تعيش مدينة الحوطة في محافظة لحج وضعًا اقتصاديًا صعبًا نتيجة الفقر المتزايد وارتفاع الأسعار بشكل مستمر، ما جعل شوارع المدينة شبه خالية من حركة المواطنين والنشاط التجاري الذي كانت تشتهر به. الفقر والغلاء أصبحا عائقين أمام حياة الناس اليومية، حيث لم يعد المواطنون قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية، ما أدى إلى تراجع حاد في حركة الأسواق والتجارة.
شوارع الحوطة التي كانت تعج بالحياة والنشاط الاقتصادي باتت اليوم تعكس صورة قاتمة للأوضاع المعيشية. محلات البقالة، أسواق الخضار، ومحلات الملابس تشهد ركودًا غير مسبوق، فالمواطن العادي أصبح غير قادر على شراء مستلزمات الحياة اليومية. الكثير من العائلات في لحج باتت تعيش تحت خط الفقر، مع عدم وجود برامج دعم فعالة أو سياسات حكومية لتخفيف الأعباء الاقتصادية.
الغلاء الفاحش لم يقتصر فقط على المواد الغذائية، بل طال كل جوانب الحياة. أسعار الوقود والغاز المنزلي ارتفعت بشكل كبير، ما زاد من تكاليف النقل والخدمات الأساسية، ليجد المواطن نفسه عاجزًا عن مواكبة هذه الزيادات التي لا تقابلها أي زيادات في الدخل. هذا الوضع دفع العديد من الأسر إلى تقليص استهلاكها بشكل حاد، بل إن بعضها لم يعد قادرًا على شراء الحاجات الضرورية مثل الغذاء والدواء.
الفقر المستفحل دفع الكثير من الشباب إلى البطالة، فالفرص الاقتصادية في الحوطة تضاءلت بشكل كبير. عدم وجود استثمارات أو دعم حقيقي من الجهات المعنية فاقم الوضع، حيث يجد الشاب نفسه عاجزًا عن إيجاد مصدر رزق، ما أدى إلى تفشي البطالة بين صفوف الشباب وزيادة حالات الإحباط واليأس.
الحلول لهذه الأزمة تبدو بعيدة في ظل غياب دور فعّال للحكومة والجهات المعنية في تقديم برامج دعم أو خطط تنموية. المواطنون في لحج بحاجة إلى تدخل عاجل من الجهات المسؤولة لتخفيف العبء عن كاهلهم، سواء من خلال ضبط أسعار السلع الأساسية أو توفير فرص عمل، أو إطلاق برامج اجتماعية تدعم الفئات الأكثر تضررًا.
في الختام، فإن شوارع الحوطة الخالية تعكس صورة مأساوية للأوضاع الاقتصادية المتدهورة. الفقر والغلاء باتا يفرضان سيطرتهما على حياة المواطنين، ما يتطلب جهودًا عاجلة لوقف هذا التدهور وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد المدينة وحياة سكانها.