آخر تحديث :الخميس-17 أكتوبر 2024-11:03ص
ملفات وتحقيقات

ما التطورات الجديدة التي سيشهدها الجنوب على الساحة السياسية بعد عودة العطاس؟

الخميس - 17 أكتوبر 2024 - 08:31 ص بتوقيت عدن
ما التطورات الجديدة التي سيشهدها الجنوب على الساحة السياسية بعد عودة العطاس؟
(عدن الغد)خاص:

ما وراء عودة حيدر العطاس إلى عدن بعد ثلاثة عقود من الغياب؟


زيارة المهندس حيدر أبوبكر العطاس إلى عدن.. ما دلالة توقيتها؟


هل يكون له دور فعال في المفاوضات السياسية الجارية؟


كيف فهمت الزيارة من قبل السياسيين والمراقبين والمهتمين؟


هل تمهد الزيارة لعودة الرئيسين ناصر والبيض وقيادات جنوبية أخرى؟


عودته هل تؤدي إلى إعادة تنظيم الصف الجنوبي؟


(عدن الغد) القسم السياسي:


في حدث مفاجئ وغير متوقع، عاد رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعد غياب استمر قرابة 30 عامًا.


هذه العودة برفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الرئيس الدكتور رشاد العليمي، أثارت تفاعلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاجتماعية، خصوصًا أنها الأولى منذ مغادرته عدن عقب حرب صيف 1994.


وبحسب وكالة سبأ للحكومة المعترف بها، فسيطلع رئيس مجلس القيادة وإخوانه أعضاء المجلس على الإجراءات الحكومية المتخذة لتأمين الخدمات والسلع الأساسية، والحد من تداعيات التضخم الحاد والتقلبات السعرية التي فاقمتها الهجمات الإرهابية للمليشيات الحوثية على المنشآت النفطية، والسفن التجارية.


ووفقا لسبأ، فإن الرئيس العليمي سيعقد لقاءات موسعة برئاسة الحكومة، والفريق الاقتصادي، والغرف التجارية ومجتمع الأعمال، والمكونات السياسية والمدنية، والجهات ذات العلاقة، لتشارك الخطط والسياسات، والرؤى الموجهة لتعزيز موقف العملة الوطنية، والإصلاحات الاقتصادية والإدارية المدعومة من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، والمجتمع الدولي.


- الزيارة المفاجئة


هذه الزيارة المفاجئة للعطاس، تعيد إلى الواجهة ذكريات حقبة مليئة بالأحداث السياسية الحاسمة في تاريخ اليمن الحديث، فبعد حرب صيف 1994، غادر العطاس البلاد إلى المنفى، ليظل بعيدًا عن الساحة اليمنية طيلة العقود الماضية.


ولم يعد العطاس إلى اليمن منذ حرب صيف العام 1994 سوى مرتين، كانت الأولى في يونيو/ حزيران 2023 إلى حضرموت، بعد تشكيل مجلس حضرموت الوطني، ويومها أثارت الزيارة توجس قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي.


وعين العطاس مستشارا لرئيس الجمهورية بقرار جمهوري أصدره الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي في الأول من أغسطس 2015.


ويقيم العطاس في مدينة جدة السعودية منذ مغادرته عدن عقب هزيمة القوات العسكرية المحسوبة على الحزب الاشتراكي ودولة الجنوب في يوليو/ تموز 1994، أمام قوات نظام علي عبد الله صالح شريك الوحدة.


وكان العطاس أول رئيس حكومة بعد الوحدة اليمنية (1990- 1994)، وعرف بتبنيه إصلاحات اقتصادية أثناء رئاسته للحكومة.


والعطاس رأس مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة، وهو المنصب الذي تولاه بعد أحداث 13 يناير/ كانون ثان 1986 الدامية، وكان عضو في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني.


- التوقيت والدلالة


تعد هذه العودة في نظر بعض المراقبين، فرصة لإعادة تقييم المشهد السياسي في الجنوب، خصوصًا أن العطاس لا يزال يحظى بتأييد بين بعض الأوساط السياسية والشعبية الجنوبية، كما أن وجوده في عدن يعزز من احتمالات مشاركته في إعادة ترتيب الأوراق السياسية في جنوب اليمن، وهو ما قد يمهد لعودة عدد من القيادات الجنوبية التي طال غيابها عن الساحة اليمنية.


