استقبل ظهر اليوم الاربعاء، معالي وزير الأوقاف والإرشاد، الدكتور محمد عيضة شبيبة، في مكتبه بالعاصمة عدن، رئيس التيار الوطني للتصحيح والبناء، الاستاذ باسم فضل الشعبي، وناقش الطرفان عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي بداية اللقاء رحب معالي وزير الأوقاف والارشاد، برئيس تيار التصحيح والبناء، مشيدا بالدور الوطني الذي يقوم به التيار وقيادته الشابه، في مكافحة الفساد، وتصحيح الأوضاع والاختلالات في مؤسسات الدولة، معتبرا أن القيام بمثل هذا النشاط والعمل في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها البلاد، يعد عملا بطوليا يستحق الدعم من الجميع.
من جانبه شكر الشعبي معالي الوزير على حسن الاستقبال، مشيدا بدور معاليه في إنجاز الكثير من الأعمال المتعلقة بالاوقاف والإرشاد، والارتقاء بعمل الوزارة، ودوره الكبير في نجاح موسم الحج لهذا العام ، مثمنا دوره الكبير على تسهيل تفويج المعتمرين إلى بيت الله الحرام، والاستعداد المبكر لإنجاح موسم الحج للعام القادم.
وطرح الشعبي خلال اللقاء عدد من الاستفسارات حول عمل الوزارة ونشاطها، وأبرزها ما يتعلق بالخطاب الديني المتمثل في نشاط المساجد وخطبة الجمعة، وايضا فيما يتعلق باملاك الوزارة من أراضي ومباني الوقف، التي لم تستغل بصورة أمثل لرفد خزينة الدولة بالاموال، وبكل شفافية أجاب الوزير الدكتور شبيبه على ذلك، مشيرا إلى أن غياب الارادة لدى قيادة الدولة والحكومة هو السبب الرئيسي في عشوائية الخطاب الديني، وعدم تمكن الوزارة من الاستفادة من أعمال الوقف الكثيرة، التي قال إنها لو استغلت بصورة أمثل لرفدت خزينة الدولة بأموال طائلة، ولحلت الكثير من المشكلات المالية التي تواجه الوزارة.
وقال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني في سياق حديثه: لسنا راضون عن الخطاب الديني في المناطق المحررة، ولكننا نبذل جهودا كبيرة في تصحيح مساره، مشيرا إلى أن ايجاد خطاب ديني ينسجم مع القضايا الوطنية، والتي تهم الشعب، هو اساسا مسؤولية قيادة الدولة قبل اي جهة أو مؤسسة أخرى.
واضاف: لقد تداخلت الامور وكثر اللاعبون في الساحة اليمنية، وزدادت حدة الاستقطبات الخارجية والداخلية، وهذا لم يقتصر على الجانب السياسي فحسب، وانما وصل إلى الجانب الديني ايضا، وهذا الأخطر، حيث صارت لدينا مساجد تابعة لهذه الجماعات وتلك، ولهذه الأحزاب وغيرها، وأخرى تابعه لدول وجماعات من الخارج، وكل واحد يتعارض مع الاخر ويناقض الاخر ويصطدم معه على المنابر، وهذا أمر خطير - حد قوله- على الشباب وعلى تشكيل الوعي لديهم.
مؤكدا أن الوزارة تقدمت بالعديد من المشاريع والتصورات للجهات العليا في الدولة بهدف معالجة مسألة الخطاب الديني لما لذلك من أهمية قصوى، لافتا إلى أنه حينما لا يعلم القيمون على هذا الجانب ماذا تريد قيادة الدولة من الخطاب الديني تصير الامور الى عشوائية وفوضى وتتداخل ويختلط الحابل بالنابل.
لكن الوزير استدرك أثناء حديثه لرئيس التيار الوطني للتصحيح والبناء، قائلا : جهودنا ما تزال مستمرة لتحسين وتصحيح الخطاب الديني، ولدينا تواصل وبرامج مختلفة في هذا الجانب، تتعلق بالتوعية والتأهيل والتدريب وغيرها، ونبذل جهودا في أن تكون خطبة الجمعة ذات معاني وأهداف وطنية ودينية قيمة تفيد الناس، وتوجهم وترشدهم صوب القيم والسلوك الإيجابي، الذي تحتاجه البلاد في هذه المرحلة.
وفي ختام اللقاء وجه معالي الوزير المختصين في الوزارة إلى التنسيق المشترك مع التيار الوطني للتصحيح والبناء، ومركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام، بما يخدم الأنشطة والاهتمامات المشتركة.
فيما شكر الشعبي معالي وزير الأوقاف الدكتور محمد عيضة شبيبه على صراحته ومصداقية طرحه، وعلى دعمه وتعاونه مع نشاط تيار التصحيح، متمنيا له التوفيق والنجاح في مهامه وأعماله الوطنية الجسيمة.