آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-08:41ص

ملفات وتحقيقات


تحليل: ما صحة الأخبار بتوجه وفد حزب الإصلاح إلى إيران لإجراء محادثات سرية؟

الأربعاء - 06 مارس 2024 - 09:02 ص بتوقيت عدن

تحليل: ما صحة الأخبار بتوجه وفد حزب الإصلاح إلى إيران لإجراء محادثات سرية؟

(عدن الغد)خاص:

العلاقة بين الإصلاح والحوثيين وسقوط مأرب.. قضايا تكثر التسريبات والتكهنات حولها

هل هناك إمكانية في إقامة شراكة بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي بالوقت الراهن؟

ماذا عن اختراق الحوثيين لمحافظة مأرب من الداخل؟

أي دور قام به عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة في حماية مأرب من الداخل؟

(عدن الغد) القسم السياسي:

قالت مصادر مطلعة "لشيبا انتليجنس" أمس الأول إن السعودية وقطر وعمان دعمت إجراء محادثات سرية مباشرة بين إيران وحزب الإصلاح اليمني للتفاوض على عملية السلام في اليمن وترتيبات ما بعد الحرب.

وأشارت المصادر إلى أن حزب الإصلاح منقسم داخليا بشأن هذه الخطوة، نظرا لأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران ركزت على إضعاف حزب الإصلاح وقتاله فور سيطرت الجماعة على صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.

وبينما توجه وفد من حزب الإصلاح إلى طهران لإجراء مفاوضات مع مسؤولين إيرانيين، عقد وفد آخر من الإصلاح اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وبريطانيين وأوروبيين، ناقشت التصعيد الحوثي في البحر الأحمر والآلية المحتملة لاستعادة الدولة اليمنية وإنهاء الصراع "انقلاب الحوثيين".

وأشارت المصادر إلى أن مفاوضات أخرى تجري في واشنطن ولندن مع مختلف القوى اليمنية حول دعم عملية عسكرية، لإنهاء سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.

لكن بحسب المصادر، فإن المجتمع الدولي لديه مخاوف من أي هيمنة أيديولوجية أو إقليمية على الحكومة في اليمن بعد سقوط جماعة الحوثي.

واتصلت "شيبا انتلجنس" بعضو بارز في حزب الإصلاح للحصول على تفاصيل حول المحادثات بين حزبه السياسي وإيران، لكنه نفى وجود أي مفاوضات مع إيران بشأن عملية السلام في اليمن وترتيبات ما بعد الحرب.

وأضاف: "لا توجد مفاوضات مع أي جهة دولية خارج إطار الحكومة اليمنية، وإن اللقاءات بين حزب الإصلاح والسفراء أو ممثلي المجتمع الدولي ما هي إلا جزء من الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الحزب لإنهاء الحرب في اليمن".

> تكهنات وافتراضات

يقول الكاتب الصحفي إبراهيم جلال في مقال تحليلي له نشره على حسابه في منصة (إكس): "سمعنا مؤخرًا معلومات وسيناريوهات حول كيف يمكن لغزة أن تلعب لصالح التوسع الإقليمي للحوثيين، والسرد الدعائي للشراكة بين الإصلاح والحوثيين، وما إذا كان سيتم اختراق مأرب من الداخل.

لقد عدت للتو من مأرب وحضرموت والمهرة، حيث قدمت خلالها إحاطات رفيعة المستوى تعد جزءًا لا يتجزأ من تعاملاتي السابقة مع السلك الدبلوماسي، وفي هذا الموضوع، سأقوم بتحليل بعض هذه القضايا ومشاركة أفكار ميدانية قصيرة في هذا السياق.

> معارك مأرب

يضيف جلال: "تخوض مأرب 3 معارك، تنموية وإنسانية وعسكرية، في جامعة سبأ، رأيت قصة التنمية والتحول المجتمعي في المحافظة، وفي أكبر مخيم للنازحين داخليًا" الجفينة"، سمعت العديد من القصص التي لم تُروى عن الألم والسخط والإهمال الداخلي وسوء الإدارة، وفي الخطوط الأمامية لاحظت تعزيز الروح الجمهورية، سأحتفظ بها لتأملات أطول".

