اختتمت مساء امس الأول الثامن من نوفمبر 2024 وقائع جلسات الندوة الدولية العلمية في المعهد العالي للغات جامعة قرطاج بمشاركة عديد الدول العربية والغربية، والتي استمرت ليومين في سبع جلسات علمية تناولت محاور عدة وقُدمت باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية، قدم فيها الباحث اليمني مجيب الرحمن الوصابي في الجلسة الرابعة ورقته العلمية التي حملت عنوان تحليل سياقات الخطاب الرمزي في قصة (وكانت جميلة) لمحمد عبد الوليّ، وكتب في ملخصه أن هذه الدراسة تتناول تعدّد السياقات وتراتبيتها لخطاب (وكانت جميلة) القصصي الرمزي للأديب اليمني محمد عبد الولي، فكلّ جزئية في سياق النص الدّاخلي من شخوص وأحداث وعناصر السرد الأخرى يُفترض أن يقابلها في السياق الخارجي أحداث متساوقة ومتنامية مع داخل الخطاب ومتنه؛ ويقتضي مستوييْن من الأفكار وقاموسّا للربط بينهما، وهذا المعجم التوليفي من أصعب الأمور، وهو الإشكال الذي تتصدّى الدراسة له، فإلى أي مدى نجحت قصة (وكانت جميلة) في ضبط معجمها التوليفي بين السياقين؟ واقعية الأحداث السياق الداخلي وتوثيقها أحداث الثورة اليمنية وتحولاتها السياق الخارجي.
وقد فسر الوصابي اهتمامه والنقاد بالروائي (محمد عبد الولي) وعلميته في الكتابة السردية في اليمن فقال:" مرت القصة اليمنية منذ نشأتها مطلع الاربعينيات الى وقتنا الراهن بأشواط ماراثونية وتغيرات على مستوى الشكل القصصي ومضامينه، من مرحلة البدايات المتعثرة الى مرحلة النضج ثم التطور، لكن أغلب الدارسين للقصة اليمنية يؤرخون لها بمحمد عبد الولي(1939-1973) وعلميته في الريادة والتأصيل.
وجاء محـمَّـد عـبـدالولي فانتـقـلت القـصة عـلى يـديه فـجأة، مـن ذلك المجال الضيـق إلى الميـدان العـالمي للقـصة، وتـحـسّ بالفـرق واضحًا بيـن الأسـلـوب القـصصي عـنـد غـيـره وبيـن القـصة ذات الأريج المـمـيـز عـنـده
ويشير الوصابي إلى أنَّ معـظم الـدارسيـن يـنطـلـق من معـيار واقعـية القـصة في تـقـيـيم نضجها وتطورها أو كما يسـمـيه بعـضهـم " مـدخـل إلى بحـث تطور القـصة في اليـمـن وهـو بالمـناسبة يعـد أيضًا مـدخـلاً إلى بحـث تـطور القـصة العـربية بـشكـل عام، ويرى الدارسون" أن القصة تيمنت أو تيمننت كما يقول الساسة على يد محمد عبدالولي" وعلى حد تعبير البردوني كانت نكهـتها بطلها وأبطالها من البيئة، وهو يقصد ما يمكـن تـسـمـيته بتعـبيـر اللون المحـلي في قـصصه" أي التـفاصيـل المستـمدة من البيئة المحـلية لتعـطي الانطـباع بالواقعـية أو الوصف والتصويـر.