آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

ملفات وتحقيقات


نازحو اليمن.. بين المعاناة والحرمان مع استمرار الحرب وتزايد الأزمات

الإثنين - 28 سبتمبر 2020 - 06:13 م بتوقيت عدن

نازحو اليمن.. بين المعاناة والحرمان مع استمرار الحرب وتزايد الأزمات

عدن (عدن الغد) خاص:

تقرير/ جعفر عاتق

 

يعيش النازحون في اليمن أوضاعا مأساوية بين معاناة النزوح والتجهير من منازل والحرمان من الحصول على أبسط مقدرات الحياة الكريمة مع استمرار الحرب للعام السادس على التوالي وتزايد الأزمات التي يعاني منها البلد المصنف ضمن الأشد فقرا في العالم.

 

ويقدر عدد النازحين في اليمن بسبب الحرب بحوالي 4 مليون نسمة بحسب إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يعيش الكثير منهم في مخيمات نزوح تفتقر لأدنى وسائل الحياة الكريمة.

 

وبهذا الصدد نفذت مؤسسة تحديث للتنمية وبدعم من منظمة شركاء اليمن عدد من الجلسات البؤرية لمناقشة اهم القضايا والمعالجات لتحقيق المصالحة المجتمعية وتعزيز الروابط والتماسك الاجتماعي بين النازحين والمجتمع المضيف في محافظة عدن، حضور أطياف مختلفة من المجتمع المدني "جهات حكومية، سلطة محلية، مكاتب تنفيذية، إعلاميين، ناشطين ونازحين".

 

وشملت الجلسات العديد من النقاشات عن المشاكل التي يعاني منها المجتمع وخصوصا ما يعانيه النازحون وكذا المجتمع المضيف حيث شهدت الجلسات تنفيذ حوار مجتمعي يضم النازحين والمجتمع المحلي والجهات المعنية وعرض فيلم تمثيلي يحاكي معاناة النازحين في المخيمات وماهي الصعوبات والتحديات التي تواجههم، واسبابها ومن ثم فتح باب النقاش حول القضايا، الأسباب، الآثار على المجتمع، المعالجات وتعزيز المصالحات والتماسك المجتمعي.

 

وتنوعت القضايا بين حقوق النازحين من ناحية الخدمات والمطالب والاحتياجات التي تمثل قضايا عامة ترتبط ارتباطا مباشرا بمخيمات النزوح، مثل نقص "الغذاء وشحة مياه الشرب والرعاية الصحية ...الخ"، فيما ركزت القضايا الأخرى على جانب الانتهاكات المباشرة التي يتعرض لها النازحين وتتعدد أسبابها من حالة لأخرى، كالعنصرية والتهميش والاقصاء وغيرها.

 

وخرج المشاركون في الجلسات بعدد من التوصيات والحلول والمعالجات المقترحة التي سترفع للجهات المختصة لتحقيق المصالحة وتعزيز الروابط والتماسك الاجتماعي وتوطين النازحين وتمكينهم من العمل والدراسة والتأقلم مع الظروف المعيشية في أماكن نزوحهم.

 

أكثر خمسة أعوام من الحرب تدمر خلالها الاقتصاد والنظام الصحي في اليمن وبات الكثير من المواطنين يعانون للحصول على الغذاء فيما شهد الاقتصادي اليمني انهيارا كبيرا وسقوط لقيمة العملة المحلية "الريال" مع عدم انتظام صرف المرتبات للموظفين.

 

وعلى الرغم من أن الانهيار الاقتصادي قد طال كافة فئات المجتمع اليمني إلا أن النازحين كانوا الأكثر ضررا بسبب ظروفهم المعيشية ومغادرتهم لمنازلهم ومناطق سكنهم الدائمة وباتوا دون مأوى أو بدائل توفر لهم الحياة الكريمة.

 

كما شهدت الخدمات الحيوية والرئيسية انهيارا باليمن في ظل الحرب وانعدام الرؤية لتحقيق الاستدامة في للمواطنين.

 

ومع تفشي فيروس كورونا المستجد في كافة دول العالم، قالت العديد من المنظمات الدولية بأن النازحين في اليمن يعدون "الأكثر عرضة للخطر جراء فيروس كورونا"، حيث يتواجد معظم النازحين في مخيمات مكتظة بشكل خطير، مع رعاية صحية دون المستوى المطلوب، وتعذّر الحصول على المياه النظيفة، والصرف الصحي، والخدمات الأساسية الأخرى، أو القدرة على اتباع المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعية أو "العزل الذاتي" عند المرض.

 

وتحاول منظمات الإغاثة الحفاظ على استمرارية الخدمات الحيوية بدفع أجور بسيطة للعاملين، لكن هذا الدعم يتهاوى الآن في ظل شح التمويل.

 

وفي صورة مصغرة لما يحدث في أنحاء اليمن أغلقت أربع عيادات تدعمها يونيسف وشركاء آخرون أبوابها مؤقتا، فيما أكدت الأمم المتحدة في وقت سابق من الشهر الماضي أن 12 من 38 برنامجا رئيسيا توقف أو قلص أعماله بينما يواجه 20 برنامجا الإغلاق أو تقليص الأعمال خلال الفترة القادمة.

 

ويقول القائمون على المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في اليمن أن تلك المنظمات ينقصها 64 بالمئة من إجمالي احتياجاتها لتمويل عمليات الإغاثة الإنسانية.

 

ويعاني اليمن من نقص شديد في تمويل عمليات الإغاثة هذا العام بفعل ظهور متطلبات جديدة مثل التصدي لجائحة كورونا وقلق المانحين المستمر بشأن تدخل السلطات المحلية في توزيع المساعدات.

 

وأودت الحرب الدائرة منذ خمسة أعوام بحياة ما يربو على 100 ألف شخص وأدت لاعتماد 80 بالمئة من السكان على المساعدات فيما تركت الملايين على شفا المجاعة.