ايامنا الحلوة في عدن زماااان

اعلم انك ان دخلت عدن زائرا او للإقامة فلن تحتاج الى اوراق ثبوتية او وساطة من احد فهي مدينة مفتوحة ليس لها ابواب..

ولكنك تحتاج ان تكون حسن الخلق محبا للمدينة واهلها فهذا يكفي لتجد نفسك محاطا باحترام وحب الناس جميعهم..

 ليس من الضروري ان تكون غنيا  لتفتح محلا في عدن او تمارس البيع والشراء وتتاجر فيها ولكنك تحتاج إلى الأمانة والارادة والصبر لتشق طريقك وتصل الى ما تحلم بالوصول اليه ..

من المؤكد انك ستجد فيها من يساعدك ويدعمك ويشجعك ..

جيرانك هم اهلك الذين ستجدهم حولك عند الحاجة فما عليك الا الاندماج في البيئة العدنية لتصبح عدني في يوم وليله..

انها عدن جنة الله في ارضه ..

نعم هي ارض السلام ونوارة العلم فيها تلتقي جميع الاديان وتتجمع دور العبادة تحت شعار لكم دينكم ولي دين..

نهار عدن تعليم ومعاهد ومدارس وعمل ومعامل وبيع وشراء ومتاجر ومحلات وناس هنا وهناك وصخب وحر وعرق ومطاعم نار في نار .. نارالطبيخ ونار بهارات الطعام ..

تهدأ المدينة بعد العصر ويخرج رجالها الى المبارز وشبابها لميادين الرياضة ونساؤها لزيارة صديقاتهن ..

ويبدأ الطرب والسلى والدان وتسمع همس العشاق في ساحل ابين انها عدن حوت كل فن..

بحر عدن يلف المدينة من كل الاتجاهات وتحرسها جبالها العالية الشامخة وخير عدن من بحرها لاينقطع ..

روح صيرة او الغدير والخيسة اذا كنت من هواة الاصطياد  والرحلات الليلية بمصاحبة رفاق العمر لتنعموا بساعات من المرح والغناء والتجليب انها مدينة آمنة لا خوف فيها ولاقلق انت في عدن .

بنات عدن جميلات فاتنات وفي الجد هن اجدع من الرجال وفي الحب والحنان هن نسمات معطرة ينشرن  البهجة والفرح هن حبيبات رائعات وامهات في منتهى الروعة..

اما ان كنت من محبي السهر فستجد في عدن المسارح ودور العرض كسينما بلقيس وشهناز والمعلا ومستر حمود وسينما عبد القادر وسينما البريقة ودار سعد يعني في كل منطقة من مناطق عدن ستجد فيها اكثر سينما ..

واكيد ان كنت من هواة الفن ستستمتع بحفلات كبار الفنانين كالمرشدي واحمد قاسم  وبامدهف والزيدي وخليل محمد خليل  ومحمد سعد عبدالله والعطروش وفيصل علوي وفرتد الشريف وغيرهم من فناني عدن ..

اما ان كنت من محبي الفن الشعبي ستجد رقصة الليوة والطمبرة ورقص الصيادين وغناء ورقص الجمد الهندي..

وبعد السمر والسهر ستصحو في الصباح لتغادر الى مقر عملك واولادك كل منهم سيذهب الى مدرسته الابتدائيه والاعدادية والثانوية والمعاهد. وكلها مفتوحة لاستقبال طالبي العلم للدراسة مجانا والمواصلات والدفاتر والاقلام وغيرها مجانا حتى انهم يقدمون للطالب اللبن والموز كل صباح  مجانا..

بقي ان اقول لكم ان الشنط والملابس المدرسية توزع مجانا للطلبة الفقراء والايتام مش قلنا ان عدن ام المساكين..

اما الرياضة فلها النصيب الاكبر من الملاعب والمسابح فيها ملاعب لكرة القدم والتنس الارضي والرجبي وكرة السلة والكرة الطائرة وكثير من الملاعب لاتحضرني أسماؤها .. وفيها مسبح حقات صمم على احدث طراز ومفتوح للرجال خمسة ايام ويوم او يومين للنساء ..

في عدن زحمة فنانين وفرق فنية ورياضية ولاعبين وعلماء وقضاة واطباء وتربويين ومثقفين وشعراء وصحفيين ورجال أعمال وغيرهم هؤلاء الرجال كانوا هم من اسسوا حضارة هذه المدنية ..كانوا نجوم اضاءت عدن والعالم.

لو تشجع الكرة روح الى الملعب البلدي ( الحبيشي حاليا) شوف الاتحاد المحمدي  والحسيني والقطيعي ثم الشباب الرياضي والاحرار وشباب التواهي والجزيرة والشعب والواي والهلال والشعلة وغيرها من الفرق التي صالت وجالت في ميادين الكرة في التواهي والمعلا وكريتر والشيخ عثمان والبريقة هناك لاعبون تركوا بصماتهم في الملاعب كبوجي خان والهتاري وعباد احمد وابراهيم صعيدي ونصر شاذلي وعباس غلام وعبدالله خوباني وسعيد عذب والدعالة وسالم زغير وجواد محسن والعريجة وصالح محمد عمر وكثير كثير من لاعبي عدن لعبوا محليا وخارجيا وكان يشار لهم بالبنان..

حان الوقت لنزور العائلات العدنية ونشاركهم افراحهم واتراحهم.. فاذا عزمك عدني فهذا يعني عزومة كاملة شاملة من الظهر حتى المساء غذاء وقات وسمرة..

زوجتك ستذهب لمشاركة النساء في  اعداد الطعام  وهو في الغالب سمك ديرك او سخله او باغة ورز مع العدس وسلطة وعشار وبسباس اخضر مطحون مع الطماط والكبزرة والثوم.. والبقل والكراث والبصل الاخضر ..

ترى المائدة ماشاء الله اشكال والوان يتصدرها الرز والصانونة والمطفاية وبعد الاكل يقدم الحبحب الاحمر الحالي والشمام والموز ويقدم بعد ذلك الشاي العدني الملبن اللي يمز الرأس ..

ثم يذهب الرجال الى سوق القات ويشترون قات حبشي وهو انواع بستاني وقده وقرطي وقنابل يختار كل واحد مايناسبه وايضا يشتروا سجائر حسب المزاج بلايرس وروثمان وثري فايف وابو جني وخضراء ويعودون للمخزن في البيت او عند الباب يخزنوا في قعائد عليها مخد وفرشان نظيفة ناصعة البياض وامامهم دبب الماء ماركة النسر فيها ماء مع الهيل وقوارير الكوكا كولا والبيبسي امامهم راديو او مسجل يصدح منه صوت محمد سعد عبدالله باغنية مااحلى السمر جنبك ويستمر المقيل الى مابعد العشاء..

ينسحب الضيف وزوجتة ليكمل السهرة في بيته اما النساء بعضهن يمضغن القات بكميات بسيطة والآخريات يتشوهن على الزعقة والفوفل والشاهي الذي لاينقطع ..

البيت العدني عادة مكون من دارة ومخزن والبعض يبني كبن فوق السطح وقليل من هم يملكون منازل كبيرة واسعة والمنازل متقابلة بنظام والبيوت مفتوحة للجيران في كل الاوقات..

العدانيا حياتهم بسيطة وقلوبهم رقيقة مفتوحة لكل الناس فالعدني لايحقد ولايحسد ولايغدر ..!!