آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

ملفات وتحقيقات


(تقرير) .. في حال سقطت مأرب هل سيتوجه الحوثيون نحو الجنوب؟

الأربعاء - 17 فبراير 2021 - 11:03 ص بتوقيت عدن

(تقرير) .. في حال سقطت مأرب هل سيتوجه الحوثيون نحو الجنوب؟

(عدن الغد)خاص:

تقرير يبحث في التداعيات التي سيخلفها سقوط مأرب على الجنوب 

ماذا أعد الجنوبيون لمواجهة الحوثي في شبوة وحضرموت؟

هل سيدخل الجنوب في حرب ثانية مع الحوثي؟

ماذا سيتبقى للشرعية في حال سقطت مأرب؟

هل يمكن منح الجنوب حكماً ذاتياً في حال سيطر الحوثي على الشمال بالكامل؟

سقوط مأرب وانعكاساته على الجنوب

(عدن الغد) خاص:

قال الكاتب الصحفي ماجد الداعري في مقال له بعنوان ماذا لو سقطت مارب؟ إن
الحوثي تمكن عام ٢٠١٥-٢٠١٦م من الوصول إلى أطراف مدينة مأرب، وكنت أرى
يومها، بأم عيني، غبار المعارك واعمدة دخان نيرانهم وعرباتهم، وقد أصبحت
على بعد بضعة كيلومترات فقط من مستشفى مأرب وسط المدينة، حيث كنت اتواجد
حينها، وأسمع وأرى منها قذائفهم المدفعية وهي تتساقط أمام ناظري، على
محيط قيادة المنطقة العسكرية الثالثة وقرب منازل المواطنين، وأيقنت يومها
ومن كان حولي، بأن الأمر انتهى بإسقاط الحوثي للمدينة التي كانت وماتزال
تمثل آخر معقل جمهوري للشرعية اليمنية- المتآكلة من الداخل- في شمال
البلاد.

واضاف: ولكن ما هي إلا لحظات قليلة مرت، حتى انقلب المشهد رأسا على عقب،
وتحولت أطراف المدينة إلى جحيم نيران متقدة تبتلع مصير الغزاة المنتحرين
على أسوار المدينة وتراب أرضها الحرة الأبية، بعد أن تداعت قبائل مأرب
العصية التي استشعرت الخطر وأعلنت النفير مع بعض وحدات من الجيش المسمى
بالوطني واحكموا بعدها تنفيذ خطة التفاف وحصار للمجاميع الحوثية التي
كانت قد أشرفت فعليا يومها على الوصول إلى مدينة مأرب، ليقتل منهم من قتل
ويطرد من نجا منهم شر طردة، وتتم ملاحقة فلولهم الهاربة إلى خلف صرواح
وأعالي هيلان.

وتابع: لذلك لا اتوقع سقوط مأرب بيد الحوثيين، بعد تمكن رجال قبائلها
والمخلصين من قوات الجيش وبدعم التحالف جويا، من التصدي بكل بسالة وصمود
لأكبر وأوسع هجوم للحوثيين على المدينة من أكثر من محور وجبهة وتكبيدهم
مئات القتلى والجرحى، رغم استمرار المعارك والاستماتة الانتحارية
للحوثيين في تحقيق أي تقدم على الأرض، ولا اتوقع لهم ذلك، مهما كانت
حشودهم وحجم قوتهم وتعزيزاتهم العسكرية التي حشدوها من كل مناطق نفوذهم
الجغرافي والمذهبي وجمعت كل ما تبقى لهم من مخزون احتياطي بشري بصنعاء
وما حولها، ورغم كل الخذلان العسكري المعتاد لمأرب واحرارها من أكثر قادة
وقوات جيش شرعية الانسحابات التكتيكية لأكثر من ألف كلم، مرة واحدة، من
جبال نهم صنعاء حتى أطراف مأرب، في أغرب واقعة انسحاب تكتيكي في تاريخ
الجيوش العالمية، وهو ما يجعلني أتوقع دخولها موسوعة غينيس للأرقام
القياسية قريبا.

