فجع الوسط الرياضي والتربوي الجنوبي، والأبيني خاصة، قبل يومين ، بخبر وفاة نجم من نجوم الزمن الرياضي الجميل وأحد أهم الهامات الرياضية والتربوية الجنوبية الكبيرة، لاعب نادي حسان والمنتخبات الوطنية، الكابتن والأستاذ القدير أبن أبين البار "علي محسن عوض" رحمة الله تغشاه.
بحكم مولدي المتأخر عنه كثيراً، لم اكن مرافقاً لنجومية الفقيد العملاق "علي محسن" ولكني قرأت كغيري من أبناء جيلي الشغوف بكرة القدم، تاريخ الفقيد الكروي كلاعباً محلياً ودوليا، واطلعت على أرشيف سيرته الذاتية الرياضية العطرة وماحققه من إنجازات حفر بها أسمه بارزاً في الملاعب وذاع صيت نجوميته على امتداد الجنوب عامة والوطني العربي، كلاعباً لامعاً خلال تلك الحقبة الزمنية الجميلة في رياضة الجنوب، ثم مدرباً مقتدراً وأستاذاً عظيماً وتربوياً نابغاً وقيادياً إدارياً حكيما من الطراز الفريد .
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وتحديداً في منتصف العام 88م، شاءت الأقدار أن أكون أحد طلاب معهد دار المعلمين والمعلمات بمحافظة أبين، ولحسن حظي الجميل إن العملاق "محسن" كان أحد أعمدة ذلك الصرح التربوي والتعليمي العظيم، كأستاذاً فاضلاً للتربية الرياضية والبدنية بالمعهد، بل ومدرباً متمكناً لفئتي الناشئين والشباب لكرة القدم بنادي حسان الرياضي.
يومها التقيت العملاق الكبير "محسن" في ملعب المعهد، كنت حينها فتىً يافعاً عاشقاً متيماً بكرة القدم، لم تكن المواجهة عادية بالنسبة لي، تلعثمت عندما سألني عن أسمي، ارتبكت، ثم أجبت، وبغيت شارد، خانتني قدماي حين رمى الكرة نحوي فتعثرت في خطواتي مرات عدة، كيف لا ..؟! ، وأنا أمام هامة كبيرة كانت أقصى أحلام الفتى "شوبه" أن يلقى عليه التحية ملوحاً من بعيد أو تجمعه به مصادفة صورة عابرة من مصادفات عمري التي تمادت لاحقاً وتوالت تباعاً .
لم يدم شرودي من صدمة مواجهة العملاق "محسن" طويلا، فسرعان ما كسر بداخلي حاجز الرهبة، من خلال تعامله الراقي معي ومع باقي زملائي، حيث لمسنا فيه عطف الأب الحنون ووفاء الصديق المخلص وإهتمام المعلم الفذ وأخلاق الرياضي التربوي القدير، حيث ساهمت كل تلك الصفات الحسنة، من أن نكون فريقاً قويا، متجانساً ومنسجماً مع بعضنا البعض في ناشئي ثم شباب نادي حسان الرياضي ، خضنا حينها العديد من المباريات مع مختلف اندية العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب وحققنا خلال موسمين الكثير من الانتصارات والنتائج المميزة والمرضية لجمهور النادي وإدارته وجهاز الفريق الفني بقيادة المدرب العملاق "العظيم" كابتن علي محسن.
ستبقى كل تلك الذكريات الجميلة عالقة في ذهني ماحييت، وسيبقى أسم العملاق "علي محسن" خالداً في وجداني، سأقف له تعظيما والقي عليه تحية الوفاء والعرفان كلما مرت ذكراه بخاطري ..
لك الرحمة والمغفرة ولروحك السلام "أبا محسن".