يعد صندوق الرعاية الاجتماعية من الصناديق المهمة في بلادنا والذي يهتم بشبكة الأمان الاجتماعي العامة الوحيدة التي تقوم على التحويلات النقدية في اليمن، والذي أنشىء في العام 1996م بناءً على القانون رقم (31) لسنة 1996م ومارس نشاطه بصورة عملية منذ العام 1997م، وتزايد نشاطه بشكل كبير على إثر تزايد الفئات الاجتماعية الواقعة تحت خط الفقر خلال السنوات الأخيرة، ويعزز من قيم التعاون الاجتماعي بين الدولة والمجتمع وتعزيز التكافل بين أفراد المجتمع بدعم علاقات المحتاجين بذويهم وحماية أواصر القربي والتماسك الاجتماعي في الأسرة اليمنية، والاسهام في مساعدة الأفراد والأسر في حالة تعرضهم للكوارث والنكبات الفردية والعامة وتمكينهم من التغلب على المصاعب والمشكلات المترتبة عن هذه الكوارث.
موقع "عدن الغد" كان له هذا الحوار مع المدير العام لصندوق الرعاية الاجتماعية بحضرموت الساحل الأستاذ عبدالله محسن الحامد الذي رد مشكوراً على أسئلتنا التي طرحناها له، نتابع ذلك الحوار بين ثنايا الأسطر الآتية:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
* ممكن تحدثنا عن البدايات الأولى لتأسيس الصندوق؟
الصندوق أنشئ بقرار جمهوري في عام 1996م بإنشاء شبكة الأمان الاجتماعي والتي تضم صندوق الرعاية الاجتماعية والصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق الأشغال العامة، ومنذ قيام صندوق الرعاية الاجتماعية بذل جهود كبيرة في تقديم المساعدات الإنسانية للأسر الأشد فقرا من كبار السن والأرامل والمطلقات والأيتام.
* إذن ما هو الهدف من تأسيس الصندوق؟
يهدف الصندوق إلى تحقيق عدة أهداف منها: توفير التغطية التأمينية والحماية الاجتماعية اللائقة والعادلة والكافية لمختلف فئات المجتمع، وإنشاء منظومة متكاملة ومستدامة للحماية الاجتماعية، وتعزيز إدارة موارد الصندوق واستثمار أمواله لتحقيق أفضل عائد ممكن ضمن مستوى مخاطرة مقبولة.
* علمنا أن صندوق الرعاية الاجتماعية سيوقف بنهاية هذا العام مشروع الحوالات النقدية غير المشروطة، ما أسباب ذلك؟
التوقيف أو الصرف ليس بيد صندوق الرعاية الاجتماعية، ولكن هذا يخص المانحين مثل البنك الدولي وحسب اعتقادي توقيف المنحة والبرنامج الموقع عليه في العام 2017م هو من اختصاص الحكومة.
• كم عدد المراحل التي صرف فيها الصندوق حوالات نقدية قبل إعلان توقفها؟
منذ أن بدأ برنامج الحوالات النقدية غير المشروطة للمستفيدين في صندوق الرعاية الاجتماعية في العام 2017م وحتى العام الحالي 2024م، بلغت عدد مراحل الصرف (19) مرحلة عبر منظمة اليونيسيف والصندوق الاجتماعي.
* من أين تحصلون على الدعم المرصود لحالات الضمان الاجتماعي؟
الدعم المقدم للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية بحسب اتفاقيات الحكومة والبنك الدولي وهو مصدر حيوي للدعم المالي والتقني لجميع الدول النامية، ويتم التمويل عبر صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة (Unicef).
* كم عدد الحالات المستفيدة من الضمان الاجتماعي منذ تدشينه أول مرحلة للصرف؟
الحالات المستفيدة من صندوق الرعاية الاجتماعية بساحل حضرموت على مدى (19) مرحلة بلغ عددهم (36.294) حالة، ويتم الصرف لها عبر مشروع الحوالات النقدية الطارئة غير المشروطة باستثناء حالات الوفيات وبعض الحالات التي بحاجة إلى إدارة حالة.
* ماهي الاجراءات التي تطرحوها لتسهيل وصول المستحقات للمستفيدين بكل يسر وسهولة؟
في الحقيقة إننا نتخذ عدة إجراءات بشأن وصول المستحقات للمستفيدين منها: إشراف الصندوق المباشر على الصرف وإدارة الحالة من قبل الصندوق وتحديث بيانات المستفيدين.
* ماهي الحالات المستحقة للدعم من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية؟
الفئات المستحقة للدعم من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية تشمل (6) فئات بحسب قانون الرعاية الاجتماعية وهي: (الأيتام من الأم، والأيتام من الأب، وكبار السن، والمطلقات، والأرامل، والمعاقين).
