من قصص ذكريات الرئيس سالمين : عشاء الفاصوليا الذي رفض دفع حسابه بجعار
كتب أحدهم من أبناء جعار في أحدى ليالي سبعينات القرن الماضي. لا أتذكر التاريخ بالضبط كنت حينها برفقة مجموعه من الأصدقاء عائدين من سينما جعار بعد مشاهدة أحد الأفلام في العرض الثاني. وتوقفنا في مقهى(علي عبدالله) أمام جامع جعار: مقهي الشيوبة حاليا.
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر مساء. وبينما كنا نتبادل الحديث واذا بسيارة فكسويجن بيضاء مرت أمام المقهى وتوقفت أمام منزل(بلال) ونزل منها رجلان مرا أمام المقهى الذي نحن فيه. سلموا علينا سلام عليكم وعليكم السلام وتوجها الى مطعم بجانب مقهى الشيوبة اتصالات بن عبدالجبار حاليا.
لقد كانا الرجلان:(سالمين ومطيع)أنقطع حديثنا وتوجهنا بأنظارنا صوب المطعم. كان المطعم يبيع روتي وفاصوليا وشاهي فقط. نزّل صاحب المطعم الأكل أتضح في الأخير أن صاحب المطعم لا يعرف سالمين أو مطيع.
كان داخل المطعم أبن صاحب المطعم عمره عشر سنوات أصابه الذهول والدهشة هذا الطفل وهو يشاهد سالمين الرئيس مباشر وجهاَ لوجه لأول مرة في حياته. كان يعرف سالمين من خلال صوره أما في التلفزيون او المعلقة على الجدران المهم سالمين بعد تناول وجبة العشاء قام قبل زميله مطيع. في هذه اللحظة كنا أمام باب المطعم, سالمين تقدم الى صاحب المطعم وقال له نحن كنا با نموت من الجوع والأن نحن ماشي معانا فلوس ولكن باجي مره ثانية و بانعطيك حقك وجزاك الله خير.
صاحب المطعم أخذ سكين أبو سنون حق الروتي وقال "أذا ما تدفع قيمة العشاء الآن باخرج العشاء من بطنك بهذا السكين" وهنا تدخل أبن صاحب المطعم بالكلام بعد تخلصه من ذهوله ودهشته قائلا: يا أباه هذا الرئيس سالمين.
الأب توقف لحظة وعادت به الذاكرة الى مقارنه سريعة بصور الرئيس والشخص الواقف أمامه وفجاه رمى بالسكين جانبا وأخذ سالمين بالحضن وتعانقا وتبادلا القبل. بعد ذلك قام سالمين بإخراج ورقه نقديه فئة الخمسة دينار(١٠٠شلن) من جيبه وأعطاها صاحب المطعم وتوجه نحو باب المطعم للمغادرة. صاحب المطعم قال لسالمين والله ما بأخذ منك حتى فلس.
رد عليه سالمين: خذ الفلوس أفضل لك لأنك قبل قليل كنت باتخرج الأكل من كرشي لأني ضبحان وما عندي فلوس قيمة العشاء والآن لأني الرئيس سالمين باتعفيني وباتسمح لي من قيمة العشاء.
غادر سالمين ومطيع المطعم وصافح هو ومطيع كل الواقفين أمام باب المطعم نفر نفر وتوجها صوب سيارتهما مغادرين جعار وأهل جعار