منعت الجماعة الحوثية ممارسة عدة ألعاب رياضية في نادٍ للعسكريين بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك ضمن مساعيها لتقييد حريات اليمنيين وفرض تعاليم مشددة، تنفيذاً لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي.
وأفاد ناشطون يمنيون في صنعاء بأن قيادات حوثية تدير شؤون نادي ضباط القوات المسلحة الخاضع للجماعة، أصدروا تعليمات تقضي بمنع لعبة «الشطرنج» وألعاب رياضية أخرى داخل النادي.
الشطرنج في نادٍ للضباط قبل أن يتم منع اللعبة من قبل الحوثيين (فيسبوك)
وتضمنت التعليمات الحوثية - وفق المصادر - إيقاف جميع المسابقات والبطولات الرياضية التي كانت تقام في نادي ضباط القوات المسلحة الخاضع للجماعة؛ ومنها البلياردو، والشطرنج، وتنس الطاولة، والبولينغ.
وإذ يبرر الانقلابيون الحوثيون سلوكهم التعسفي بأن الألعاب الرياضية مستوحاة من الغرب، يتهمون بالسعي لإرغام المجتمع اليمني على التقيد بما يسمونه «الضوابط الدينية».
وقوبلت الخطوة الحوثية بحالة من الاستنكار والرفض الشديدين من قبل ناشطين رياضيين وحقوقيين، أبدوا مخاوفهم من خطوات مقبلة قد تستهدف بالمنع والإيقاف بقية الألعاب الرياضية، بهدف التضييق على اليمنيين بمن فيهم الشبان، لإخضاعهم لبرامج تطييف وتجنيد قسرية.
وأبدت مصادر عاملة بالاتحاد اليمني للشطرنج بصنعاء أسفها البالغ، لتوسيع الجماعة استهدافها المتكرر الذي طال أخيراً بالمنع «لعبة الشطرنج» في مناطق سيطرتها.
وأفادت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، بوجود حالة من الغضب والاستياء لدى اللاعبين ومحبي لعبة الشطرنج العالمية، واصفة سلوك الجماعة بأنه يمضي «على خطى (داعش) وبقية التنظيمات الإرهابية المتطرفة».
وفي تعليق له، وصف العسكري الموالي للجماعة الحوثية عبد الغني الزبيدي، التعميم الجديد بأنه يعكس «أفكاراً متطرفة» تعكس أفكار تنظيم «داعش».
تضييق متعمد
ويبدي أحد لاعبي الشطرنج والحاصل على مركز متقدم بإحدى البطولات المحلية اليمنية، استياءه من الإجراءات الحوثية الأخيرة في نادي ضباط القوات المسلحة ويصفها بـ«الارتجالية».
وذكر لـ«الشرق الأوسط»، أن المنع الحوثي قد يضيق الخناق أكثر في ظل إيقاف الجماعة منذ سنوات سابقة لأغلبية البطولات والألعاب الرياضية، التي كانت تُعد ملاذاً من الفراغ لآلاف الشبان اليمنيين.
وأرجعت مصادر يمنية في صنعاء أسباب منع «لعبة الشطرنج» وألعاب رياضية أخرى، لكثرة مرتاديها، حيث تريد الجماعة تضييق الخناق على الشبان، لإلحاقهم ببرامج تعبوية ودورات عسكرية للزج بهم إلى جبهات القتال.
وجاءت الممارسات الحوثية استكمالاً لإجراءات سابقة كانت قد اتخذتها الجماعة، وتمثل آخرها بشن حملات استهداف وإغلاق وابتزاز طالت المئات من نوادي الألعاب الرياضية والترفيهية الخاصة في صنعاء.
وكانت تقارير محلية اتهمت قادة الانقلاب الحوثي بالسعي إلى استقطاب الرياضيين بأساليب مختلفة، بهدف تجنيدهم للقتال بعد أن أصبحوا يواجهون الفراغ جراء الإيقاف المتعمد لمختلف الألعاب والأنشطة الرياضية.