آخر تحديث :السبت-06 يوليه 2024-02:08ص

أخبار المحافظات

مدن الحرب في اليمن

الإثنين - 04 مارس 2024 - 04:50 م بتوقيت عدن

((عدن الغد)) أنس القباطي

قطع الطرقات بين المدن والمحافظات اليمنية لم يقتصر تأثيرها السلبي على تنقلات المواطنين داخل الجغرافيا اليمنية، وانما امتدت لتلقي بتأثيراتها السلبية على طبيعة التوسع الحضري والنمو الديمغرافي للمدن اليمنية.

وقطع الطرقات التي تعد احدى مخرجات الحرب التي اندلعت نهاية مارس/آذار 2015 ادت إلى توسع ونمو غير متوازن للمدن والمحافظات التي قطعت الطرقات بين اجزائها.

هذه الظاهرة العمرانية الديمغرافية تعد من منظور جغرافي ظاهرة شاذة اخلت بتوازن النمو الديمغرافي للمدن والمحافظات اليمنية، كما اخلت بطبيعة التوسع العمراني للمدن اليمنية، وجعلتها تتوسع متجاوزة للمخططات الحضرية التي تنظم اتجاهات التوسع وتوجهها بعيدا عن مناطق الحساسية البيئية والمخاطر الجيوموفورولوجية.

وبذلك تكون الحرب في اليمن وما فرضته من تداعيات على الارض قد انتجت ظاهرة عمرانية جديدة، وانا هنا اطلق عليها ظاهرة "مدن الحرب".

هذه الظاهرة خلقت معها من الوهلة الاولى العديد من المشكلات الحضرية سواء تلك المرتبطة بالخدمات او ما هو مرتبط بالجانب البيئي، والتي ستمتد تاثيراتها السلبية الى عقود قادمة.

وتعد تعز الشرقية "الحوبان" ابرز أنموذج على مدن الحرب في اليمن، كونها اوضح ظاهرة نشأت بفعل قطع الطريق الرابط بين شرق مدينة تعز وباقي اجزاء المدينة، ما ادى إلى حالة من عدم التوازن في النمو الديمغرافي والتوسع الحضري لمدينة تعز، والذي كان له ابلغ الأثر في احداث تغير غير مخطط للشكل المورفولوجي للمدينة.

ظاهرة مدن الحرب في اليمن بحاجة الى دراسات علمية من زوايا مختلفة، وأسعى بقدر الامكان لدراسة هذه الظاهرة من منظور جغرافي، بما يساعد على تشخيص هذه الظاهرة، ووضعها امام جهات الاختصاص التنفيذية لوضع المعالجات الآنية والمستقبلية لها.