آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

رياضة


بارتولي.. مثال يحتذى به عن التصميم والارادة حتى إن لم تكن "شقراء!"

الأحد - 07 يوليه 2013 - 01:51 م بتوقيت عدن

بارتولي.. مثال يحتذى به عن التصميم والارادة حتى إن لم تكن "شقراء!"
بارتولي بطلة ويمبلدون

((عدن الغد)) متابعات

 

 اثبتت الفرنسية ماريون بارتولي، المتوجة السبت بلقبها الكبير الاول بعد فوزها على الالمانية سابين ليسيكي في نهاية بطولة ويمبلدون الانكليزية، ان بامكان المرء ان يحقق المعجزات بشيء من التصميم والارادة بعد ان تجاوزت جميع الصعوبات التي واجهتها وبينها السخرية منها لعدة اسباب وابرزها علاقتها بوالدها الذي تحررت منه مؤخرا.

 

في الثامنة والعشرين من عمرها، اللاعبة رقم 1 في فرنسا ليست الاكثر موهبة في ملاعب الكرة الصفراء او الاكثر بريقا وجمالا، لكنها تمكنت دون ادنى شك من تجاوز قدراتها الشخصية وفرضت على الجميع احترامها كلاعبة وشخص على حد سواء.

 

بارتولي ليست من اللاعبات اللواتي يتمتعن بالقدرات البدنية الهائلة (70ر1 م) ولا بالسجل الملفت (8 القاب من اصل 19 مباراة نهائية)، لكنها تمكنت من تجاوز جميع العوائق التي اعترضت طريقها من خلال القيام ب"تضحيات اكثر من اللاعبات الاخريات" من اجل الوصول الى المستوى الذي خولها تعويض ما فاتها عام 2007 عندما وصلت الى نهائي البطولة الانكليزية بانجاز مميز حينها قبل ان تعترض طريقها الاميركية فينوس وليامس وتحرمها من احراز لقبها الاول في بطولات الغراند سلام.

 

لم يكن احد يتوقع ان تصل الفرنسية "الصغيرة" الى ما وصلت اليه السبت، خصوصا انها عانت منذ الصغر عندما قررت مزاولة كرة المضرب في روتورناك، القرية التي تقع في وسط فرنسا ولا يتجاوز عدد سكانها 2700 نسمة، بسبب قدراتها البدنية لكنها كانت مصممة دائما على ان تصبح من اللاعبات الكبيرات و"اردت دائما على ان اكون الاولى".

 

وباشراف من والدها دون اي تغطية اتحادية، كونه ليس مدربا رسميا، احتاجت بارتولي الى الكثير من الوقت لكي تصل الى المستوى المطلوب، وذلك بسبب تخصيصها القسم الاكبر من وقتها الى الدراسة حتى وصولها الى سن المراهقة بحسب ما تؤكد اللاعبة نفسها.

 

"لم اضع لنفسي مشروع ان اصبح محترفة حتى فوزي بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للناشئات حين كنت في السابعة عشرة من عمري"، هذا ما تقوله بارتولي عن مشوارها في الملاعب، مضيفة "كانت الامور اسهل علي في المدرسة مما كان عليه الوضع في كرة المضرب. لكني اردت دائما ان اكون الاولى"، مشيرة الى انها صنفت حصولها على 5ر19 في المدرسة عوضا عن العلامة الكاملة، اي 20، ب"الكارثة".

 

منذ ان خطت خطوتها الاولى في ملاعب الكرة الصفراء كان مسار بارتولي مرتبطا بوالدها دون غيره في حلقة مقفلة لم يتمكن احد اخر من الدخول اليها ما دفع الكثيرين الى السخرية منها ومن شخصيتها الضعيفة، لكنها دائما ما نفت انها تحت "هيمنة" والدها ورغم ذلك رفضت اللعب دون تواجده الى جانبها ما حرمها من تمثيل بلادها في اولمبياد لندن 2012 لانها كانت مصرة على خوض كأس الاتحاد بوجوده الى جانبها كمدرب، وهو امر لم يرض به الاتحاد الفرنسي للعبة بسبب وجود مدرب موحد للمنتخب باكمله.

 

ورضخت بارتولي في نهاية المطاف الى الضغوط الخارجية واعلنت في 10 شباط/فبراير الماضي انها توصلت الى اتفاق مع والدها من اجل انهاء العلاقة التدريبية بينهما وصولا الى اعلانها في اذار/مارس الماضي عن ان اللاعبة التشيكية السابقة يانا نوفوتنا ستشرف عليها، لكن العلاقة بينهما لم تدم اكثر من اسبوع ما دفعها للجوء الى مواطنتها اميلي موريسمو التي كانت اخر فرنسية تتوج بلقب كبير وكان ذلك في ويمبلدون بالذات عام 2006، علما بان الفرنسية الاخرى المتوجة بلقب كبير هي ماري بيرس الفائزة بلقب رولان غاروس عام 2000.

 

لم تشعر بارتولي، السمراء، يوما بانه مرحب بها في "نادي" اللاعبات الشهيرات "لانني لم اكن شقراء بما فيه الكفاية"، بل وصلت الامور الى حد ان احد مذيعي راديو شبكة "بي بي سي" البريطانية سخر منها بعد فوزها باللقب على حساب ليسيكي لانها ليست باللاعبة "المدفع"، وهو المصطلح الذي يستخدم لوصف اللاعبات المثيرات، ما دفع "بي بي سي" الى الاعتذار لاحقا عن هذا التعليق التمييزي.

 

وفي معرض ردها على سؤال حول رأيها بالذي صدر عن المذيع الرياضي جون اينفردايل الذي سخر منها قائلا: "هل تعتقدون بان والد بارتولي قال لها حين كانت صغيرة لن تصبحي يوما -مدفعا-، لن تصبحي يوما (الروسية الحسناء ماريا) شارابوفا، وبالتالي يجب ان تعوضي ذلك بالقتال ؟"، قائلة: "لا اعير اهمية لهذا الامر. نعم انا لست شقراء. هذا امر واقع. هل حلمت يوما بان اصبح عارضة ازياء؟ اعتذر، لكن كلا. لكن حلمت يوما بان اصبح بطلة ويمبلدون؟ نعم، دون ادنى شك".

 

ان دخول بارتولي الى نادي اللاعبات المتوجات بالالقاب الكثيرة لم يكن سهلا، فهذه اللاعبة عانت الامرين من سخرية الناس حتى من وزنها "الزائد" ومن شكلها الذي "لا يرتقي الى مستوى معايير الجمال في اللعبة هذه الايام"، فهي وجدت صعوبة حتى في ايجاد شركة ترعاها، وهي قالت بهذا الصدد عام 2010: "انا في المركز الحادي عشر عالميا لكني اشتري حذائي وثيابي من المتجر كسائر الناس. ربما لاني لست شقراء بما فيه الكفاية، طويلة بما فيه الكفاية او نحيلة بما فيه الكفاية".

 

لكن كل هذه العوائق لم تضع حدا لحلم الفرنسية باحراز لقب كبير، الحلم الذي دفعها الى التخلي عن علاقتها التدريبية بوالدها وولتر الذي عاد ليشغل وظيفته الطبيعية كأب يحب ابنته ويريد الافضل من اجلها، وقد تحقق هذا الافضل يوم السبت عندما رفعت نجلته درع ويمبلدون تجت عينيه الباكيتين تأثرا باللحظة الرائعة التي تعيشها ماريون.