آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-03:11م

أدب وثقافة


( اللص والقاضي الفطين)-قصة

الأربعاء - 14 أبريل 2021 - 12:00 ص بتوقيت عدن

( اللص والقاضي الفطين)-قصة

عدن ((عدن الغد)) خاص:

 

 

ك/الحسن المسبحي

 

 

-كان ياماكان كان في قديم الأزمان كان هناك لص يعيش في بلدة اشتهر سكانها بتربية الدجاج وكان هذا اللص يقوم بالسطو على البيوت والمزارع ويسرق دجاج القرويين في تلك البلدة .

استمر ذلك اللص بممارسة مهنته الرذيلة والمحرمة في كافة الاديان والبلدان الا وهي السرقة فترة من الزمن حتى كاد القرويون ان يجنوا بسب أفعال ذلك اللص فقد كلفهم خسائرفادحة حتى وصل القرويون الى مرحلة من الحيرة والشك حيث اصبحوا يشكون في بعضهم البعض وكان كل شخص فيهم ينظر الى الآخر وكانه هو اللص.

 وفي تلك الاثناء قرر القرويون أن يقوموا بحراسة منازلهم ومزارعهم من هذا اللص الذي كان كالكابوس يؤرق نومهم ، ولما عرف اللص بأن القرويين يقومون بالحراسة توقف عن السرقة فترة طويلة حتى بدا القرويون يضجرون من الحراسة ويقولون لم يعد هنالك لص لقد ذهب من هنا وقرر معظم القرويون ان يتركوا الحراسة إلا رجل واحد رفض ان يترك حراسة مزرعته واستمر بحراستها سراً ولم يعلم بذلك أحد .

وفي إحدى الليالي المظلمة أتى اللص ليسرق الدجاج من مزرعة قريبة من مزرعة الحارس وبينما كان الحارس يتجول في مزرعته اذا به يسمع اصواتاً قادمة من مزرعة جاره فسارع الحارس الى تلك الاصوات ليعرف ماهي وعندما وصل الى المزرعة رأى اللص وعرفه ولكن اللص شعر بوجود الحارس وبدا بالهرب والحارس يركض خلفه وهو يقول :

 توقف أيها اللص ! توقف أيها اللص ،

 لكن الحظ حالف اللص ونجح في الهرب من الحارس .

عاد الحارس الى مزرعته وفي الصباح ذهب للبلدة وأخبرهم بأنه قد رأى اللص وعرفه ولكن القرويون لم يصدقوا كلامه لان اللص أنكر ذلك والحارس لايملك دليلاً يدين اللص ولكن الحارس لم يستسلم فهو على حق وذهب إلى القاضي ليشكو اللص لكن اللص أنكر ذلك أيضاً أمام القاضي وطلب القاضي دليلاً من الحارس لكن الحارس لم يكن يملك دليلاً نظر القاضي إلى الحارس وكان يشعر بأنه صادق لكن القاضي لا يتعامل إلا بالدلائل ففكر قليلاً ثم قال لرجل الشرطة خذ الحارس إلى السجن عقوبة له لأنه إتهم هذا الرجل البريء وقام الشرطي بسجن الحارس الذي لم يصدق ما رأى فقد كان محتار كيف يسجن هو ويبرأ اللص لكن القاضي كان يخطط لشيءٍ فقال القاضي للص اذهب فانت بريء ولكن قبل أن يخرج اللص من الغرفة قال القاضي للشرطي بصوت مسموع للص إنها مشكلة أنا لدي عمل طويل الليلة وبيتي ليس فيه أحد وأخاف أن يأتي اللص ليسرق دجاجاتي فهن كثر كما تعلم قال رجل الشرطة لاتصدق ذلك ليس هناك لص إن حارس المزرعة يكذب قال القاضي وأنا أظن ذلك أيضاً ! .

خرج اللص وهو يتظاهر أانه لم يسمع شيئاً وقرر أن يستغل الفرصة ويسرق بيت القاضي ولم يكن يعلم أن القاضي الفطين كان يحضر له مكيدة ، غابت الشمس واتى الظلام وفي ساعة متاخرة من الليل خرج اللص لكي ينفذ ماعزم عليه واقترب من بيت القاضي ولم يرى أحد بداخل البيت لقد كان كل شيءٌ هادئاً ومطمئنا ً.

 

 اقترب اللص من سور البيت وبكل هدوء تسلق السور وكان الظلام دامساً في البيت فاقترب من قن الدجاج (بيت الدجاج) وأدخل يده كي يمسك بالدجاج وهو ينظر حوله لكنه تفاجئ بعضة قوية من كلب شرس كان ينام داخل القن فصاح اللص بصوت قوي قائلاً:

 يدي! يدي ! 

وهو يبكي من الأم ويحاول أن يخلص يده من فم الكلب لكنه تفاجئ بجمع من القرويين الذي جاءوا على صوت صياحه ينظرون اليه نظرة احتقار فقد عرفوا بأنه هو اللص الذي كان يسرقهم .

وخرج القاضي من البيت ومعه رجال الشرطة وكان اللص يبكي لما رءاهم لكن القاضي أمر بأخذه إلى السجن ومحاكمته على جريمته المشينة وأمر بإطلاق سراح الحارس الشجاع الذي قال الحقيقة ولم يخف من قولها ومكافاته على مساعدته لرجال الشرطة أما اللص فقد كان يسير مع رجال الشرطة وهو ينظر إلى الأرض من الخزي والعار الذي لحق به.

 فالسارق مكروه ومنبوذ في كل المجتمعات .

 

 انتبهوا أعزائي من أن تسيروا في الطرق المظلمة التي تلحق بصاحبها الخزي والعار ، فالحق كالشمس مهما طال غيابها تأتي لتزيل الظلام .دمتم في رعاية الله وحفظه.

 

(هكذا انتهت قصة اللص والقاضي الفطين ،انتظرونا في قصص جديده وشيقة)