> الحوثي وغزة

يفند الصحفي إبراهيم جلال موضوع تضامن الحوثيين مع غزة، بإنه سيؤدي إلى تعزيز الموافقة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والتوسع الإقليمي السريع في نهاية المطاف بقوله: "هناك وعي متزايد بالنموذج الحوثي في جميع مناحي الحياة، وعند الحديث عن القضية الفلسطينية، إذا سافرت عبر الدولة المنقسمة والمستقطبة، فسوف تلاحظ تضامنًا لا لبس فيه مع القضية الفلسطينية، باعتبارها قواسم مشتركة غير مفاجئة.

فكما ترون علم فلسطين في صنعاء، ترونه في حضرموت والمهرة ومأرب، بما في ذلك عند نقاط التفتيش الأمنية أو المتاجر الصغيرة على طول الطريق.

ومن المرجح بشدة أن تتزايد الاحتجاجات التضامنية في الأسابيع المقبلة لكسر الاحتكار وإعادة التأكيد على ما تم تأكيده".

> السخط الاقتصادي

ويرى جلال أن مستوى السخط الاقتصادي يحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد، بسبب ضعف القوة الشرائية مع انخفاض قيمة الريال بشكل أكبر وارتفاع أسعار السلع، بما في ذلك مغامرات الحوثيين في البحر الأحمر التي ترفع تكاليف النقل والتأمين.

وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، يبدو الأمر أكثر بروزاً نظراً لتحويل الحوثيين للإيرادات وعدم دفع الرواتب لأكثر من 5 سنوات حتى الآن. يفهم الناس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة نموذج الحوثيين ومن غير المرجح أن يفضلوا امتداده، خاصة في مدينة مأرب والوادي وحضرموت والمهرة وخارجها.

ربما تكون غزة قد طغت على حالة السخط المتصاعد في شمال غرب البلاد التي لوحظت قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كما ظهر في إضراب نقابة المعلمين أو اعتقال رئيس الجمعية أبو زيد الكميم في 8 أكتوبر/ تشرين الأول.

وكان قسم من قبيلة الحدا قد أحتج في صنعاء في ميدان السبعين للمطالبة بإطلاق سراحه، وتدخلت وساطة لاحتواء وتحطيم وإسكات المساعي. ويخشى الحوثيون من أن قبول مثل هذه المطالب بناءً على الضغط القبلي قد يؤدي إلى مزيد من الضغط القبلي في المستقبل، الأمر الذي من شأنه أن يشكل تحدياً لسيطرتهم على المدى الطويل.

> شراكة الإصلاح والحوثيين

وحول الشراكة المحتملة بين حزب الإصلاح والحوثيين يقول جلال: حظيت رواية الشراكة بين الإصلاح والحوثيين باهتمام متزايد، بالاعتماد على التضامن مع غزة.

على المستوى الاستراتيجي، هذا غير محتمل لأسباب عديدة، على الرغم من أن الحوثيين عقدوا بعض الاجتماعات في محاولة لاستغلال اللحظة و "توحيد الموقف".

ولا تمثل تصريحات بعض الشخصيات السياسية والدينية الإصلاحية الموقف الرئيسي للحزب، وهي تعليقات عاطفية تركز على اللحظة وتغفل التضحيات التي قدمها حزب الإصلاح دفاعاً عن الجمهورية على الأرض.

إن عقيدة الحزب بما في ذلك زمن الحرب لا تتقارب مع المثل الحوثية باختصار، في انتظار تطور استراتيجي كبير.

هناك وعي واضح على المستوى العام، بما في ذلك التزام الحوثيين باتفاقات السلام والهدنة والوساطة القبلية ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى ذلك، يفهم حزب الإصلاح والأحزاب والفصائل اليمنية الأخرى إلى حد كبير النفاق المحيط باستغلال الحوثيين سياسيًا للقضية الفلسطينية.

> النفاق الحوثي

يرصد الصحفي إبراهيم جلال تناقض الحوثيين بشأن الطرق، إذ إن الحوثيين يرفضون فتح الطريق الرئيسي في مأرب عبر نهم، والطرق الرئيسية في تعز ورفع الحصار عنها، والطرق التي تربط جنوب الحديدة، لكنهم يطالبون برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.

