علم ولاية عدن .. State of Aden
===============
يوم الثلاثاء 25 فبراير 1964م, كان يوماً عظيماً في حياة كل العدنيين .. في هذا اليوم، وبعد أعطاء الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا موافقتها أعلنت حكومة عدن برئاسة السيد زين عبده باهارون رئيس وزراء حكومة عدن بميلاد الشخصية العدنية الإعتبارية مقروناً بالعلم العدني "علم ولاية عدن" ذات كيان معترف به دولياً لأول مرة في تاريخ عدن وأصبح لها علمها الخاص بعد تسجيله رسمياً في الأمم المتحدة ورفعه في المجلس التشريعي العدني في مدينة كريتر.
وفي صباح ذلك اليوم الأغر سلم كميشنر بوليس عدن، رئيس الوزراء السيد زين عبده باهارون العلم العدني والذي بدوره سلمه لأعضاء المجلس التشريعي ممثلاً عن الشعب العدني في حفل مهيب أحتشد من أجله جميع أبناء عدن الذين قدموا طواعيةً إلى قاعة المجلس التشريعي وحولها, حيث ألقى السيد زين باهارون خطاباً أعلن فيه رفع العلم العدني وخلق الشخصية العدنية والكيان العدني التي حرصت حكومته على قيامه...
وعندما تم إستلام العلم في قاعة المجلس التشريعي، صفق الحضور جميعاً تصفيقاً حاداً مما أضطر رئيس المجلس أن ينبه الضيوف إلى عدم رفع أي صوت في المجلس لأن للمجلس حرمته التي يجب أن تُراعى .. ولكن حماس الشعب العدني وإبتهاجه وفرحته تخطت جميع الأنظمة واللوائح..
وعندما رفرف العلم على صارية المجلس التشريعي (البرلمان العدني) دوت من تحت المجلس على الطرقات والدروب تصفيقات الأمة العدنية التي أصطفت لتحية العلم العدني. وقد لاحظ المراقبون السياسيون والصحفيون أن عدن في ذلك التاريخ كانت قد لبست ثوبها القشيب، في بهجة رائعة وأرتفعت الأعلام العدنية في كل مكان وفي جميع أجزاء البلاد والمرافق الحكومية, وحمل أبناء عدن الأعلام الصغيرة في أيديهم بينما حمل آخرون الأعلام في أشكال شارات على صدورهم وهرعت السيارات تحمل الأعلام في الشوارع ودقت أبواق السيارات , وهي تتنقل في نواحي البلاد بفرحة عارمة إبتهاجاً بهذا اليوم العظيم.
لم يعرف العدنيون مثل هذا الشعور الوطني الجماعي في تاريخهم، والذي دفع بهم إلى التجمع بصورة فردية تحت مبنى المجلس التشريعي ليشهدوا ميلاد الشخصية العدنية ممثلة بالعلم الذي كان رمزاً لكل أبنائها، فلما رفرف دوت زغاريد النساء العدنيات وتصفيقات الرجال وهتافات الشباب تحية للعلم العدني وتعلقاً به.
وقد نشطت حكومة عدن في الأسبوع ذاته، والذي كان بمثابة عيداً شعبياً وطنيا نشاطاً ملحوظاً لأن على يديها يتم رفع أول علم عدني في تاريخها وإستلام الحقوق السياسية للعدنيين الذي ناضل من أجلها خيرة الرجال الشرفاء من أبناء هذه المدينة الباسلة، وتمكن رئيس الوزراء السيد زين باهارون من الإجتماع بعدد كبير من المواطنين في دار الحزب الإتحادي الوطني, حيث تحدث إليهم بصراحة عن أهداف حكومته وشرح المرسوم الإشتراعي الجديد الخاص بولاية عدن وأن على أبناء الولاية ومجلس عدن التشريعي أن يكونوا أصحاب الكلمة الأخيرة فيه.
وكان العلم العدني يتألف من أربعة ألوان هي:
الأبيض: يرمز للسلام
الأحمر: رمز الرخاء والرفاهية
الأزرق: رمز البحر
النجمة الخضراء: رمز النور والخير والأمل
وبعد إنتهاء الإحتفالات بمناسبة رفع العلم العدني, تقدمت جميع الدوائر الحكومية والشركات الخاصة العاملة في أنحاء ولاية عدن بطلباتها إلى مكتب سكرتارية حكومة عدن برئاسة السيد إبراهيم لقمان لشراء العلم العدني ورفعه على صارية مبانيها...
هي وقفة فقط لنتذكر بأن هذا هو العلم الوحيد في تاريخ مدينة عدن الذي تحت رايته عرفت عدن النظام والقانون، وكانت الحكومة تحمي الدولة ومن خلالها تقدم الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وتعززها، على أساس مبادئ تكافؤ الفرص، والمسؤولية العامة تجاه للمواطنين غير القادرين على تأمين الحد الأدنى من المعيشة الكافية لحياتهم.
تقديم / بلال غلام حسين
٤ يناير ٢٠٢٣م