تعد هيئة مستشفى ابن سينا العام بمدينة المكلا محافظة حضرموت أكبر صرح طبي في محافظة حضرموت التي تقدم من خلالها الخدمات الصحية للمرضى، وتحتل موقعاً مهماً في سلم المنظومة الصحية بالمحافظة كونها تقدم الخدمة المرجعية لغيرها من المرافق الصحية بالمحافظة وما جاورها من محافظات لوجود العدد الكبير من الأسرة والتنوع في التخصصات والإمكانات التشخيصية.
موقع "عدن الغد" اتجه هذا الأسبوع إلى هيئة مستشفى ابن سينا العام وهناك حاور رئيس الهيئة الدكتور حسين زين الحداد نتابع هذا الحوار الآتي:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
* بداية هل بالإمكان دكتور حسين أن تطلعنا على الوضع الصحي داخل المستشفى في الوقت الراهن؟
بالنسبة للوضع الصحي في المستشفى فهو يسير العمل هذه الايام على قدم وساق، حيث نستقبل جميع الحالات الروتينية والاسعافية مع توسع ملموس في اعداد المترددين خلال الفترة الأخيرة، وخلال الأشهر الماضية تم إضافة طبيبان استشاريان هما الدكتور الن استشاري جراحة المخ والأعصاب والدكتور عزيز استشاري أمراض العيون وجراحتها, بعد اغلاق هذين القسمين لفترة ليست بالقليلة خلال الأعوام السابقة، إذ أن قسم العيون مغلق لأكثر من خمس سنوات سابقة، وبالمقارنة مع العام الماضي كانت عمليات جراحة الأورام خلال العام بأكمله تقل عن ما تم إنجازه من هذه العمليات خلال الثمانية أشهر السابقة من هذا العام، وحاليا اعداد العمليات تتعدى الخمسة عشر عملية في اليوم الواحد بين عملية إسعافية وعملية روتينية، ومع هذا لدينا خطط لزيادة اعداد غرف العمليات إلى الضعف لتعمل بشكل مضاعف.
* ما أنواع الخدمات التي تقدمها المستشفى، والأقسام الموجودة فيها؟
جميع الخدمات المطلوبة في الرعاية الصحية الثانوية والثالثية، ألا إننا نركز على تقديم الخدمات التي لا تتوفر في زماننا السكاني فمثلا جراحة أمراض القلب والعلاج الشعاعي للأورام لا تتوفر في المستشفى لتوفرها في مدينة المكلا، وعلى الرغم من عدم وجود قسم للأطفال ألا أنه تتم لدينا بعض العمليات لحديثي الولادة كعمليات القيلة السحائية الدماغية لحديثي الولادة.
* كم عدد السعة السريرية في المستشفى حالياً، وهل هناك زيادة في السعة السريرية مستقبلاً؟
السعة السريرية الحالية للمستشفى (240) سريراً شاملة لقسم الكلية الصناعية ومركز الأورام، ولدينا خطط سوف تنفذ قريبا ونحن نعمل بالفعل على إنجازها بإضافة أقسام جديدة مثل جراحة القرنية وقسم لجراحة الأطفال والتشوهات الخلقية عند الأطفال، كما أنه سيتم افتتاح قسم عمليات اليوم الواحد وهذا على سبيل المثال فقط.
* كم عدد المستفيدين من الخدمات الطبية والتشخيصية من يناير وحتى سبتمبر من هذا العام؟
بلغ عدد المستفيدين من الخدمات الطبية والتشخيصية خلال هذه المدة (226.801)، حيث تم إجراء (1789) عملية كبرى، وبلغ عدد المترددين على العيادات (18754) مريضاً، وبلغ عدد المرقدين (5816) مريضاً، فيما استقبل قسم الطوارئ (20046) حالة مرضية، وتم اجراء فحوصات طبية مختلفة لعدد من المرضى بلغت (153701) فحصاً مخبرياً، بينما بلغت عدد الوحدات التشخيصية (7703) حالة، وتم اجراء أشعة لعدد (18992) مريضاً.
* لماذا لا يتم تفعيل بعض العيادات التخصصية على مدار الأسبوع، وهل هناك عيادات تخصصية لا تعمل في المستشفى، لنقص الكادر الطبي؟
التخصصات الطبية واسعة ومهما توفر الكادر، فالنقص دوما موجود لتطور الطب مثلا؛ أمراض القلب لها تخصصاتها، والجراحة لها تخصصاتها وهكذا ولكننا نوفر قدر الامكان الفروع الرئيسة كأمراض العيون والجراحة العظمية، وبهذه المناسبة نناشد كل المختصين في الفروع الطبية الدقيقة من أبناء الوطن بالعودة من بلاد الاغتراب والمشاركة في خدمة أهلهم وذويهم.
