آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-11:47ص

ملفات وتحقيقات


استطلاع.. (تهاني) الطفلة التي كافحت من أجل إعالة أسرتها

السبت - 15 فبراير 2020 - 06:36 م بتوقيت عدن

استطلاع.. (تهاني) الطفلة التي كافحت من أجل إعالة أسرتها

استطلاع / بليغ السامعي:

لم تستطيع الطفلة تهاني أحمد سعيد الخولاني ، (10 سنوات) ، رؤية والديّها وهما يتعبان ويكدان و مغمومين حيال ثمن الوجبة القادمة ومن أجل توفير قوت يومي للأسرة بعد أن توقف راتب الأب منذ اندلاع الحرب على اليمن في مارس 2015 وتوقف راتب الأم الذي ظلت تتسلم نصفه كل ستة أشهر قبل توقفه تماما وأمست الأسرة بلا عائل ، وبحسها الطفولي لم تستطع تهاني تحمل معاناة والديّها والانتظار ساهمة عند الباب، فقررت اختراع موهبة خاصة بها و ان تجعل من الرسم عملا يساعدها على مساندة والديها وحمل أعباء أسرة مكونة من 5 أفراد.
تقول تهاني :"بعد توقف نص راتب أمي نهائيا الذي كانوا يجيبوه بعد 5 أو 6 أشهر وراتب أبي في بداية الحرب قررت اخرج ارسم أي حاجة يطلبها الناس مني وأشقي على البيت وأصرف على أخواني".

 

البيت والمدرسة والحديقة.. محطات نجاح

بدأت تهاني مشوارها مع الرسم بسن مبكرة وبهدف كبير وكان المنزل أول محطة انطلاق في مشوارها، تقول تهاني:"بدأت أرسم وعمري خمس سنوات وكان أبي يشجعني ويعلمني دائما".
التحقت تهاني بالمدرسة وكانت ترسم فراشات وصور حيوانات على دفاترها المدرسية فلاحظن زميلاتها رسومها وطلبن منها رسم وجوههن، وسريعا ذاع اسم تهاني في المدرسة وحرصت مديرة المدرسة على متابعتها وتشيجيعها،"كانت مديرة المدرسة تسألني عن رسوماتي الجديدة وتشجعني وتقول لي ان أرسم لجميع الطالبات".
وانتقلت تهاني مع أخوتها إلى مدرسة حكومية بسبب توقف راتبي الأب والأم وعدم قدرتهما دفع تكاليف التدريس في مدرسة خاصة، وتضيف: "كنت أدرس في مدرسة خاصة ومع الظروف وتوقف راتب أمي انتقلنا إلى مدرسة حكومية".
ثم انتقلت الطفلة تهاني وموهبتها وعلب ألوانها وسريعا لفتت انتباه الطالبات والمدرسات، ومن المنزل إلى المدرسة إلى حديقة الشعب، المكان الذي تواظب عليه عصرا حيث يتواجد حشود من الناس المتنزهين.

 

نجاح كبير

أثناء ما كانت تهاني ترسم على دفاترها وعلى درج البيت بأريحية تامة لم يخطر في بالها أنها ستعكف ساعات من الرسم المتواصل على رسم أشياء جديدة لم تجرب رسمها سابقاً، وتعود للبيت حاملة الأمل لأسرتها ومتعبة وتنام بلا عشاء من الجهد المضاعف الذي تبذله حتى بات الكثير من الأطفال يعرفونها ويتحلقون حولها أثناء ما تقوم بالرسم ، وهي ترسم على وجوه الأطفال الفراشات والجوكر والقط وتجعل الأطفال سعداء، تقول والدة الطفلة تهاني ":أصبح لدى تهاني صديقات والأطفال يسعدوا عندما ترسم على وجوههم... وتعود بمبلغ يعيننا على مواصلة الحياة".

 

معاناة ومسؤولية مبكرة

مبكرا ألقت الطفلة ذات العشر سنوات على عاتقها مسئوولية إعالة الأسرة بعد توقف راتبي والديها وبيع مدخراتهما من الذهب، خرجت مع والدتها ترسم للناس مقابل مبلغ يضمن حياة أسرتها لليوم التالي، تقول والدة الطفلة:" توقف راتبي وراتب زوجي عندما اندلعت الحرب واضطررت لبيع الذهب بعملية قيصرية ومن أجل حياة أولادي ... بعت كل ما أمتلكه وبعدها اضطررت أخرج للحديقة مع إبنتي، أنا أبيع حنى وهرد وابنتي ترسم عشان تصرف علينا ولا نمد أيدينا لأحد".

 

مناشدة لإيقاف الحرب

وناشدت تهاني في رسالة لجميع الأطفال ان ينمو مواهبهم ويخففوا من معاناة أسرهم:" أتمنى من جميع الأطفال ان ينمو مواهبهم ويصرفوا على أسرهم. واتمنى من كل المتحاربين ان يتصالحوا وأن تنتهي الحرب سريعا.. تعبنا".