البرلمان يطالب بالنفير

وطالب نائب رئيس مجلس النواب المهندس محسن باصرة، امس الأول، مجلس الدفاع
الوطني للانعقاد وإعلان النفير العام وإمداد القوات المرابطة في محافظة
مارب بالعتاد والذخيرة للتصدي لهجمات ميليشيا الحوثي التي تشنها لليوم
التاسع على التوالي على امتداد الجبهات في المحافظة.

وقال باصرة في تغريدات على حسابه بتويتر إن "الوقت يتطلب اجتماع مجلس
الدفاع الوطني وأن يتخذ المجلس قرارات عاجله منها إعلان النفير العام
وإمداد القوات في مأرب بالعتاد والذخيرة"، داعياً قيادة ومكونات الشرعية
إلى توحيد الصفوف والابتعاد عن الكيد والمناكفات الإعلامية.

وأضاف أنه يتوجب "تحريك الجبهات الأخرى وتجهيز قوات بعتادها من المناطق
العسكرية الاولى والثانية والرابعة لمساندة مأرب وتحويل المعركة من
الدفاع الى الهجوم وغيرها من القرارات التي تصب في مصلحه الشرعية
الدستورية".

وتابع: "التاريخ لن يرحمنا اذا دخل الحوثيون مأرب فهم يجهزون مستميتين
رغم خسائرهم الكبيرة".

بالتزامن مع ذلك قال أعضاء في مجلس النواب، انهم سيتقدمون برسالة إلى
رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الحكومة، تدعوهم إلى إلغاء اتفاق ستوكهولم
والانسحاب الفوري منها وتحريك كافة القوات في مختلف الجبهات لمواجهة
ميليشيا الحوثيين.

كما تطالب الرسالة "بإنهاء العمل باتفاق ستوكهولم المبرم في ديسمبر 2018
مع الحوثيين، وتحريك كافة جبهات القتال لمواجهة المليشيات وعدم إفساح
المجال لها لمهاجمة مأرب".

وتشدد على ضرورة تمكين الجيش من استرداد كافة أراضي الجمهورية، مؤكدين أن
عدم تنفيذ المطلبين "يفسر خطأً" بأن هناك خذلانا من الشرعية للجيش في
جبهتي مأرب والجوف.

ولم تتضمن الرسالة المتداولة في مواقع التواصل توقيع أي من الأعضاء، لكن
مصدران برلمانيان أكدا صحتها وقال الأول: "الرسالة لم توجه من جميع
النواب وإنما وجهها عدد من الأعضاء"، فيما أشار الثاني إلى أنها "ما زالت
مسودة أولية لم يوقعها أغلب الأعضاء حتى الآن".

وتتواصل المعارك الشرسة لليوم التاسع على التوالي بين مليشيات الحوثيين
وقوات الجيش الوطني في عدة محاور بجبهات مأرب والجوف، حيث تشن المليشيات
المدعومة من إيران هجمات متواصلة منذ أيام، وتقول القوات الحكومية إنها
تصد تلك الهجمات وسط خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين.

ويأتي استمرار تصعيد الحوثيين، في ظل دعوات دولية وأممية مستمرة، تطالبهم
بوقف هجماتهم البرية والجوية على السعودية ومأرب، كانت آخرها دعوة وزير
الخارجية الأمريكي الذي أعلنت بلاده رفع اسم الجماعة من لائحة المنظمات
الإرهابية، مع استمرار ثلاثة من اسماء قادتها في قائمة الإرهابيين.

سقوط مأرب وانعكاساته على الجنوب

يقول الكاتب ناصر المشارع ان سقوط مأرب بأيدي القوات الحوثية يضاعف
الخطر على الجنوب من جوانب عدة:

أولا: تغيير ديمغرافي للمحافظات الجنوبية حضرموت- المهرة- شبوة- عدن بسبب
حركة النزوح الكبيرة التي ستتم في حال سقطت مأرب كونها تمثل مخيم نزوح
كبير لكثير من سكان محافظات الشمال وللعائلات الفارة من آلة القمع
والتنكيل في محافظات سيطرة الحوثيين.