* هناك بعض الأجهزة الطبية خارجة عن الجاهزية .. أين يكمن دوركم في إدخالها إلى الخدمة؟
عملنا منذ اليوم الأول لتكليفنا وبمساعدة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة على ادخال الأجهزة المخزونة في المستودعات واخراجها إلى العمل في المختبر والأشعة والعمليات مثال ذلك جهاز الأشعة الرقمي الحديث أدخل إلى الخدمة في الأسابيع الأولى لتكليفنا بعد أن كان مخزوناً في ممرات المستشفى.
كما أن مصنع الأكسجين كان متوقفاً عن العمل وتم إصلاحه وصيانته وحاليا توجد كمية كافية من أسطوانات الأكسجين لدينا ومنها ما كانت أيضا خارجة عن الخدمة تمت صيانتها وإدخالها إلى الخدمة، كما تم تحسين العمل أيضًا في قسم الأشعة بإضافة جهاز جديد يطبع صور الأشعة المقطعية ورقيا عوضا عن إصدارها في قرص مضغوط.
* ماذا عن الوضع الصحي في الهيئة وخاصة التموين الطبي والعلاجي، ومستوى النظافة والتغذية، هل أنتم راضون عنه؟
الوضع الصحي بشكل عام في المستشفى يحتاج إلى تعاون الجميع من كادر صحي عامل وإدارة وسلطة محلية كل في مستواه هناك نقص متزايد يوم بعد يوم في توفير الأدوية والمستلزمات، والتي هو ناتج عن نقص الموازنة التشغيلية التي اعتمدت في العام 2011م ولازالت كما هي، كما أن قلة الرواتب توثر بشكل مباشر وغير مباشر على أداء الموظفين ولولا تحمل السلطة المحلية لرواتب (450) متعاقداً لكان حال الهيئة حال آخر كما أن قلة المخصصات أثرت أيضاً على مستوى ونوعية النظافة والتغذية مما جعلنا نبحث عن حلول لهذه المعضلة، فتم منذ (20) يوماً تقريبا البدء الفعلي في تعهيد التغذية للعاملين في المستشفى إلى (جمعية أمان)، كما أن النظافة أيضا تم تعهيدها لهم أيضا من يناير القادم .
* أين وصلتم في تأهيل بعض الأقسام الموجودة في المستشفى؟
العمل حاليا منذ شهر تقريبا بدأ في ترميم قسمي العمليات العيون وبعد الانتهاء من ترميمهما سوف يتم تأثيثهما وتجهيزهما وفقا والمواصفات الدولية وذلك بتمويل من الصندوق الألماني للتنمية وتنفيذ مكتب الأمم المتحدة للمشاريع والخدمات في اليمن.
كما أنه تم استحداث قسم للعمليات مكون من أربع غرف عوضا عن الغرف الثلاث التي يتم ترميمها حاليا ولدى الإدارة خطة بأن يبقى هذا القسم عمليات طوارئ بشكل دائم.
* تحدث أحياناً اختلال في سير العمل في المستشفى من خلال الإضرابات العامة سواء من قبل الأطباء أو الممرضين الثابتين أو المتعاقدين تمتد لأسابيع وأحيانا لأشهر، مما يتسبب في شلل المنظومة الصحية داخل المستشفى، أنتم في إدارة المستشفى لماذا لا تحاولون حل مثل هذه المعضلات؟
كانت الاضرابات في العام الماضي تمتد طوال العام لكن بشكل متقطع كان آخراها من ديسمبر 2023م إلى يناير 2024م، التي أثرت بشكل واضح وجلي على العمل وعلى الرغم من أن الاحصائيات لدينا تخص الأشهر العشرة من هذا العام وليست لعام كامل لعدم انتهائه ألا إن النتائج تزيد عشرة أضعاف عن العام الماضي، اضراب هذا العام استمر لمدة لا تزيد عن الأسبوع ومن اليوم الأول حاولت الإدارة وبمساعدة السلطة المحلية انهائه، والحمد لله وفقنا في ذلك وتم إعادة العمل على ما كان عليه سابقا علما أن من بعض وأهم أسباب الاضراب هي النتائج التي رحلت إلينا من العام الماضي ومنها عدم سداد مستحقات العاملين لتسعة أشهر من العام السابق 2023م والإدارة بهذه المناسبة تلتزم بحل هذه الإشكاليات، وعلى الجميع بما فيهم العاملين التعاون مع الإدارة والسلطة المحلية لتجاوز هذه الاشكاليات.
