فنّد المتحدث الرسمي باسم «الفريق المشترك لتقييم الحوادث» في اليمن، المستشار القانوني منصور المنصور، عدداً من الادعاءات التي تقدمت بها جهات أممية ومنظمات عالمية حيال أخطاء ارتكبتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن خلال عملياتها العسكرية في الداخل اليمني.
واستعرض المنصور في تقريره الـ224، خلال مؤتمر صحافي عقده بنادي ضباط القوات المسلحة بالرياض أمس، نتائج تقييم 5 حوادث تضمنتها تلك الادعاءات.
وحول ما يتعلق بما ورد في تقرير صادر من منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان»، في مارس (آذار) 2020، الذي رصد في مواقع الشبكة العنكبوتية ولم يتسلمه الفريق بشكل رسمي، بأن طائرات التحالف بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) 2016 استهدفت مستشفى «كتاف الريفي» بمديرية كتاف والبقع بمحافظة صعدة، مما أدى إلى تعليق مؤقت للخدمات الطبية التي تقدمها المنشأة وتم ترميمها من قبل منظمة «يونيسيف»، أوضح المستشار المنصور أن «الفريق المشترك لتقييم الحوادث» قام بالبحث وتقصي الحقائق في وقوع الحادثة، وبعد دراسة جميع الوثائق وبعد تقييم الأدلة، تبين للفريق المشترك أن «مستشفى كتاف الريفي، مدرج ضمن المواقع المحظور استهدافها لدى قوات التحالف، ولا يوجد أي أثار تدمير واضحة، كما تبين أنه قبل التاريخ الوارد في الادعاء بيوم لم تنفذ قوات التحالف أي مهام جوية في مدينة كتاف، وأنه كان أقرب هدف عسكري تعاملت معه قوات التحالف يبعد مسافة 23.5 كيلومتر عن المستشفى محل الادعاء».
وفي حادثة أخرى، أوضح المنصور أن الفريق المشترك، «وبعد الاطلاع على الحقائق عن وقوع الحادثة وجميع الوثائق وبعد تقييم الأدلة، تبين أن (مدرسة عذبان) تبعد مسافة نحو 60 كيلومتراً من مدينة مأرب وفي منطقة شبه معزولة ولا يوجد أي مبان ملاصقة لها، كما تبين أنه في هذا التاريخ الوارد بالادعاء لم تقم قوات التحالف بتنفيذ أي مهام جوية على محل الادعاء، وأن أقرب هدف عسكري تعاملت معه قوات التحالف يبعد مسافة 63 كيلومتراً من مدرسة عذبان محل الادعاء».
وبين المنصور أن المدرسة لم تتعرض لأي أضرار أو احتراق قد تخلفها الاستهدافات الجوية، بالإضافة لسلامة الأعمدة الحديدية الحاملة للمظلة الموجودة في فناء المدرسة من أي آثار احتراق.
وحول ما يتعلق بما رصده الفريق المشترك بالمصادر المفتوحة الصادرة من منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» من أنه بتاريخ 29 مايو (أيار) 2015، قصفت طائرات التحالف مركز «غضران الصحي» بمديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء الذي كان يحتله الحوثيون ويقيمون فيه أنشطتهم ويستخدمونه قاعدة عسكرية، فقد تبين للفريق المشترك، بدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف بتاريخ 29 مايو 2015 وهو التاريخ الوارد بالادعاء، أنه وردت لقوات التحالف معلومات استخباراتية وبعد التحقق منها تأكد وجود «قيادات تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة ومخازن أسلحة وذخيرة» داخل «مبنى» تم الاستيلاء عليه من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة في مديرية بني حشيش في محافظة صنعاء، وهو ما يعدّ هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق تدميره ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة وأكيدة باعتبار أن «المبنى» سقطت عنه الحماية القانونية المقررة للأعيان المدنية نظراً لاستخدامه للمساهمة الفعالة في الأعمال العسكرية، «وعليه قامت قوات التحالف بتاريخ 29 مايو 2015، بتنفيذ مهمه جوية على الهدف العسكري، باستخدام قنبلة واحدة موجهة أصابت الهدف، تتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، واتخذت قوات التحالف الاحتياطات الممكنة لتجنب إيقاع خسائر أو أضرار بصورة عارضة بالمدنيين والأعيان المدنية أو تقليلها على أي حال إلى الحد الأدنى أثناء التخطيط والتنفيذ للعملية العسكرية».
وحول ما يتعلق بما ورد في بيان المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لدى اليمن، الصادر بتاريخ 18 مارس 2020، من أن قذائف ضربت مبنيين في «مستشفى الثورة العام» في 13 مارس 2020، الذي يخدم مئات آلاف اليمنيين في مدينة تعز، فقد قام المختصون في الفريق المشترك بتحليل الصور الفوتوغرافية والفيديوهات المتداولة بالمصادر المفتوحة لموقع الادعاء، وتبين مشاهدة أضرار على أجزاء داخلية من مبني «مستشفى الثورة العام» بمدينة تعز شملت حطام زجاج نوافذ، وتضرر جدار أحد المباني، وأن الأضرار ليست ناتجة عن استهداف جوي، كما أن حجم الأضرار مقارب لحجم التأثيرات التي تخلفها الرماية السطحية.
وأخيراً عما رصده الفريق المشترك في المصادر المفتوحة للتقرير الذي صدر من منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» بتاريخ مارس 2020 المتضمن من أنه بتاريخ 9 يوليو (تموز) 2015 هاجمت طائرة للتحالف «مستشفى الوهط» بمحافظة لحج، الذي كان يحتله مقاتلو الحوثيين ويستخدمونه قاعدة عسكرية في ذلك الوقت، وتسبب الهجوم في أضرار جسيمة بالمنشأة؛ قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، «وبعد اطلاعه على جميع الوثائق وبعد تقييم الأدلة؛ تبين للفريق المشترك أن (مستشفى الوهط) يقع بالجزء الشمالي من مدينة (الوهط)، والمستشفى مدرج ضمن المواقع المحظور استهدفها لدى قوات التحالف (NSL).
وبدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف بتاريخ 9 يوليو 2015، وهو التاريخ الوارد بالادعاء، تبين للفريق المشترك أن قوات التحالف نفذت مهمة جوية على هدف عسكري في مدينة (صبر) بمديرية (تَبن) بمحافظة (لحج) ويبعد مسافة (3200) متر عن (مستشفى الوهط) محل الادعاء، باستخدام قنبلة واحدة موجهة أصابت هدفها».