ثانيا: سقوط مأرب يعني سقوط بقية محافظات الشمال بشكل كامل باعتبار مأرب
مركز التحكم وفي حال حدث المتوقع سنكون أمام فصل جديد لهجوم حوثي باتجاه
الجنوب تحت لافتة محاربة العدوان والدواعش لأننا نعلم ان مشروع الحوثيين
باطني اكثر مما هو ظاهري كما هو مشروع الجماعات والاحزاب الشمالية
الاخرى.

لهذا يكمن الحل لهذه المشكلة بتطبيق اتفاق الرياض ونزع عناصر التوتر بين
الانتقالي والاصلاح ويأتي في مقدمتها رحيل القوات العسكرية من شبوة
وحضرموت وانخراطها في جبهات القتال وفي المقابل على ان الانتقالي
والجنوبيين التعاطي بإيجابية في مسألة السماح للحكومة لإدارة الاوضاع
ومتابعة مجريات المعارك في الجبهات من عدن وتذليل العقبات لتحقيق الهدف
المشترك للجميع وهو القضاء على العدو المشترك واضعاف النفوذ الفارسي وفي
حال تحقق هذا الامر سيكون الاصلاح امام اختبار حقيقي لمعرفة ماذا كانت
اهدافه وطنية حقيقية ترتبط بمعاناة الشعب في اليمن ام انها مجرد اهداف
ظاهرية لتتويه الناس تحت عنوان محاربة الحوثيين وخلفها مشاريع عابرة
للحدود وتخدم اجندات اقليمية وتتخذ من الحرب في الداخل مطية في الوصول
إلى رغبات قطر وتركيا في المنطقة.

الجنوب الهدف التالي

في حال سقطت مأرب يرى مراقبون أن الجنوب سيكون الهدف التالي، فمن المتوقع
ان تواصل قوات الحوثي تقدمها باتجاه شبوة وحضرموت لملاحقة القوات الهاربة
من مأرب من ناحية ولملاحقة من تسميهم الدواعش من ناحية اخرى حيث سيغنم
الحوثي عتادا كبيرا من سقوط مأرب من الاسلحة والذخائر وغيرها من انواع
الاسلحة المختلفة، وهذا سيعطيه حافزا لإعادة التفكير في غزو الجنوب للمرة
الثانية، ولكن هذه المرة من بوابة شبوة وحضرموت الغنيتين بالنفط.

هذا السيناريو متوقع ان يتم بعد سقوط مأرب بيد الحوثيين فهم يستميتون هذه
الايام على ابواب مأرب رغم خسائرهم الكبيرة، ويتوقع مراقبون انهم قد
يتمكنون من السيطرة على مأرب خلال الايام القادمة حيث لا يفصلهم عنها سوى
عدة كيلومترات تقريبا، وهذا التحول الكبير في مشهد الحرب من المفروض ان
يحفز الجنوبيين لوضع كل الاحتمالات في حال سقطت مارب وكيفية الدفاع عن
ارضهم في شبوة وحضرموت وهذا يتطلب منهم اعداد القوة الكافية لصد هذا
الهجوم وعدم السماح للحوثيين بالتوجه صوب الجنوب مهما كلف الامر.

وفي حال دخول الحوثيين الى الجنوب فإن ذلك يعني اعلان حرب جديدة اكثر
شراسة بين الجنوبيين والحوثي وقد تدخل فيها اطراف اخرى، اما الشرعية
والاصلاح فإن وضعهم سوف يتعقد كثيرا جدا وقد تفقد معه الشرعية فعاليتها
وحضورها على الارض لصالح المجلس الانتقالي جنوبا والحوثي شمالا.

وفي حال سقوط الشمال بالكامل في يد الحوثيبن فإنه ربما تتجه دول التحالف
لمنح الجنوب حكما ذاتيا للحفاظ عليه بعيدا عن المد الفارسي.