* ماهي الآلية التي وضعتها إدارة الصندوق لاستقبال الشكاوي من المستحقين ومعالجة قضاياهم وإنصاف المظلومين؟
خلال مراحل الصرف ألـ (19) الماضية تحدد رقم الشكاوي (8003090) وهذا يتم التواصل معه وعبرهم يتم إبلاغ إدارة الحالة للتحري أو التدقيق في الشكاوي.
* إذا تم الحصول على التمويل مستقبلاً، هل سيتم الاستمرارية في دعم الحالات السابقة، أم أن هناك حالات جديدة سيتم تسجيلها؟
لا شك أنه سيتم إجراء مسوحات ميدانية وتحديث قاعدة البيانات للمستفيدين السابقون، وفتح المجال للحالات الجديدة وهي الأشد فقرا نظرا للظروف الاقتصادية في البلد.
* هل الصندوق يقدم خدمات أخرى غير الإعانات المالية؟
كان في الأعوام السابقة قبل عام 2015م يعمل الصندوق على تأهيل أبناء المستفيدين من خلال الدورات التأهيلية في عدة مجالات منها الخياطة والتطريز والنجارة والتبريد والتكييف ويتم تقديم قروض بيضاء لهم.
* كيف تقيمون تعاون السلطة المحلية بالمديريات، في رصد الحالات المستحقة للرعاية الاجتماعية؟
دائما نحن نقوم بالتنسيق المستمر مع السلطات المحلية بالمديريات وذلك لتسهيل عملنا في المديريات، والتعاون مع فروع الصندوق بالمديريات وعملنا معهم مشترك ونحن نقدر هذا التعاون المشترك والمثمر.
* ماذا عن الخطة المستقبلية التي وضعتموها للقيام بدوركم نحو المستفيدين من المساعدات الإنسانية للمرحلة القادمة؟
شملت خطة الصندوق للعام القادم التي ركزت على الآتي:
ــ تحديث قاعدة البيانات الحالات المستفيدة في صندوق الرعاية الاجتماعية.
ــ البحث عن تمويل التدريب لأبناء المستفيدين في دورات من أجل إدخالهم سوق العمل وعدم الاتكال على المساعدات.
مع تأكيدنا على أهمية استعادة دور الصندوق كممثل لبرامج الحماية الاجتماعية وكجهة معنية بالمساعدات الاجتماعية النقدية والعينية.
• ما الذي تأمل تحقيقه للصندوق؟
كل ما نأمله هو تعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بعمل الصندوق لضمان توفير التمويلات لموازنة صندوق الرعاية الاجتماعية الخاصة بالمساعدات النقدية ومشاريع التمكين الاقتصادي للأسر الفقيرة، وتحسين الظروف المعيشية ومستوى الأمن الغذائي لدى الأسر الفقيرة والضعيفة واستدامة توفير المساعدات ووصولها إلى مستحقيها من خلال تقديم الدعم لهم من قبل المانحين الرئيسيين البنك الدولي والاتحاد الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وهذا ما نأمله من حكومتنا جذب المنح، وتسعى مع الشركاء المانحين في تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تسهم في الحد من الفقر وخاصة الأسر الأشد فقراً، وفئات المستضعفين وصولا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
•ماهي أهم الصعوبات التي يواجهها الصندوق؟ وكيف يمكن تجاوزها من وجهة نظركم؟
هناك عدة صعوبات من بينها: عدم صرف الميزانية التشغيلية من عام 2015م حتى الآن، وعدم تأهيل الكادر الوظيفي، وعدم استبدال كبار السن بتوظيف جديد لتطعيم بعناصر شابة ومؤهلة.
* كلمة أخيرة تريد قولها في نهاية هذا الحوار؟
في ختام هذا الحوار لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير للسلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي محافظ محافظة حضرموت، رئيس المجلس المحلي، رئيس إدارة صندوق الرعاية الاجتماعية بالمحافظة على اهتمامه وتوجيهاته في تسهيل عمل الصندوق وإعادة تفعيل عمل الصندوق وترميم وتأثيث مبنى الصندوق بعد تدميره من تنظيم القاعدة الإرهابي، كما نشكر المدير التنفيذي لصندوق الرعاية الاجتماعية الأستاذة نجلاء الصياد على تفعيل عمل الصندوق وتعزيز نشاطه نحو تقديم خدمات للمستفيدين في الرعاية الاجتماعية، والشكر موصول لكم في موقع "عدن الغد" على اهتمامكم لاطلاع الجمهور على النشاطات التي يقوم بها صندوق الرعاية الاجتماعية، كون الصحافة هي السلطة الرابعة لتسليط الضوء على أي نشاط وتحديد السلبيات والايجابيات.