حراك دبلوماسي مكثف لليمن والولايات المتحدة يفتح السجل الأسود لتحالف الإرهاب والانقلاب، ممثلا بمليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة.
فبعد يومين من كلمة للسفير اليمني في واشنطن محمد الحضرمي، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، سافر رئيس مكتب مكافحة الارهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية جيسي ليفنسون، إلى الرياض للقاء رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، وعضو المجلس عبدالرحمن المحرمي، ووزير الداخلية إبراهيم حيدان.
وأجمع المسؤولون اليمنيون، خلال اللقاءات، التي شارك فيها أيضا سفير واشنطن باليمن ستيفن فاجن، على أهمية "السلام من خلال القوة" للتعامل مع "تهديدات مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة".
مطالب رئاسية
وطالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، خلال لقاء ليفنسون وفاجن أمس، دعما أمريكيا للحكومة المعترف بها دوليا للتعامل مع "التهديدات التي تغذيها المليشيات الحوثية، والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني".
وقال العليمي: "يتطلع مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة اليمنية إلى مضاعفة الولايات المتحدة، الضغوط الدولية على مليشيات الحوثي، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، وتسليحها".
أما اللقاء المنفصل لعضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي، مع السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، فبحث "التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد مليشيات الحوثي، ضد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وكذا بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة".
والأمر ذاته، فتحه رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية، جيسي ليفنسون، خلال لقاء ثالث مع وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان، بحثا فيه "تعزيز التعاون بين البلدين، في مجالات الأمن والتكنولوجيا واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة".
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، فإن ليفنسون أعرب عن" استعداد الولايات المتحدة لدعم تلك الجهود اليمنية في مكافحة الإرهاب من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات".
حضور في الكونغرس
وكان السفير اليمني في واشنطن محمد الحضرمي، أكد خلال كلمة ألقاها في مجلس الشيوخ الأمريكي، حاجة اليمن الملحة للدعم واقترح 3 تدابير للتعامل مع عنف مليشيات الحوثي.
وقال الحضرمي: "الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، ولذا، يجب إيقافهم"، مضيفا: "يمكن لليمنيين إيقافهم، فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم".
وأضاف: "الحوثيون ليسوا أقوياء بطبيعتهم. قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري. وبوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم".
كما اقترح الحضرمي ثلاث تدابير للاستراتيجية الأمريكية الجديدة في اليمن، أولها تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وثانيها دعم الحكومة والجيش اليمنيين لتحرير ميناء الحديدة لحماية البحر الاحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام وكذلك منع وصول الدعم الإيراني لهم، وأخيرا استهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي.
وفي ختام كلمته أكد الحضرمي، أن "السلام من خلال القوة" هو المجدي للتعامل مليشيات الحوثي بعد فشل كل الجهود الدبلوماسية في السنوات الماضية.