نظمت منصة المرأة المستقلة مساء اليوم بمديرية المعلا بالعاصمة عدن ندوة حوارية بعنوان "تمكين المرأة المستقلة نحو طريق التنمية المستدامة".
وفي الندوة التي سادتها أجواء روحانية، لاسيما مع أواخر شهر رمضان الكريم، أكدت الدكتورة رانيا خالد، رئيس مبادرة منصة المرأة المستقلة، أن تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا يعد أحد أهم العوامل لتحقيق التنمية المستدامة. إذ لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التقدم والازدهار دون مشاركة فاعلة ومتساوية للمرأة في مختلف مجالات الحياة. فالمرأة تمثل نصف المجتمع وهي أساس بناء الأجيال وصانعة المستقبل. وأردفت في حديثها أنه لابد من تمكين المرأة ومنحها كافة الفرص حتى تكون قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها دون تبعية اقتصادية أو اجتماعية. يشمل ذلك توفير فرص التعليم الجيد، التدريب المهني، والمساواة في سوق العمل، ودعم المشاريع التي تقودها النساء، وتعزيز التشريعات التي تحمي حقوق المرأة وتمنحها المكانة التي تستحقها.
وفي ذات السياق، أضافت القاضية الدكتورة رواء مجاهد، القائم بأعمال رئيس نادي قضاة اليمن، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المرأة رغم التقدم الذي ملأ حياة المرأة، فهي لا تزال تُهمش من خلال نقص الفرص وعدم المساواة في الأجور. لذلك، يتطلب الأمر العمل المستمر على التوعية المجتمعية ودعم السياسات الداعمة للمرأة، وتشجيع ثقافة الاحترام والعدالة بين أوساط المجتمع.
مضيفة أنه لابد من تمكين المرأة من أجل مستقبل مستدام. فالتنمية المستدامة لا تقتصر على حماية البيئة، بل تشمل بناء مجتمعات قوية ومتوازنة، ولا يمكن الوصول لذلك إلا من خلال تمكين جميع أفراد المجتمع، وفي مقدمتهم المرأة. فدعم المرأة وتمكينها يعد الطريق الأمثل نحو مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
رينا هيثم، مسؤول النوع الاجتماعي في منظمة أوكسفام، من ناحيتها أشارت إلى أن منصة المرأة المستقلة تهدف إلى تمكين المرأة من نيل حقوقها كاملة نحو طريق التنمية المستدامة وتعزيز قدرتها على المشاركة الفاعلة في جميع مجالات الحياة، بحيث تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها واتخاذ قراراتها بحرية، والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. لافتة إلى أن أهم أهداف منصة المرأة المستقلة هو تحقيق المساواة بين الجنسين في الحقوق والفرص وتعزيز مشاركة المرأة في صنع القرار، سواء في المناصب القيادية أو في المجتمع المدني.
المشاركات في الندوة والبالغ عددهن "46" بدورهن عبرن عن شكرهن لكل من ساهم في عقد هذه الندوة الحوارية المفيدة، والتي كانت إيجابية وبناءة في كل المواضيع الطرح والرؤى التي سادت أجواء الندوة، آمِلات أن تسهم في تعزيز طموحات المرأة وتحقيق آمالها وأن تصل إلى أعلى المراتب والمناصب القيادية على كافة المستويات.
عقب ذلك جرى نقاش مستفيض بين المشاركات والمختصات، أداره بحنكة واقتدار الدكتورة ياسمين محمد باغريب، رئيس مؤسسة "لاجلك يا عدن"، تمخض عنه صدور عدد من التوصيات أبرزها:
1. تقوية وتعزيز وتمكين دور المرأة في المجتمع.
2. مشاركة المرأة مع المنظمات الدولية والجمعيات الحكومية في تشبيك وتعاون ودعم.
3. استخدام القوانين والقرارات الدولية التي تعزز من دور المرأة.
4. تسليط الضوء على المرأة الريفية والأمية أيضًا وتعزيز دورها.
حضر الندوة محمود كوكني، المدير التنفيذي لمؤسسة "إنصاف".