آخر تحديث :الأحد-30 يونيو 2024-11:20م

أدب وثقافة


ابداعات الشعر المشقاصي الشاعرين العكر وبلكديش انموذجا

الجمعة - 28 يونيو 2024 - 03:49 م بتوقيت عدن

ابداعات الشعر المشقاصي
الشاعرين  العكر وبلكديش انموذجا

((عدن الغد)) خاص/

الحلقة الأولى

للشعر اهتمام كبير بل مكانه عاليه ومرموقه في ربوع أرض المشقاص مديرية الريده وقصيعر ساحل حضرموت
وهذا الاهتمام يظهر جلياً في حب سكان هذه المنطقة للشعر
ومن اهتمام الناس بالشعر في هذا الأرض فلا تتعجب أن رأيت الأطفال شغوفون ومهتمون بالشعر فقد رؤو وشاهدوا من سبقهم ممن يهيمون حبأ بالشعر فنعكس هذا الاهتمام والحب على الصغار وما كان لهذا الشيء أن يحصل لولا أن الله وهب المشقاص دون غيرها من المناطق بشعراء كبار فستمر تدفق عمالقة الشعر في المشقاص جيلا بعد جيل
ماتقدم اعتبره كمدخل بيسط لما انيوي الحديث عنه وهو ماتخذناه من عنوان أعلاه
(ابداعات الشعر المشقاصي) وهذا المره مخصصه للشاعرين الكبيرين سالم بن عمرو الغرابي الملقب العكر والشاعر سعيد سالم بلكديش وسأحاول جاهدا في المستقبل إظهار شي مما يدار في جلسات وحلبات الشعر آلتي يلتقي فيها عمالقة الشعر المشقاصي خصوصا هولاء
الشاعرين العكر بلكديش فهاذين الشاعرين لا أبالغ كثيراً لو قلت انهما من أثراء الساحة الشعرية بالابداعات الشعريه المكتملة الجمال والحامله للمعاني والمقاصد الكثيره آلتي دوماً تلاقي الشغف والمتابعة الكبيرة من متلقيي ومتذوقي الشعر الحقيقيين
وهنا سأتي بما جمعهم مع بعض الشعراء في أحد الجلسات في زواج أحد الإخوة بمدينة الريده الشرقيه في 24/7/2015م أي مايقارب على عقد من الزمن
وكانت البداية في هذا الجلسه للشاعر العكر الذي دخل (دغري) أي دونما أن يجعل المتلقي في بحث وجهد لمعرفة ما قاله فكان دخوله في الصميم ولم يتعب نفسه بالمقدمه اوالتمهيد بل إنه كان واضح في رأيه الشخصي ورأي كثير من الناس في تلك الفترة وهي فترة دخول دول التحالف في حرب اليمن كمنقذين للشرعية والشعب اليمني مما حل به
فنسمع ماقاله ولنا ولكم التعليق بعد الاستماع

خليفه قام بالواجب
والملك سلمان ماهو مقصر
وإن شي معاكم هرج ثاني
عاد العصاء فالساريه مسنود
بداية قوية بها من التهديد والوعيد بل إنها تنم عن صرامة واستعاد تام من هذا الدول أي دول التحالف لإغلاق كل المشاريع الصغيرة التي بدأت بالظهور على الساحة
لكن لا بد لنا من قول ورد وهو أن خليفه والملك سلمان لم يقوموا بالواجب كما اعتقدت واظننت ونحن مثلك بهما عزيزي الشاعر العكر والواقع يأكد ذلك فهانحن في اسوأ أحوالنا

تعالوا نسمع رد الشاعر بلكديش الذي حتما سيكون رده نقيض ومغاير بل معاكس تماماً للعكر وماقاله من كلام

معانا حق ومطالب
والعلم مرفوع في كل بندر
والأرض معنا والمباني
لي صاحبك منها خرج مطرود
هذا هو رد بلكديش كما توقعناه مسبقاً

فنرى رد وجواب العكر القادم الذي يحمل في طياته أكثر من معنى بل إنه فيه تنبأ لما قد يحصل مستقبلاً وهو تنبأ صادم أن صح التعبير
فنسمع

تغير مطلع الكوكب
والزمن كله مناخه تغير
والهرج لي ماله معاني
يا صاحبي مايشفي المارود
فبعد هذا الجلسه صدقت تنبأت الشاعر العكر وحصل التغير في المناخ وأتت الأعاصير ذات المسميات العديده وآخرها إعصار تيج المدمر الذي لازال كثير من الناس يعانون من آثاره وماخلفه من خراب للبيوت
وبالعودة لتفنيد باقي قصيدة العكر فهي في شطريها الآخرين تحمل الجواب على قصيده الشاعر بلكديش
أي قوله( والهرج لي ماله معاني
يا صاحبي مايشفي المارود) والشطرين الأولين كما عرفنا بهم ماتنبا به الشاعر وأصبح حقيقيه

وهنا نكتفي بهذه القصائد على قلتها إلا أنها بها كم هائل من الإيحاءات والمظامين الشعرية البليغه
تلك المضامين آلتي جعلت الكثير يغوص أكثر في ثناياها لمعرفته مافيهم وماتتبع الناس وترديدهم لهذه القصائد منذ ظهورهن وحتى اللحظة إلا دليل كافي على أنهم من إبداعات هاذين الشاعرين الكبيرين العكر بلكديش

كمتابع لنتاجات الشاعر العكر على كثرتها اعترف عن عدم تكمني من الإحاطة حتى بنسبة خمسة بالمئة من شعره
لكن ما أعرفه وقد يعرفه الكثير مثلي أن مسألة التنبا وتوقع حصول اشياء قبل وقوعها في شعر العكر قد بانت لي شخصياً فذات مرة تحديداً نهاية الثمانينات من القرن الماضي أتى الشاعر العكر كمشارك في أحد الزواجات وأتى معه مجموعة من الناس ودخل بصف ولقنهم قصيده كانت هذه القصيدة تتحدث عن حدث غير سار في ذلك الزواج وماهي الا فترة قليلة أي دقائق معدودات وهي فترة معرفة الحاضرين لتفاصيل القصيده حتى أتت رصاصة طائشة واودت بحياة شخص وتفرقت الناس وعم الحزن ذلك الزواج
ومن يكلف نفسه أكثر بالبحث في أشعار العكر سيلاقي اشياء كثيره امتاز وتفرد بها هذا الشاعر عن غيره من الشعراء
وماتبقى من قول هو أنني اكرر ماقلته في مقال سابق لعل وعسى أن هذا التكرار يلاقي استجابة هذا المره
يااصحاب الشأن ويامن صدعتوا رؤوسنا كمحبين ومهتمين بالشعر تكرموا بتكريم الشاعر العكر
مع أنه في غناء تام عن هذا التكريم الذي حتى وأن أتى لن يأتي إلا بالصياح والمناشدات المتتالية
العكر لايستجدي أحد وتكريمه الحقيقي هو يتمثل في محبة الناس له ممن يتابعون شعره ويعرفون قيمته الكبيرة كشاعر كبير كان ولازال لسان حالهم في الافراح والاتراح وناقل معاناتهم بشعره العذب الرقراق
لكن من باب الذوق والواجب المفروض عليكم ومن عطاءات الرجل آلتي تحتم عليكم تكريمه التكريم الذي يليق به كشاعر تنوعت عطاءاته الشعرية واللحنيه الممتده لعقود من الزمن
فهل نرى مانتظرناه طويلا وبحت أصواتنا من أجله وهو التكريم ولاغيره#صالح مبارك الغرابي