وفي مأرب، تعتبر مبادرة محافظ مأرب الأخيرة لفتح طريق مأرب-نهم-صنعاء، التي من شأنها تقليل مدة السفر من أكثر من 10 ساعات إلى أقل من 3 ساعات، شهادة سيتعين على الحوثيين إعطاء الأولوية لشعب اليمن أولاً من خلال إجراءات ذات مصداقية تقلل من المعاناة الإنسانية، وليس إبقائها مرتفعة، وتكشف هذه الخطوة المزيد من النفاق.

يواصل جلال حديثه بهذا الخصوص بقوله: كنت في عمان قبل يومين وكان بعض اليمنيين بعد صلاة الفجر، يشيدون بالمبادرة العملية لمحافظ مأرب التي تسلط الضوء على استغلال الحوثيين للقضية الفلسطينية في مواجهة ممارساتهم الداخلية.

وفي حين أن جميع الأحزاب اليمنية الرئيسية والحكومة تدافع عن مطلب مماثل لغزة، فإن الحكومة وأحزابها الرئيسية تأمل أن يتمكن الحوثيون من تطوير أرضية أخلاقية في الداخل بينما يسعون إلى الحصول عليها في الخارج.

> اختراق مأرب

ويعلق جلال على ما إذا كان سيتم اختراق مأرب من الداخل، ويعتبرها فرضية يسمعها من الخبراء الدوليين العاملين في اليمن.

إن الدور الذي لعبه محافظ مأرب وعضو المجلس الرئاسي الشيخ سلطان العرادة في تحويل المحافظة وتوحيد القبائل، هو أمر أساسي لفهم الديناميكيات الحالية.

وقد حاول الحوثيون، كما ظهر في التخفيض الأخير لدعم الوقود، استغلال الأزمة لكسب الدعم وتعميق الاختلاف، إلا أن جهودهم باءت بالفشل بسبب دور القيادة الحكيمة في معالجة الأزمة. ويبلغ سعر الوقود في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مأرب الآن 8,000 ريال يمني منذ 3 فبراير.

المجتمع في مأرب يفهم الممارسات الحوثية وما قد يعنيه التوسع الحوثي، كما يقدر قسم كبير من الناس في مأرب النمو الذي شهدته مأرب في ظل حاكمها الحالي الذي يعد شخصية قبلية ورجل دولة محترم.

تعمل الكهرباء على مدار 24 ساعة تقريبًا، وقبل عقد من الزمان كانت مأرب، التي تزود كابلاتها بالطاقة أجزاء كثيرة من البلاد، تفتقر إلى الكهرباء.

على سبيل المثال مأرب لم يكن بها جامعة تضم جامعة سبأ الآن ما يقرب من 17000 طالب. كان هناك طريق رئيسي واحد في المدينة، والآن هناك سلسلة من الطرق.

التطوير مستمر وهناك ثغرات بالطبع، كما قامت القوات الخاصة بتحسين قدراتها خلال السنوات الماضية، وتواصل اعتراض خلايا الحوثي النائمة والاتجار غير المشروع في المحافظة وتحسين بروتوكولاتها الأمنية.

في ختام مقاله التحليلي يذكر الصحفي إبراهيم جلال، أن هناك نموذجا لمؤسسات الدولة العاملة في مأرب يمكن تكراره في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ولكن يمكن تحسينه أيضًا.

فمأرب قريبة جدًا من الخطوط الأمامية الرئيسية، ولكنها أقرب إلى مناحي الحياة كما رأينا في قصة تطورها منذ عام 2016، من المستشفيات إلى المرافق التعليمية على الرغم من أنها تحتاج إلى مزيد من الدعم الدولي.

وعلى الرغم من أن الهدنة تواصل مسارها الفعلي مع استمرار تجميد "خارطة طريق السلام" وسط التوترات الجيوسياسية، إلا أن نمط الموت في الخطوط الأمامية مايزال مستمرا.

تحسن الوضع الدفاعي في مأرب بشكل ملحوظ بشكل عام، والوعي بين الجنود مرتفع، وتم تعزيز تدريب القوات المسلحة.

وفي الأخير يطرح الصحفي إبراهيم جلال سؤالا، حول ما إذا كان الهجوم الحوثي الكبير – مع استمرار إعادة انتشار المقاتلين تحت شعارات غزة – يلوح في الأفق؟