آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

أدب وثقافة


قصة قصيرة "كعادتي كل صباح"

الأربعاء - 08 سبتمبر 2021 - 10:38 ص بتوقيت عدن

قصة قصيرة "كعادتي كل صباح"

(عدن الغد )خاص:

نزلت مع ابني حسام ننتظر باص الروضة مع جاري العزيز الأستاذ محمد والذي يعمل مدرساً في أحد مدارس عدن لأكثر من 28 عام خدمة.. 

نزل جاري العزيز من شقته في الدور الرابع وهو متعب شاحب الوجه وتبدو عليه علامات الإرهاق والمرض

عرفت منه أنه لم ينم ليلة البارحة بسبب الحر الشديد وحينما عادت الكهرباء فرح بعودة الماء فذهب لتعبئة خزانه الفارغ رغم ضعف الماء الواصل إليه إلا انه أصر على انتظاره وتعبئة الدبب الفارغة.. 

ولم ينتهي إلا بعد صلاة الفجر فحاول أن يرتاح قليلاً فإذا بالمنبه يرن يعلن بدء يوم نضالي جديد لطلاب المدارس. 

وصل باص الروضة وركب الأطفال الباص وركبت الطفلة بنت جاري مع شنطتها وتحرك الباص وبعدها لاحظت أن زمزمية الطفلة ملتفة حول عنق جاري دون أن يشعر أو يلاحظ.

فأخبرته بذلك ولكن كان الباص قد انطلق ولم يسمع اصواتنا.

نسي جاري زمزمية بنته حول عنقه ونسي أن يعطيها إياها

اضطر جاري إلى الذهاب للروضة مشياً لأنه من غير المعقول ترك الطفلة بدون ماء في هذا الحر والرطوبة الشديدة

ملاحظة: جاري ايضاً لديه طفل يعاني من التوحد وهو يوصله ايضاً إلى مدرسته كل صباح  رغم تعبه ووضعه إلا أنه صابر كادح محتسب مستور داخل بيته لم نسمع عنه إلا كل خير وهذا حال الكثير من أسر عدن كان الله في عونهم

حسبي الله ونعم الوكيل في من أوصل حالنا لهذا الوضع

كتبه/ سيف علي