آخر تحديث :الجمعة-01 نوفمبر 2024-07:24م
أدب وثقافة

لن أبكي (خاطرة)

الجمعة - 01 نوفمبر 2024 - 05:37 م بتوقيت عدن
لن أبكي (خاطرة)
بقلم / فاطمة عصام مريسي


واليوم كالذي يليه وكالذي قبله وسيكون بعده ياتيني جثة تلو الأخرى وبشكل روتيني يتم غسلهم وتكفينهم اما يكون موت الفجأة او ذبحة او غيرها من اعراض الوفاة المحتملة وهناك طبعاً الحوادث التي تخلف في بعض الجثث مناظر بشعه لكن لم ترى عيني ولن ترى ابداً مثل بشاعه مناظر الجثث في فلسطين فهناك ترقد جثة لرجل في ريعان الشباب العشرينات تقريباً مقطوعة احد أطرافه و الواضح من ان الوفاة بسبب انه نزف حتى الموت ولم يتم اسعافه بسرعه حيث كان تحت الركام الناتج عن القصف وهناك إمرأة تم تكفينها من قبل زوجها ويبدو من لون الكفن المغطى باللون الاحمر انها لم يعد بجسمها جزءً سليم بحيث لم تتوقف جروحها عن النزيف حتى بعد التكفين وهناك كفن شكله غريب يبدو أنه لذاك الاب الذي لم يلقى في أبنائه مايستطيع منه اتمام التكفين فاتى بكل ما استطاع جمعه من أجزاء من اجسامهم وجمعها في كفن واحد وهناك هذا الطفل الذي بين يدي الان بعد ما كنت

قد كفنت أبشع المناظر ولن ياتيني الابشع منظر الطفل مسلوخ الجلد عن العظم من اثر الحريق مقطوع الرأس من اثر شظايا القصف الغاشم هنا لم تبكي عيني فقط بل كل جوارحي.

أدركت بشاعة الأحتلال وقدارة أساليبه ووساخة حيله ودناءة الضمير الانساني العالمي وخنوع القادة العرب وهشاشة اللحمة التي تجمعنا بفلسطين فبكيت قهرا وكمدا من رداءة الوضع لكن صمود الفلسطينين رغم ضعف الداعمين وجبن الاشقاء وضع في نفسي قوة فمسحت دمعي وايقنت أن النصر قادم لا محالة لشعب بمثل هذه العزيمة التي لا تفل


فاطمة عصام