آخر تحديث :الخميس-12 سبتمبر 2024-10:07ص
أخبار وتقارير

"أنيس البلم" رمز النضال المنسي

الثلاثاء - 20 أغسطس 2024 - 06:55 ص بتوقيت عدن

"أنيس البلم" رمز النضال المنسي

((عدن الغد))خاص

من: صدام اللحجي :

في إحدى حواري مدينة الحوطة عاصمة لحج ، وُلد شابٌ طموحٌ يُدعى أنيس عوض صالح باسبيت الملقب "البلم". من أسرة فقيرة متزوج ولديه من الأبناء 6 يسكن في منزل آيل للسقوط في أي لحظة بحارة العدني ، كان "البلم" يحمل في قلبه حبًا كبيرًا لوطنه الجنوب وشعبه الصابر.

صال "البلم" وجال في الساحات منذ انطلاق الثورة الجنوبية في عام 2007م ، مشاركًا في المظاهرات والاحتجاجات التي تقام سواء في لحج أو أي مدينة جنوبية، مطالباً باستعادة دولته الجنوبية ورفع الظلم والإقصاء والتهميش. لم يكن يخشى شيئًا، وكان دائمًا في الصفوف الأمامية، بكل شجاعة وإصرار. قدم الكثير من التضحيات، فقد تعرض للاعتقال والتعذيب في أكثر من مرة في عام 2008م تعرض للسجن في سجن "الفتح" بعدن ثم في سجن المنصورة حتى في سجن ردفان آنذاك ، لكنه لم يتراجع أبدًا عن مبادئه.

بعد سنوات من النضال، بدأت الأمور تتغير. انتهت بعض المعارك، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها بالنسبة للبعض واستفاد الكثير من هذه الأوضاع في جمع الأموال والمناصب تحت شعار الجنوب واستعادة الدولة. لكن "أنيس البلم"، الذي كان رمزًا للنضال، وجد نفسه مهمشًا. لم يعد أحد يتذكر تضحياته، ولم يحصل على أي تقدير أو دعم. أصبح يعيش في فقر مدقع، يكافح من أجل تأمين قوت يومه في محل معاصر السمسم التقليدية في محروسة لحج.

رغم كل ما قدمه، لم ينل "البلم" سوى التهميش والنسيان هكذا قال. لكنه لم يفقد الأمل، وظل يؤمن بأن النضال من أجل الحق لا يضيع هباءً. كان ولا يزال يقول دائمًا: "قد أكون فقيرًا ومهمشًا، لكنني لن أتخلى عن مبادئي. النضال من أجل الحق هو أعظم شرف يمكن أن يناله الإنسان.

قصة "أنيس البلم" ليست مجرد حكاية فردية، بل هي مرآة تعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه الكثير من المناضلين في الحوطة وغيرها الذين قدموا جهودهم من أجل قضية عظيمة، ثم انتهى بهم المطاف إلى التهميش والنسيان.

يبقى السؤال المُلِح: كيف يمكن أن يتم تجاهل من ناضلوا ؟ ربما آن الأوان لكي نعيد النظر في تقديرنا لتضحيات هؤلاء الأبطال، ولنتذكر أن نضالهم لم يكن مجرد شعارات، بل كانت حياةً كاملة عاشوها وضحّوا فيها بالغالي والنفيس. عليهم أن يحظوا بالكرامة والاعتراف، فلا يجوز أن يُتركوا للمعاناة في الظل بعد كل ما قدموه.. أوصلوها للرئيس عيدروس الزبيدي.