آخر تحديث :الثلاثاء-09 يوليه 2024-06:15ص

فن


عدن .. ايقاعات فنية بين المطرقة والسندان

السبت - 06 يوليه 2024 - 12:35 ص بتوقيت عدن

عدن .. ايقاعات فنية بين المطرقة والسندان

كتب / نور علي صمد



بدأت الحركة الفنية في عدن منذ خمسينيات القرن الماضي وان كان قبل ذلك باعتبار عدن كنت قبلة لكل الفنون وظلت مستمرة بكل أشكالها وفنونها متأثرة بالثقافات الأخرى التي وجدت جراء وجود جاليات متعددة الاعراق والأجناس قدموا من الدول المستعمرة من قبل بريطانيا آنذاك وتبلورت بعد ذلك الفنون التراثية والغنائية والشعرية العدنية قدمها عمالقة الادب والشعر في عدن امثال الشاعر الكبير لطفي جعفر امان ومحمد سعيد جراده وفنانيين أصبحوا فيما بعد عمالقة مثل الفنان الموسيقار احمد قاسم ومحمد مرشد ناجي و محمد سعد عبدالله وعوض احمد حميدان وابوبكر بلفقية وغيرهم وهم كثر انتشروا في ربوع الوطن وخارجه وظلت الحركة الفنية والثقافية ساطعة بفضل الحفلات والليالي الموسيقية والمناسبات الوطنية.

وبعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر عام 1967م دعت الحاجة إلى تشكيل تكتل ينظم شؤون الفنانيين وأنشطتهم تمثل بتأسيس اتحاد الفنانيين التشكيليين حيث صدحت الأغنية العدنية والجنوبية وانتشرت في كل دول الجوار والاقليم بفضل فنانينا الكبار ممن صنعوا تاريخ الفن المعاصر في عدن خاصة والجنوب عامة إلا أن هذا الزخم تلاشى رويدا رويدا حتى ذبل منتصف التسعينات وتراجعت الحركة الفنية بمختلف الوانها ولم يبقى سوى اسمها..إلا أن الفن العدني سيبقى خالدا في وجدان قلوبنا وقلوب أجيالنا القادمة واللاحقة لانه مرصع بالذهب وساكن جوا جوارحنا .

ومع نهاية العام 2015م حاولت الجهات المختصة احيائه هذا من جديد إلا أنها واجهت كتير من الصعاب أهمها الوضع الاقتصادي وتفاقم الأوضاع جراء الحرب التي اكلت الاخضر واليابس وأثرت على كل شئ ومن بينها الفن وفنونه حيث أضحى كثير من فنانينا يفتقرون إلى الدعم بكل أنواعه مما جعل الكثير منهم يعتكف في منزله لازمت البعض منهم الأمراض وعدم استطاعتهم على رعاية أنفسهم بسبب قلة رواتبهم وعدم الرعاية والاهتمام من قبل الجهات المختصة

فهناك فنانون كثر بحاجة للعلاج والرعاية وينبغي أن يتعاملوا بنفس القدر من الرعاية و الاهتمام والا نتوقف عند هذه او ذاك ..رغم ان الاهتمام بالفنانين هي من صلب مهام الوزارة بصورة خاصة والدولة بصورة عامة

هي طفرة في ليل كئيب يعيشه الفن والفنانين واليمنيين بصورة عامة تحصدهم فيه الأمراض والحر القائض والراتب الذي لا يكفيهم في سبل العيش مما جعلهم يضعوا ألحانهم وأقلامهم في الأدراج بحثاً عن لقمة العيش . ومن هؤلاء الفنان القدير عوض احمد حميدان الذي جمع العديد من الايقاعات الفنية ويعد واحد من أهم ملامح الهوية الوطنية والذي جسد الاصالة والمعاصرة للتراث الثقافي في عدن مثل اغنية ( امه مالي ام في الدنيا سوك )وغيرها من الاغاني الوطنية

لم يستطع عوض احمد اخفاء احباطه النفسي بسبب الوعكة الصحية التي يمر بها إلا أنه على ثقة أن قيادة المجلس الرئاسي لن تالوا جهدا في علاجه وتقديم الرعاية والاهتمام له ولكل الفنانيين اينما كانوا .حيث تزايدت معاناة الفنانيين جميعا جراء الركود الثقافي والفني الناجم عن عدم وجود فرق موسيقية و تلفزيون و اذاعة رسمية تبرز أعمالهم الفنية والثقافية