كما أن عودة العطاس، جاءت في ظل انهيار تاريخي لقيمة العملة المحلية مقابل سلة العملات المحلية، وتزامنها مع مسيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة سيئون محافظة حضرموت الإثنين الماضي.


وزادت حالة التوجس لدى أنصار الانتقالي بعد وصول العطاس إلى عدن، التي يعتبرها الانتقالي معقله الرئيسي، في حين اعتبر بعض ناشطيه أن وصول العطاس إلى عدن رسالة تحدٍّ من قبل أطراف معادية لمشروعهم.


- تأثير العودة


يرى محللون سياسيون، أن عودة العطاس قد تكون بداية لتحولات هامة في المشهد السياسي اليمني، لا سيما في جنوب البلاد، فمع استمرار الصراع على السلطة وتوتر الأوضاع بين الحكومة اليمنية والحوثيين، قد تكون هذه الخطوة مقدمة لإعادة النظر في التوازنات السياسية، وتفعيل دور الشخصيات الجنوبية التاريخية.


وبحسب الأخبار المتداولة، فإنه من المتوقع أن يجري لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية في عدن والمحافظات الجنوبية خلال الأيام المقبلة، في محاولة لرسم ملامح دور مستقبلي له في المشهد السياسي اليمني.


- التكهنات


لا تزال التساؤلات مفتوحة حول الأدوار التي قد يلعبها العطاس في المرحلة المقبلة، فهل يكون له دور فعّال في المفاوضات السياسية الجارية؟ وهل ستؤدي عودته إلى إعادة تنظيم "الصف الجنوبي"؟.


في ظل هذه التحركات السياسية، يبقى المشهد اليمني مفتوحًا على العديد من السيناريوهات، وعودة القيادات الجنوبية البارزة قد تساهم في تغيير الديناميكيات السياسية القائمة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التحولات في البلاد.


يرى مهتمون بالمشهد السياسي الجنوبي، أن عودة حيدر أبوبكر العطاس إلى عدن هي خطوة تحمل رمزية كبيرة وتأثيرات محتملة على مستقبل اليمن، لا سيما في الجنوب، ومع تواتر الأنباء حول التحركات السياسية المرتقبة، تظل الأسئلة مطروحة حول مستقبل القيادات الجنوبية الأخرى مثل علي سالم البيض.


- مهمة سعودية


من جهته، زعم الكاتب الصحفي صلاح السقلدي أن العطاس في مهمة سعودية عاجلة في حضرموت وعدن.


ورأى السقلدي أن عودة العطاس برفقة الرئيس العليمي يشي بتوجه سعودي لتكثيف الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى باقي القوى الجنوبية الرافضة لوضع ما بعد 1994 باتجاه حضرموت في خضم تصاعد الصراع هناك.


ويعتقد السقلدي أن عودة الرجُل كان أمراً وقراراً سعوديا بامتياز بهذا الوقت، لإنجاز مهمة سعودية طارئة في محافظة استراتيجية للسعودية كحضرموت، ظلت بؤرة صراع قوى محلية وإقليمية ودولية.


وأشار السقلدي إلى أن الرياض منذ أعوام تحشد عسكريا وقبليا واقتصاديا بكل إمكانياتها وثقلها في حضرموت، لتقليص حضور كل من لا يتسق مع مخططاتها، معتبرا أنها تشدد الخناق أكثر حول عُنق الانتقالي الذي يقاوم دون هوادة مخطط تهميشه في حضرموت.


ولفت السقلدي إلى أن السعودية تعتقد أن بوسعها أن تفعل، بعد أن رفعت بوجه هيئات الانتقالي حق الفيتو بالوجود في حواضر المحافظات الشرقية.


ونوه السقلدي إلى أن الفعالية الجماهيرية الكبيرة التي أقامها الانتقالي في يوم عيد ثورة 14 أكتوبر في سيئون، يبدو أنها استفزت صانع القرار، وجعلته يحثُ الخُطى ويجحظ بعينه صوب حضرموت أكثر.


