آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

أخبار وتقارير


من يعرقل صرف رواتب الجيش ؟

الأحد - 15 أغسطس 2021 - 10:12 م بتوقيت عدن

من يعرقل صرف رواتب الجيش ؟

عدن ( عدن الغد ) محمد حسين الدباء:

صحفي عسكري: يفند السبب الرئيسي في تأخر صرف رواتب الجيش

ضابط: أذلونا وجوعوا أبناءنا، ووضعونا في واقع سيئ لم نكن نتخيله

جندي: إن جاءت المرتبات فالقادة يستقطعون أكثر من نصفها

منظمة سام: الدولة مقصرة ومخلة في تنفيذ واجباتها ويجب إقالة المسؤولين المتسببين

تقرير يرصد معاناة منتسبو الجيش الأسباب التي تقف عائقا ضد صرف مرتباتهم..

حياة أسرهم أصبحت في خطر.. منتسبو الجيش عاجزون عن توفير غذاء أسرهم.. أين الدولة؟!

شكلت مرتبات منتسبي الجيش المتأخرة بالمحافظات المحررة هاجسا كبيرا، وأرقت الكثيرين من منتسبي هذا القطاع الهام الذين يفترض ان يكونا أكثر القطاعات الحكومية انتظاما في صرف المرتبات الشهرية كأقل تقدير.

وهاهم منتسبو الجيش ومنذ أشهر خلال العام الجاري دون مرتبات شهرية، بالإضافة إلى مرتبات متأخرة خلال الأعوام الماضية، ينتظرون كل يوم بشغف خبرا يحدد موعد صرف مرتباتهم التي ينتظروها بفارغ الصبر، كونها مصدر الدخل الوحيد لشريحة كبيرة منهم.

وتضاربت الانباء بشأن موعد صرف مرتباتهم، كما تضاربت ايضا المعلومات حول ما إذا كان سيصرف لهم راتب شهر او شهرين او ثلاثة دفعة واحدة.

لم يتسلم أحمد صالح، جندي في لواء 115 بمحافظة أبين، مرتباته منذ 7 أشهر، ما جعله عاجزًا عن إطعام أسرته، يؤكد الذي انضم لصفوف الجيش قبل 21 عامًا، وظل يمارس واجبه، وشارك في العديد من المعارك: الحكومة تتهرب من صرف مرتباتنا طوال هذه الشهور، بينما القادة يخصمون مبالغ كبيرة من المرتبات. وضعنا لم يعد كما كان، لقد أذلوا الجنود! وجوعوا أبناءنا، ووضعونا في واقع سيئ لم نكن نتخيله.

وأضاف أحمد صالح لـ(عدن الغد) أن حياتهم صارت تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، وليس لديهم اي دخل آخر، وهم يعانون من صعوبة توفير الغذاء، وتراكم الديوان بشكل كبير.

ويعمل أحمد حاليا في رعي الأغنام بمنطقة امعين في محافظة أبين، حيث يقع منزله، في محاولة منه لمساعدة نفسه، وتوفير الغذاء لأبنائه.

صالح عبدالله صالح ضابط في الجيش رفض الكشف عن هويته، اعتبر مثل هذا الإجراء أن له بعدًا سياسيًا، أكثر من كون الأمر مرتبطًا بضعف الإيرادات، أو عدم قدرة الحكومة على دفع المرتبات، وقال إن الكثير من أسر أفراد الجيش وعوائلهم أصبحت في وضع صعب، وأن حياتهم أصبحت في خطر، حيث لا يجد الكثير منهم الغذاء، أو توفير متطلبات حياتهم الضرورية.

وأضاف صالح مثل هذا الإجراء مرتبط بتوجه سياسي، إذ حملت بعض أطراف الحكومة، الجيش المسؤولية، على أنه لم يحمِ عدن، ولذلك بدأت فعليًا بقطع المرتبات وتأخيرها، مع أن الجندي أو الضباط ليسوا هم المشكلة، فالقادة هم الذين اقتطعوا  المرتبات، وهم السبب وراء الهزائم والانتكاسات التي حدثت.

توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام، أوضح أن الراتب في قانون الخدمة في القوات المسلحة والأمن، يُعرف بأنه الراتب الشهري المقرر للعسكري، بما في ذلك العلاوات الدورية، وعلاوات الاختصاص، وعلاوات التخرج، والعلاوات الأخرى التي تعتبر جزءًا من الراتب.

وحسب رأيه، فإن المادة 41 من القانون نفسه، تنص على أن "يكون للعسكري القائم في الخدمة الفعلية، متى كان قائمًا بعمله أو مريضًا أو في إجازة أو موفودًا أو منتدبًا، أو معارًا أو معينًا خارج البلاد، وفي حالة مرض العسكري يستحق راتبًا كاملًا خلال مدة علاجه إذا كان مرضه أو إصابته بسبب ناجم عن الخدمة".

ووفق ما نصت عليه المادة 52، فإن الجندي المصاب، أثناء العمليات القتالية أو حماية أمن الوطن، أو أثناء الخدمة أو بسببها، يعالج على نفقة الوزارة المختصة.

لكن الحميدي يشير إلى أن الدولة مقصرة في عملها، ومخلة في تنفيذ واجباتها، ويجب إقالة المسؤولين عن هذه الجريمة، وإحالتهم إلى القضاء للتحقيق في هذا الأمر.

ويقول إن الراتب في هذه الظروف القتالية والاقتصادية القاهرة، أصبح حقًا قانونيًا وإنسانيًا محصنًا ضد أي عبث، أو أي تقصير في توفيره، وهذا يعد جريمة وإخلالًا بالوظيفة العامة من قبل وزارة الدفاع.

وأضاف مع إدراكنا التحديات المالية الكبيرة، إلا أن ارتهان مصير الجنود لقرار دولة أخرى، يعد جريمة، ويجب أن يتحرر راتب المجند من أية علاقات سياسية وخارجية، ويجب على الحكومة أن تمارس دورًا تقشفيًا في الواردات العامة، وتعطي أولوية لرواتب الجيش.

ومن جانبه كشف صحافي عسكري لموقع (حيروت) مماطلة وتهرب نائب محافظ البنك المركزي فيعدن شكيب حبيشي من الحضور إلى مكتبه بالبنك لمنح الاشعارات الخاصة بصرف رواتب منتسبي الجيش والأمن يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

وقال الإعلامي العسكري ورئيس صحيفة (الجيش) علي منصور مقراط أنه كان مقرر صرف راتب العسكريين خلال هذا الأسبوع شهر أو شهرين من إجمالي استحقاقات ثمانية أشهر والموعد لا يتعدى يومي الثلاثاء والأربعاء، لكن ذهب ممثلي الدائرة المالية بوزارة الدفاع إلى البنك طوال الأسبوع كعادتهم يرابطون هناك كل يوم، ويوم الثلاثاء الماضي لم ينزل نائب رئيس البنك شكيب حبيشي مكتبه والاربعاء الماضي لم يحضر والمعروف أن الخميس يستقبل البنك الإيرادات ولا يصرف رواتب لينتهي بذلك الاسبوع دون صرف راتب في انتظار ما يحدث الاسبوع القادم أمام هذا الاستهتار والمهزلة والمتاجرة برواتب منتسبي الجيش والأمن بحجج ومبررات كاذبة وغير مقبولة بتاتاً

واعتبر الصحافي علي مقراط ان ما يقوم به البنك المركزي والنائب شكيب حبيشي تجاه اشرف وأنبل واطهر شريحة وطنية وهم العسكريين من الجرائم النكراء في تاريخ اليمن المعاصر، لافتاً إلى ان السيولة النقدية موجودة بمئات المليارات داخل البنك المركزي ومع شركات الصرافة وفي كل يوم وساعة واسبوع وشهر يتأخر فيه صرف الرواتب يتم استثمار ذلك والمتاجرة، وامام هذا الوضع المأساوي الذي يدفع ثمنه العسكريين ليس أمام القائمين على البنك غير الأعذار بانهيار العملة والناس ينهارون جوعاً.