* حدثونا عن دور البعثات الطبية الأجنبية العاملة في المستشفى؟
توجد لدينا بعثة طبية من دول الاتحاد السوفيتي السابق تتحمل عبئاً كبيراً في سير العمل في المستشفى خاصة في الأقسام الجراحية وقد كرمت هذه البعثة مؤخرا من قبل وزير الصحة ومحافظ المحافظة.
* كيف يدار الدعم الشعبي من خلال إيراداته ومصروفاته ؟
كان يدار سابقا ولازال بطريقة بدائية بطريقة التسجيل اليدوي للمصروفات للإيرادات، ألا إننا بدأنا هذا الشهر بإدخال النظام الآلي المحاسبي والطبي ليطبق في كامل أقسام المستشفى بما فيها الأقسام الإيرادية، وذلك من أجل أن يتم ضبط ومراقبة الإيراد ومصروفاته بشكل أقرب إلى الدقة، إذ يعتمد المستشفى اعتماداً كبيراً على الدعم الشعبي في سد ثغرات واسعة من احتياجات المستشفى، وعلى سبيل المثال المستشفى يعتمد عليه اعتماداً كلياً في دفع أجور النوبات والمكافئات والحوافز للعاملين من أطباء وفنيين وتغطية جزء لا بأس به من النفقات التشغيلية.
* هل هناك تعاون بينكم وبين منظمات المجتمع المدني بالمحافظة؟
تربطنا علاقات وثيقة مع منظمات المجتمع المدني بالجمهورية ومنها على سبيل المثال عدد من المؤسسات مثل نهد التنموية وصلة، والطبيب الزائر، وأمان، والتنمية الصحية وغيرهم, فمن خلالهم تم تنفيذ العديد من المخيمات الجراحية المجانية الناجحة خلال الأشهر السابقة، كما أننا نخطط وبالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإقامة مخيم لجراحة الأطفال وتشوهات المسالك البولية في منتصف الشهر القادم عند الأطفال ونتطلع إلى المزيد من التعاون مع الجميع.
* ما مدى صحة القول أنكم ترفضون كثيراً من المساعدات التي تقدم من قبل بعض المنظمات الخارجية خاصة الكويتية؟
نحن لم نرفض التعاون أو قبول إجراء عمليات الأورام بالمستشفى ولكننا رفضنا الفساد في اجراء العمليات في المستشفى.
في العام الماضي أجريت في المستشفى تقريبا (37) عملية أورام، وهذا العام حتى الشهر العاشر منه أجريت ما يقارب ألـ (40) عملية أورام، علما أن عمليات العام الماضي لم يدخل ريالاً واحداً إلى حساب المستشفى الرسمي وإنما صرفت بطريقة عشوائية لا علم لإدارة الحسابات بالمستشفى بها، ونحن بهذه المناسبة نرحب بكل تعاون مع أي من فاعلي الخير وعلى أتم الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات ولكن ضمن الانظمة المتبعة.
* كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا الحوار؟
ما يقال أن السلطة المحلية تخلت عن المستشفى كلام يناقض الواقع، السلطة المحلية مشرفة بشكل لصيق على المستشفى من خلال اللقاءات والتوجيهات شبه اليومية مع الأخ وكيل المحافظة للشؤون المالية والإدارية ومن خلال الاشراف المباشر وتوجيهات الأخ المحافظ، فمن خلالهم تم تقديم ما يمكن تقديمه وتسهيل كافة العقبات التي تواجهنا وما دفع رواتب (450) متعاقداً شهرياً، وهذا أكبر دليل على ذلك ولا يقدم لهم طلب، ألا تتم تلبيته، كما أن وزير الصحة قدم لنا الكثير من خلال سعيه الدؤوب لدى المنظمات بتزويد المستشفى بكثير من المتطلبات والاحتياجات والترميمات اللازمة، وكذلك لا ننسى دور وزير المالية الذي قدم لنا الكثير بموافقته على زيادة النفقات التشغيلية وإعادة المبالغ التي توقف صرفها في العام الماضي.