أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي القومي بيانًا بمناسبة الذكرى الـ57 لعيد الاستقلال الوطني، الذي يصادف الثلاثين من نوفمبر 1967، مؤكدًا أهمية هذا اليوم الذي يمثل محطة مفصلية في تاريخ النضال اليمني ضد الاحتلال البريطاني، والذي دام 129 عامًا.
وأشار البيان إلى أن ذكرى الاستقلال تخلد تضحيات الثوار اليمنيين الذين سطروا أروع الملاحم البطولية وأجبروا الاحتلال على الرحيل، مؤكدًا أن هذا اليوم يمثل تتويجًا لمسيرة طويلة من النضال الوطني الذي بدأ مع ثورة 14 أكتوبر، امتدادًا لثورة 26 سبتمبر المجيدة.
وفي هذه المناسبة، هنأ "حزب البعث" الشعب اليمني الصابر، وأسر الشهداء والمناضلين، مشيدًا بصمود المرابطين في جبهات الكرامة، الذين يجسدون معاني التضحية والإباء.. مؤكداً على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية ورص الصفوف لمواجهة التحديات الراهنة.
ودعا حزب البعث العربي الاشتراكي القومي إلى ضرورة معالجة الأوضاع الاقتصادية وتحسين ظروف المعيشة، والوقوف إلى جانب الفقراء والكادحين.. مشيراً إلى أهمية توحيد الجيش الوطني، وتصحيح العلاقة مع التحالف العربي بما يخدم استعادة الدولة، ويعزز السيادة الوطنية.
وشدد الحزب على ضرورة استكمال تحرير محافظة تعز والشريط الساحلي في الحديدة وحجة، لما لذلك من أهمية استراتيجية واقتصادية، مطالبًا المجتمع الدولي بتجريم استهداف المنشآت المدنية من قبل المليشيات الحوثية، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.
واختتم البيان بالتأكيد على دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني.. مدينًا جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان، ومشيدًا بصمود المقاومة الفلسطينية.. مؤكداً دعم الحزب لقضية الأمة المركزية حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
وفي ما يلي نص البيان: يا جماهير شعبنا اليمني الأبي، يا أبناء أمتنا العربية المجيدة، أيتها الرفيقات والرفاق البعثيون الأحرار: في الثلاثين من نوفمبر، تطل علينا الذكرى السابعة والخمسون لعيد الاستقلال المجيد، ذكرى انتصار شعبنا اليمني العظيم على أعتى قوى الاستعمار، حين أجبر الثوار الأبطال المحتل البريطاني على مغادرة عدن، مُدحورًا يجر أذيال الهزيمة بعد احتلال دام 129 عامًا منذ 1839م.
يُعد يوم 30 نوفمبر 1967 علامة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر، إذ توج عقودًا من النضال الملحمي والثورات المتواصلة ضد الظلم والاستبداد، وهذه المناسبة ليست مجرد يوم تاريخي عابر، بل رمزٌ لنضال شعب أبي، جسّد إرادته الحرة في التضحية والفداء، وحقق واحدة من أعظم الانتصارات الوطنية، ولقد كان هذا اليوم تتويجًا لنضالات الشعب اليمني في ثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي جاءت بدورها استكمالًا لثورة 26 سبتمبر ضد نظام الإمامة والكهنوت والاستعمار.
نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا اليمني العظيم، وفي مقدمتهم أسر الشهداء والمناضلين الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل استقلال الوطن وكرامته، كما نحيي أبطال الجيش والمقاومة المرابطين في مواقع العزة والكرامة دفاعًا عن الجمهورية والثورة.
لقد أثبت تاريخ الاستقلال أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأهم في مواجهة الأعداء، فقد توحد أبناء اليمن بمختلف تياراتهم ومكوناتهم السياسية والعسكرية والاجتماعية لتحقيق هذا النصر العظيم، كان لحزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي القومي، دور محوري في الكفاح المسلح والنضال الجماهيري، عبر تعبئة الجماهير وحشدها، وقيادة المؤسسات العمالية والمنظمات الشعبية.
إننا نحيي ذكرى الاستقلال هذا العام في ظل ظروف استثنائية شديدة التعقيد، حيث يواجه شعبنا حربًا اقتصادية قاسية ومؤامرات تهدف إلى تركيعه، وفي هذا السياق، فإن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي يؤكد على الآتي:
1- ندعو إلى وحدة الصف ورص الجهود الشعبية والرسمية لمواجهة المشروع الحوثي المدعوم من إيران.
2- نؤكد ضرورة التصدي للحرب الاقتصادية من خلال سياسات مالية وإدارية حازمة، بما يضمن استقرار العملة وحماية حقوق المواطنين.
3- ندعو إلى إصلاح مؤسسات الدولة، بما في ذلك تشكيل حكومة كفاءات، محاربة الفساد، وتوحيد الجيش تحت قيادة وطنية مهنية.
4- نؤكد أهمية استغلال الموارد الطبيعية، خاصة الثروة السمكية والزراعية، ودعم القطاعات الإنتاجية والسياحية.
5- نشدد على ضرورة استكمال تحرير تعز والحديدة لما لهما من أهمية استراتيجية واقتصادية.
إن حزبنا يقف بجانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني، ويدين بشدة الجرائم المستمرة في غزة ولبنان. كما نؤكد على دعمنا لقضية الأمة المركزية حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
ختامًا.. نؤكد أن عيد الاستقلال هو مناسبة لتجديد العهد بمواصلة النضال حتى استعادة كافة الحقوق الوطنية والسيادة الكاملة. الرحمة للشهداء الأبرار، والشفاء للجرحى، والنصر لشعبنا العظيم.
صادر عن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي
30 نوفمبر 2024م
