آخر تحديث :الإثنين-23 سبتمبر 2024-09:15ص
ملفات وتحقيقات

بين يدي سبتمبر.. ملاحظات حول تاريخ الثورة الحلقة (٢)

الإثنين - 23 سبتمبر 2024 - 07:21 ص بتوقيت عدن

بين يدي سبتمبر.. ملاحظات حول تاريخ الثورة الحلقة (٢)

((عدن الغد))خاص.

كتب/ د. فيصل بن محمد العواضي
أشرت في الحلقة الأولى أو الجزء الأول من هذا الموضوع الى أني ساورد في الحلقات القادمة وقفات مع عدد من الكتب والوثائق التي تدون او توثق تاريخ الثورة المباركة وإبداء الملاحظات عليها .
وللدخول في هذا الموضوع او الجانب لابد أن تكون البداية من البذور الأولى للثورة ولن أوغل في تتبع مراحل الصراع بين اليمنيين والمشروع الإمامي الكهنوتي السلالي منذ أن وطئت اقدام يحي الرسي ارضنا الطبية الى يوم السادس والعشرين من سبتمبر عام ١٩٦٢ لكني سا اكتفي بالوقوف مع اخر مرحلة امتدت منذ تسلم الهالك يحي حميد الدين الحكم ومقاومة كثير من المناطق والاحرار لحكمه وكهنوته وصولا الى ٤٨ وما تلتها من مراحل حتى قيام الثورة المجيدة في السادس والعشرين من سبتمبر .

كلنا عرف او سمع عن المقاومة التي واجهت حكم يحي حميد الدين مثل حركة المقاطرة والعقاب في اب والزرانيق في تهامة وبؤر المقاومة التي كانت تظهر هنا وهناك وأشير هنا الى الجهد الطيب الذي بذله الأستاذ بلال الطيب في توثيق هذه الاحداث والرموز التي قاومت لكنه بشكل عام لا زال جهد يحتاج الى تكملة واستيفاء.

وأبدأ هنا من عام ١٩٤٨ وما حدث ولن أطلق تسمية لما حدث لأن ملا حظاتي ستنصب على هذا الجانب فرغم كل ما كتب وما قيل عن ٤٨ الا ان الامر لم يحسم هل كانت ٤٨ ثورة او حركة او انقلاب وهذه إحدى الإشكاليات التي تتعلق بكتابة تاريخ الثورة ولا بد من الحسم بشكل علمي ومنهجي وتطبيق المعايير التي اتفق على انها معايير تميز الثورة عن الانقلاب او الحركة .

وأطرح هنا التساؤل المنطلق من ملا حظاتي وهو هل كانت ٤٨ ثورة او حركة او انقلاب إضافة الى ان جل ما كتب عن ٤٨ يتحدث عن أسباب فشل الحدث ولم نجد من يحدثنا عن العوامل التي كان ينطلق منها الثوار ويعدونها عوامل كان الرهان عليها لانتصار الحدث والخروج به الى بر الأمان .

وما ينطبق على ما حدث في ٤٨ يمكن القول انه يسري أيضا على ٥٥وإن بشكل أخف فلازال هناك اكثر من رواية هل كان مثلا الثلايا هو القائد والمحرك للحدث هل كان الامر طموح من عبد الله للقضاء على أخيه احمد حميد الدين والوصول للحكم وهل كان للأحرار دور ومقدار هذا الدور وحدوده.

وهذه الفترة الممتدة من ٤٨ الى سبتمبر ٦٢ مليئة بالأحداث فقد شهدت تأسيس الاتحاد اليمني في عدن الذي كان وريثا لحزب الاحرار والجمعية اليمانية والتحاق وجوه وشخصيات جديدة بركب الاحرار وحتى نشاط المغتربين ودورهم وما حصل في ٥٥ ثم محاولة اغتيال الامام احمد ولا زالت كثير وكثير جدا من اسرار هذه الحقبة خافية علينا وتحتاج الى من يبنبش عنها ويخرجها.

ونصل الى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المباركة ومقدمات ما قيل عنها هو الحديث عن تنظيم الضباط الأحرار ومتى تم تأسيسه بالضبط وسنجد أنفسنا امام ثلاث روايات مكتوبة في ثلاثة كتب الأول كتاب الخطري الذي تحدث فيه عن تنظيم الضباط الأحرار وأنه تأسس عام ١٩٦٠ والثاني كتاب جزيلان والذي يقول فيه ان التنظيم تأسس عام ١٩٦١ والثالث كتاب لجنة من تنظيم الضباط الأحرار والذي قالوا فيه ان التنظيم تأسس عام ١٩٦٢ أي العام الذي قامت فيه الثورة.

اليس شيء محير أن نجد انفسنا امام هذه الثلاث الروايات حول الأداة الحاملة للثورة وهي تنظيم الضباط الاحرار وما ينطبق على التنظيم ينطبق أيضا على تضارب الروايات حول من هو قائد التنظيم وبالتالي قائد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر فعلى الرغم من توافر عدد من الأدلة التي تؤكد ان الشهيد علي عبد المغني هو قائد تنظيم الضباط الاحرار وقائد ثورة سبتمبر الا أن هناك من لا يزال يشكك في الامر .

واعتقد ان القارئ الكريم اصبح يشاركني نفس الانطباع ويتفق معي ان ما اشرت اليه هنا من أسئلة وما طرحته من تساؤلات منطقية ويجب الإجابة عليها بشكل مقنع وواف مستوف لكل عوامل صنع الحدث .
سنواصل في الحلقات القادمة الحديث عن احداث في مسار الثورة منذ اليوم الأول مشيرين الى ما قيل عنها والملاحظات في هذا الجانب .