة التي يقوم بها بعض المنتقدين تثبت جدارة هذا الرجل في شغل منصبه، ولا عجب في ذلك فلا ترمى إلا الشجرة المثمرة، كما أن كل رجل ناجح يعترضه أعداء النجاح ومن لا يستطيعون تحقيق النجاح في حياتهم، وبحسب النجاح والصعود يكون العداء والترقب ووضع العراقيل، وهذه قاعدة لا بد منها، بل إن هذه القاعدة أصبحت تستخدم كمقياس لتقييم أداء أي رجل ناجح في بعض الدول الكبرى، ولا ندري هل سبب العداء شخصي أم ابتزاز.