- اصطفاف


بدوره، يرى الكاتب السياسي جابر محمد، أن عودة المستشار الرئاسي وأول رئيس وزراء للجمهورية اليمنية، المهندس حيدر أبوبكر العطاس، إلى العاصمة عدن بعد غياب طويل لأسباب سياسية يدركها الجميع.


وأضاف: "يعود اليوم برفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي الذي يبذل جهودًا كبيرة في ترميم العملية السياسية، فاتحًا الطريق لكل القوى والشخصيات السياسية للتعبير عن مشاريعها المستقبلية الوطنية كحق، ولكنه يدعو أولا الجميع إلى اصطفاف حقيقي لإسقاط الانقلاب الحوثي وأحلام السلام الدائم في البلاد".


وقال: "أقولها عن واقع وأمر معاش، الجنوب يمر بأفضل مراحله السياسية بوجود المجلس الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والنواب الجنوبيين في مجلس الرئاسة.


ووجود عقلية سياسية ذات خبرة طويلة كشخصية الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يقود المشهد السياسي باقتدار وبتوازنات تجنب البلاد الدخول في صراعات سياسية وعسكرية جانبية، هذه المرحلة هي مرحلة استحقاق وطني لإسقاط الانقلاب الحوثي بتوحيد كل القوى الوطنية.


- مجالس في حضرموت


وفي الأعوام الأخيرة جرى إنشاء مجالس أهلية لأبناء حضرموت، منها مجلس حضرموت الوطني، الذي أنشئ في يونيو/ تموز 2023 باعتباره الحامل السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري والأمني لأبناء محافظة حضرموت في الداخل والخارج، وضم العديد من المكونات المنتمية لحضرموت، وأعلن عن هذا المجلس بعد لقاء تشاوري في العاصمة السعودية، الرياض".


- تفعيل مجلس حضرموت


وبعد أكثر من عام على إعلان مجلس حضرموت الوطني، أعلنت هيئة رئاسة المجلس في 8 أكتوبر الجاري تعيين عصام حبريش الكثيري أمينا عاما للمجلس، والدكتور رفعت سالم باصريح مساعدا للأمين العام لشؤون الساحل والهضبة، وجمعان سعيد بن سعد مساعدا للأمين العام لشؤون الساحل والهضبة، والحكم عبدالله مبروك بن عجاج النهدي رئيسا لهيئة الحكماء بالمجلس، كما تم تعيين رؤساء للإدارات المختلفة للمجلس.


- مهمة اقتصادية


ويذهب البعض أن العطاس المقيم حاليا في قصر المعاشيق الرئاسي بعدن، ستوكل له مهمة الإشراف على الجانب الاقتصادي، لخبرته المتراكمة في هذا الجانب، بعد أن تهاوت قيمة العملة الوطنية، حيث وصلت قيمة الدولار إلى 2002 ريال يمني، والريال السعودي إلى 524 ريال يمني، وذلك مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2024.


ولم يتضح بعد ما إذا كان حيدر العطاس سيقيم في عدن لفترة، أما أنها زيارة عابرة فقط، ربما لإيصال رسالة سعودية للانتقالي.


- ماذا عن الرئيسان ناصر والبيص؟


في ظل عودة العطاس، تتوجه الأنظار الآن نحو الرئيسين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض، الذي كانا أحد الشخصيات البارزة في الصراع السياسي خلال الثمانينات وتسعينيات القرن الماضي.


البيض، الذي غادر اليمن عقب حرب 1994 أيضًا، يعيش حاليًا في المنفى، وتثار التساؤلات حول إمكانية عودته إلى عدن، خاصة بعد الخطوة التي أقدم عليها العطاس.


ويتساءل كثيرون: هل يكون ناصر والبيض هما الشخصيان التالية التي تعود إلى عدن؟


وهل سيشهد الجنوب تطورات جديدة على الساحة السياسية بعد هذا الغياب الطويل؟


هذا ومن المتوقع أن تزداد التكهنات حول هذا الأمر في الأيام المقبلة، خصوصًا أن بعض الشخصيات الجنوبية التي تعيش في المنفى، لا تزال تحتفظ بشعبية قوية بين بعض التيارات الشعبية الجنوبية التي ترى فيهم رمزًا وطنية جنوبية.