في حارة متواضعة بمدينة الحوطة، نشأ الشاب مروان أحمد سعد باشا، الذي سرعان ما عُرف بنشاطه وإخلاصه لقضية الجنوب منذ بداية الحراك. لم يكن مروان شاباً عادياً؛ فقد حمل طموحًا كبيرًا وإيمانًا عميقًا بأهمية الحرية والكرامة. كان حاضراً في كل ساحة نضال جنوبي، مشاركاً في مليونيات الجنوب، يهتف مطالبًا بحقوق أبناء الجنوب، مؤمنًا بقضيته ومستعداً لتقديم كل شيء من أجلها.
لم تقتصر مشاركة مروان على التواجد في المسيرات والمظاهرات، بل انطلق إلى العمل في الإعلام ليصبح عين الجنوب التي تنقل الواقع كما هو. عمل مصوراً لقناة عدن لايف، ووثّق بكاميرته أحداثًا ووقائع هامة من قلب محافظة لحج، معرضًا نفسه للخطر، لكنه كان مخلصًا لوطنه وقضيته، مجسدًا مثال الجندي المجهول الذي يعمل في الخفاء، يحمل هموم الوطن دون انتظار لمقابل.
ورغم التضحيات التي قدّمها مروان من أجل قضيته، نجد اليوم أن مصيره هو التهميش والنسيان. لم يُعطَ حقه من التقدير والدعم، وأصبح كغيره من الأوفياء الذين سطروا تاريخاً، لكن أسماؤهم غابت عن ذاكرة المسؤولين. لقد أهملته القيادات الجنوبية، متناسيةً دوره البارز وتفانيه في خدمة الوطن.
وهنا، نوجه رسالة صادقة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، ليعيد النظر في مصير الشاب مروان وأمثاله من المخلصين، الذين جعلوا من الجنوب قضيتهم الأولى، وقدموا كل غالٍ ونفيس في سبيلها. الالتفات إلى هؤلاء الشباب وتقديم الدعم اللازم لهم ليس مجرد واجب، بل هو أقل ما يمكن تقديمه لمن ضحوا بسنواتهم في خدمة الوطن.
إن هؤلاء الشباب هم عماد الجنوب وروحه، ويجب أن يحظوا بالتقدير والمساندة. يا قادة المجلس الانتقالي، هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون، وتكريمهم اليوم هو رسالة وفاء لماضيهم ولأحلامهم التي آمنوا بها.