آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:24ص

دولية وعالمية


*صاحب عبارة: حلل يا دويري* *أيقونة المقاومة الفلسطينية (مهند رزق) يرتقي شهيداً*

الأحد - 28 يناير 2024 - 01:16 م بتوقيت عدن

*صاحب عبارة: حلل يا دويري*
*أيقونة المقاومة الفلسطينية (مهند رزق) يرتقي شهيداً*

عدن((عدن الغد)) فواز مسعد

البطل القسامي مهند رزق جبريل، صاحب عبارة "حلل يا دويري" ارتقى شهيداً في سبيل الله دفاعاً عن الأرض المباركة، ليروي ثرى غزة بدمائه الزكية وتحلق روحه الطاهرة في فضاءات غزة.
الشهيد مهند اشتبك أكثر من مرة مع قوات الاحتلال الصهيوني، وألحق فيهم الخسائر، وفي إحدى المواجهات استهدف منزلاً يختبئ فيه جنود الاحتلال بقذيفة مضادة للتحصينات، وصرخ بصوتٍ عالٍ: حلل يا دويري، وبعدما انتشر الفيديو صارت العبارة أيقونة للمقاومة الفلسطينية على وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي.
حلل الخبير العسكري الأردني فايز الدويري تلك الحادثة، ضمن تحليلاته للأحداث والعمليات العسكرية في غزة، وقال معلقاً على العبارة إنه فخور بأن يذكره أحد الأبطال وهو يخوض المعركة. ولقد صارت العبارة بحد ذاتها قصة وأغنية وحادثة، وشهادة تسير في خطٍ مستقيمٍ، يبدأ في أرض البطولات غزة، حيث انتهت أحلام حفنة من بني صهيون تحت أنقاض المبنى الذي كبّر المهند فوقه ثم حولته القذيفة إلى ركام.
يرحل أبطال ملحمة العبور الثاني – معركة السابع من أكتوبر، مضرجين بالعزة بعدما صنعوا نصراً يليق بهم، يليق بالبطولة التي اجترحوها ذات صباحٍ في الزمن المُلفّع بالهوان، لذلك سيبقى ما فعله مهند ورفاقه خالداً في الذاكرة، عصياً على النسيان، جديراً بالتقدير والتحليل حتى يتبين خيط الكرامة الأبيض من خيوط التطبيع والتطبيل والخنوع.
‏كان مهند يدرك أن ما يفعلونه جديراً بأن يكتبه التاريخ وتقرأه الأجيال ويحلل مضامينه الخبراء والمهتمون بأمر القضية، لأن معجزتهم ستكون هي فاتحة النصر ومبتدأ الحكاية، كما كان يدرك أن الأرض أغلى من الروح والدم، سيما حين يكون الغاصب مدججاً بكل أسلحة العالم المتواطئ والساكت عن حق فلسطين في فلسطين، وحق الشعب في أرضه، وحق اللاجئين في العودة إلى وطنهم، وحق الأطفال في الحياة، وحق الحياة لأبطالٍ آثروا الموت بعزة على عيش المذلة والاستكانة.
صَنَع مهندٌ وإخوته في ساعات ما عجزت عنه جيوشٌ بأكملها في سنوات، لقد انتصروا بعدما انهزمت، ولقد كرّوا بعدما فرّت، هم صنعوا المعجزة، وهي وقفت عاجزة، إنهم فتيةٌ آمنوا بربهم وبعدالة قضيتهم، وكفروا بشريعة السامري وعِجْله، كانوا هم "طوفان الأقصى" الذي فاجأ الغزاة وأرعب الغاصبين، وكانوا هم الفجر الذي أشرق من أكناف بيت المقدس، ليضيء طريق النصر الذي رسمته دماء الشهداء، وكتبت في جنباته: "إنه جهاد.. نصرٌ أو استشهاد". وقد ظفر مهند بالحُسنَيين معاً، حين انتصر وحين استشهد.