إن رحيل عزيز غالٍ يخلق فجوة في النفس لا يردمها الزمن, انما يبلسمها الصبر والاحتساب ، فكل نفسٍ ذائقة الموت لكن مشاعرنا البشرية غالب فيها الحزن لكنه حزن فقد واشتياق لا تبرم واعتراض
فالمصيبة تقتحم النفوس, وتكون غالبا قاسية بصدمتها فتنضغط المشاعر لحظة ان نفقد عزيزا ، فتحترق المشاعر بالفقد لكنها تألفه وتتعايش معه ، فمن نعم الله ان حرارة المصيبة ولذعتها يمتصها الزمن ، فنذرف الدموع مهما كابرنا ان نخفيها ونحن نعلم عدم جدواها لكنها نفثات نفسٍ تتهالك فتنهمر دموعها علها تطفي ما يحرق الفؤاد من لظى يتوقد بين الضلوع وتظل (انا الله وانا لله راجعون) بلسم تضميد الجرح ونزيف الفراق وجبر المصاب ومع ذلك يظل شريط الذكريات يمر بكل تفاصيله وحرقته يستثير احزان تستوطن الاعماق.
رغم بعدي عن البلاد ولكني متابع لما يجري فيها اولا باول وشاهدت ردود افعال الجميع وحكايته مع الفقيد عبدالله حمران طيب الله ثراه قبل رحيله, والكل اجمع على تقاسم الفقيد مع ابناء قبيلته للافراح والأتراح سويا,
ما اقسى الرحيل الموجع ومع قسوته تستوطن عليه النفس وتألفه ويدور دولاب الحياة التي تملا فراغ العزيز بكلياتها الكبيرة وتفاصيلها الصغيرة,,
وعندما يرحل من يعز علينا فراقهم يصاب المرء منا بحاله من الحزن والوجع يخالطها شعور بالدهشة وعدم التصديق ولكن!!! هي اقدار الله عز وجل, اللهم لا اعتراض لحكمه,,
يعلم الجميع وعلى مستوى مديريات ردفان عموما ومن يقطن وادي ذي ردم بمديرية حبيل الجبر بمحافظة لحج وقبيلة الداعري فيها تحديدا بالرحيل المفاجئ للرجل الأنسان والذي غادر دون ان يودع احدا, رحل بابتسامة عريضة, يتذكرها كل من عرفه من خلالها, رحل بعد ان غرس في نفوس محبيه اسمى معاني الحب والخير والتواضع.
حديثنا يحكي عن الرحيل المفاجئ والذي اوجع وافجع محبيه وكل من عرفه ,,انه الرجل المحبوب الفقيد عبدالله ناصر علي حمران, الرجل الخمسيني, الذي وهب عمره لخدمة وطنه وخدمة مجتمعه.
رحل من كان بالنسبة للصغار اباً و للكبار اخا و رفيقا وصديقا و خليلاً, رحل من كان للجميع بمثابة القدوة الحسنة في فنون التواضع ومكارم الأخلاق,رحل من حمل على عاتقه صفات البشاشة والصدق والامانة والجود وحفاوة الترحيب لمن اتاه.
ابو ناصر طيب الله ثراه كان مثالاً وعنواناً للأخلاق العالية, ,صار قصة وحكاية تدٌرس في كتب التواضع,, شخصية هذا الرجل جعلته الرغم الصعب عند محبية.
ترجل عن دنيانا من كانت ابتسامته سحر المنظرين, ومن بأخلاقه افرح الكثيرين صغاراً وكباراً ومن بتواضعة قدم دروس للمبتدئين في شتى جوانب الحياة.
رحمة الله تغشاك يا أبا ناصر , فقد جعلت من عرفك حينها يتشوق في كل لحظة وحين ليشد الرحيل من أجل ان يستنشق الهواء العليل من على قمة جبل بطة المطل على قبيلة الداعري المعروفة بالعراقه والأصالة, لتواجد امثالكم فيها
الفقيد عبدالله حمران رحمة الله قصة وحكاية لن ياتي الزمان بمثلها, كان حاضرا و مساهما ورجل ذات اخلاق وعلاقات تجبر من عرفه بالانصياع والإنصات لكلماته المليئة بالمحبة والألفة
من يعرفه كيف له أن يحصي صفاته وخصاله بمجموعة كلمات أو بمنشور على موقع الفيس بوك او جروبات الواتساب.. تبّاً لأفكار جعلتني أحاول الكتابة لكي أنصفه ثم جعلتني أشعر بالخجل عندما أدركت التقصير الكبير في حقه .. فكل مفرداتي وكلماتي لن تفيه أبداً , أي والله أشعر بالتقصير الكبير في كل ماقلته.. وكيف لا أكون مقصراً ؛وهو الرجل المحبوب الفقيد عبدالله حمران الذي فجع الجميع برحيله
منذُ عرفناه قديما وهو ذلك الكريم بفطرته التي توارثها منذُ نعومة اظفاره ,,شجاع و مقدام وصريح القول ولا يخاف في الله لومة لائم، فمن منا يذكر الصراحة ولا يخطر بباله ابو ناصر,, ذلك الرجل الصادق ، ورجل الخير والتواضع ، ومن منكم من يلمس تواضعه وأخلاقه حال رؤيته وهو يتخاطب مع الصغير والكبير,,
رجل لايعرف الرياء ولا الكذب ولا التلوّن ولا التناقض ولا التصنّع ولا المبالغة في أفعاله وأقواله,,,,أي رجل كان.. رحمة الله عليه.
وداعاً أيها النبيل والاخ والأب والزميل..
وداعاً بدم العيون لا بدموعها ..
والموت لن ينسينا إياك،
قد ماتَ قومٌ وما ماتَتْ مكارِمهم ..
وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
وأنت يا ابا الناصر ممن تظل مكارمهم خالدة للأجيال جيلا بعد جيل,,
رحمك الله اخي عبدالله حمران وغفر لك وأسكنك الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا,,
اللهم والهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون