آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:44ص

أدب وثقافة


في يوم الطفل العالمي ..ماذا عن أطفال اليمن ؟

الجمعة - 20 نوفمبر 2020 - 10:35 م بتوقيت عدن

في يوم الطفل العالمي ..ماذا عن أطفال اليمن ؟

((عدن الغد)):يوسف الراجحي

 

لم يعد في هذا الوطن طفولة بمعناها الصحيح 
،أصبح أطفالنا ينطلقون إلى الشيب سريعاً
يولدون وما أن يبدأ أحدهم بالحديث ،إلا وقد مرض نفسياً من ما يحدث ،لا يحصل على رعاية كاملة 
يعيش بؤساً منذ أن يخرج إلى الدنيا، تؤثر فيه المشاكل العائلية، والفقر المدقع، وتعب ابوه من أجل لقمة العيش والبعض إهماله لأولاده 
فمجالس القات تآخذ منه وقته،والأم في أعمالٍ منزلية شاقة وغير متعلمة كي تعرف كيف يتم الإهتمام بأطفالها 
هذا غير أن يولد الطفل في منطقة حربٍ ،فيرضع على أصوات القذائف وتكبيرات العدو .
والحرمان حتى من اللعب في حوش خيمتهم المتواضعة.

آلمتني كلمات طفلٍ حين سألته 
هل يذاكر لكم أبوكم دروسكم؟ 
فكانت إجابته مختصرة تلخص حال الطفولة ،
أخبرني أنه لا يرى أباه إلا في الصباح وهو نائم ،فهو يذهب إلى مجالس القات والعمل ولا يعود إلا في وقتٍ متآخر 
تحدث لي بلهجة حزينة، "أبي مدمن قات حتى لو توفيت انا ربما في ذلك اليوم لن يتركه "

حالة تلخص حال الطفولة ،فلا دولة تكفل لهم حق الطفولة ،ولا آباء يتعايشون مع الواقع ليهتموا بأبناءهم ويقتربوا منهم ويعالجوا مشاكلهم. 
ترى الطفل ما أن يكون في العاشرة من عمره ،إلا ويذهب لعمل أعمالٍ شاقة لا تتناسب مع عمره ،تجبره ألاسرة ليذهب ليعيلهم فيواجه مشاكل شتى ،كيف لطفلٍ في الثانية عشر من عمره أن يعمل أعمال شاقة ،ويترك تعليمه

كنت أعرف اطفالاً أذكياء، كنت اتوقع لهم مستقبلاً كبيراً نتيجة لذكاءهم الخارق ،وإجتهادهم وحبهم للعلم والمعرفة 
واجهت أُسرهم مشاكل إقتصادية نتيجة الحرب 
فاضطر ألاولاد لترك تعليمهم والذهاب للعمل تلبية لمطالب أسرهم في توفير المأكل والمشرب .

كان الوطن بحاجةٍ إلى ذكاءهم، بحاجة إلى عملهم بعقولهم، لكن الحرب اجبرتهم أن يباعوا في سوق النخاسة والعمل ويتركوا تعليمهم الثانوي والجامعي .

مؤلمة هذه الحرب،لا زالت في مخيلتي رؤية اجسادٍ صغيرة حطمها صاروخٍ أتى على حين غفلة في يومٍ مشهود 
لا زالت صورهم تلاحقني، تشعرني أنني مذنبٌ إذا لم أتحدث عنهم وعن طفولتهم التي انتهكها الأعداء.

من الطبيعي أن تزداد حالات الانتحار ،وتنتشر الجرائم ويزداد استخدام الأطفال للمخدرات 
فالعوامل النفسية التي تربو عليها قاسيةً جداً وجدا
في اليوم الطفل العالمي، هنا الكثير لا تتوفر لهم حتى بطانيات ليتدفوا في هذا البرد القارس
هنا أطفالٌ لا يمتلكوا ثمن قلمٍ ودفتر 
هنا أطفالٌ لا يتغذون التغذية الجيدة 
هنا اطفال يذهبون إلى مدارسهم بلا مصروفٍ مدرسي يتضورون جوعاً 
هنا أطفال يذهبون إلى الحرب نتيجة تغرير البعض بهم ويعيدونهم جثثاً هامدة.
هنا أطفالٌ معقدون نفسياً ،يصرخون من ضرب الأب وملاحقة ألام. 
حين نكتب عن أطفال اليمن فإن دموعنا تسبق كلماتنا، نكتب بدموعٍ يملاؤنا الأسى من ما يحدث لنا.
حتى نحن عشنا جزء كبير من هذه الطفولة القاسية 
الطفولة التي حرمتنا من الكثير.