آخر تحديث :الخميس-04 يوليه 2024-02:50ص

أخبار عدن


كلمة الحراك الجنوبي في فعالية تأبين الفقيد علي محمد السعدي

الجمعة - 25 يونيو 2021 - 03:03 م بتوقيت عدن

كلمة الحراك الجنوبي في فعالية تأبين الفقيد علي محمد السعدي

عدن ((عدن الغد)) خاص:

القى القيادي علي باثواب كلمة الحراك الجنوبي في احتفائية الاربعين يوما على وفاة القيادي علي محمد السعدي.

واكد باثواب ان الفقيد السعدي كان بدر ليالينا وزيت قناديلنا ، وحكاية من حكايا المجد والتعايش والسلام رغم الالم الذي كان يعصر قلبه.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا وشفيعنا ونبينا محمد الصادق الأمين ، وعلى آله الطاهرين ، ورحمة الله وبركاته .
رفاقي ..أخواتي ، إخواني الأعزاء
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لم يخطر ببالي يوماً ما ، أن أقف هذه الوقفة الرهيبة لأرثي أحداً من رفاقي ، بل تؤمي بالحياة والحراك الجنوبي ، لأنني تعودت على وداع الاصدقاء بصمت أو بدمعة حزن تكوي الفؤاد وتترك في الحشا حزن يستعر على مدى العمر ..
ولأن الخسارة كبيرة على الوطن وعلى رفاق الفقيد ، والراحل له كل هذا الحب لذلك أجدني اليوم واقفاً في محراب روحك يا علي وبعد أربعين يوماً من الصدمة والذهول ، لا لأرثيك أو أعدد مآثرك وهي اليوم على كل شفة ولسان ... فاليوم تتأسف لك السجون والزنازين والمحاكم التي زرتها وانت تدافع عن وطن سلب مننا لاننا لم نتسامح ولم نتعايش فيه بسلام ...
واليوم اقف وقفة وجدانية بإسمي وبإسم الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية المكلومة لأخاطب روحك الطاهرة من هذه القاعة التي تضم اعز رفاقك نستلهم من سيرتك النضالية معاني الوطنية والعطاء ، ونتعلم من ثباتك أمام الردى والرزايا دروساً في الصبر والثبات .. نودعك اليوم ونحن نقول: يا ليت افكار وسلوك واخلاق الفقيد السعدي تنتشر في كل ربوع الجنوب.

فيا أيها المناضل الصادق من الرعيل الأول في  ساحات الحراك الجنوبي ، وقفت بوجه الظلم والعدوان لتخرج الجنوبيون من قتالهم بين أزقة الوطن وحوافيه وتحت شعارات لا صله لها بتاريخ ونهج الحراك الجنوبي الذي اسسته مع رفاقك الابطال .
فتوجهت في نضالك بعد طرد المليشيات الحوثية جنوباً ، وكان هدفك الأسمى تحرير الأرض والإنسان من كيد الفتن والمناطقية والصراع الداخلي الذي ابتلى به شعبنا فكان نصيبك الإهمال وعدم سماع نصائحك وتوجيهاتك.

اخواني واخواتي الحاضرون
بعد الانتصار العظيم الذي تحقق يوم 7/7/2015 علي المليشيات الحوثية ، وبعد أن خرج الحوثي من الجنوب مهزومًا، كان السّؤال المهم الذي ينتظر الحراك الجنوبي وعلى رأسه الفقيد العميد علي محمد السعدي هو حول كيفيّة الحِفاظ على هذا الانتِصار أوّلًا، وبناء الجنوب عليه ثانيًا... لأن وحدتنا الجنوبية هي الحصن المنيع للدفاع عن قضيتنا العادلة، ... وان الاستقرار في الجنوب لن يحصل إلا بالبناء .. فأما البناء وأما الصراع ....  وكنا نعرف في تقديرنا أنه بدأ النضال السلمي الأكبر فِعلًا الذي لا يقِلّ شراسةً، أيّ الجلوس مع الذين لهم وجهة نظر بشان وحدة الصف الجنوبي والتسامح والتصالح ، خاصة وأن النصر كان جنوبيا صرفًا، وهذا ما يُفَسِّر المواجهات والحروب الشرسة التي تفجّرت ضد مليشيات الحوثي في شوارع عدن وقمم ابين وميادين لحج وصحاري شبوة وجبال الضالع بل واستنفار الجنوب بأسْرِه لمواجهة الغزاة، بصُورةٍ لم نرَ لها مثيل في تاريخنا.
واليوم نودعك اخي علي وانت تحمل كل هذه الآمال والاحلام الوطنية الجنوبية ... 
لقد كنتَ في أسرك وتحت الظلم مشروع شهيد كالعديدين من إخوانك الذين سقطوا تحت ناظريك وبين يديك في ساحات الحراك الجنوبي ، لكنك لم تهن ولم تستسلم فقهرت السجن والسجانين ، تحررت أنت وانتكسوا هم بخيبتهم منهزمين من ارض الجنوب الحبيب... ونحن نعاهدك بأننا على دربك سائرون.
 .. 

اخي علي
هل تاقت روحك للقاء أبنك الشهيد جياب الذي فقدته شهيدا وهو في قمة عطاءه ، أم أنك افتقدت رفاقك الشهداء من الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية فالتحقت بهم لتشاركهم في رحلة الشهداء إلى جنة الخلد إن شاء الله ... 

اخي علي لن اقول لك أن هذه الدنيا لم تعد تساوي شيئاً بعد غيابكِ بل ساقول لك أننا على دربك وللنضال الذي اسسته على نهج التسامح والتصالح والتعايش سائرون.
فقد كنت اخي علي مهري وحضرمي وشبواني وابيني وعدني ولحجي وضالعي وسقطري ، كنت ، كل الجنوب .. لا تعرف مناطقية ولا عصبية 
كنت بدر ليالينا وزيت قناديلنا ، وحكاية من حكايا المجد والتعايش والسلام رغم الالم الذي كان يعصر قلبك.
وللحراك الجنوبي أقول : الآن ، يمكنك أن تظهر من جديد بلا وجل من خلف قمم جبل شمسان ، فبين حناياك يرقد جسد السعدي الطاهر إلى جوار الأحبة الذين سبقوه ... على الحراك الجنوبي أن يعود من جديد ليمد يده لكل أبناء الجنوب بغض النظر عن انتماءته .. وهذا كان شعار رائده وقائده الاول العميد علي محمد السعدي.

فبإسمي وبإسم الحراك الجنوبي ، أتوجه بالشكر والإمتنان لكل من شارك ونظم هذا الوداع الاخير لفقيدنا الغالي على قلوبنا ، والدعاء للعلي القدير أن يحفظ كل من شاركنا في هذا المصاب الجلل وألا يفجع أحداً بفقد عزيز أو حبيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله والذي لايُحمد على مكروه سواه .