آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-01:34م

ملفات وتحقيقات


بعد أيام عصيبة في عدن : كيف أستقبل المواطنون العيد وهل سيكون القادم أجمل للجنوب؟

الجمعة - 16 أغسطس 2019 - 06:26 م بتوقيت عدن

بعد أيام عصيبة في عدن : كيف أستقبل المواطنون العيد وهل سيكون القادم أجمل للجنوب؟

عدن(عدن الغد)خاص:

 

 

أحداث دامية وعصيبة شهدتها العاصمة عدن خلال الأيام الماضية والتي سبقت عيد الأضحى المبارك , لم يذق فيها المواطنون طعم النوم والراحة بسبب اندلاع اشتباكات عنيفة بين طرفي قوات الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على قصر معاشيق بعد أن تم تشييع مراسيم دفن القائد أبو اليمامة ورفافه الذين استهدفوا في تفجير بمعسكر الجلاء.

تسارعت الأحداث وتحولت الاشتباكات إلى حرب استهدفت منازل المواطنين وسياراتهم في الشوارع وأخترق الرصاص الراجع الشبابيك والجدران وخلف عدد من القتلى والجرحى من الطرفين ومن المواطنون العزل اللذين لا ذنب لهم سوى أنهم سيكنون في عدن المدينة التي انهكتها الحروب وقتلتها الأزمات.

بعد أيام من الاشتباكات ومن الحصار الذي حدث لبعض المديريات وعدم تمكن المواطنين من الدخول والخروج أو الحصول على الخدمات أهمها الماء الذي انقطع بسبب كسر في الأنابيب جراء الاشتباكات وعدم القدرة للذهاب للمستشفيات أو الخروج حتى من المنزل خشية الإصابة أو الموت.

توقفت الاشتباكات وحسم الأمر للقوات التابعة للمجلس الانتقالي والحزام الأمني ولكن الخوف عاد مجددا بسبب بيان من التحالف وعلى رأسهم السعودية بطلب انسحاب قوات الانتقالي من كل الأماكن الذي سيطروا عليها وإلا سيتم استخدام الطيران وطلب الطرفين للجلوس من أجل الحوار ووقف اطلاق النار.

توقفت الحرب وعادت الأمور لطبيعتها والخدمات كالماء والكهرباء للمناطق التي حرمت منها وامتلأت الشوارع بالناس للاستعداد لقدوم العيد والاحتفال به ولم تبقى سوى ذكريات من الحرب وسؤال للمواطنين من سيتم تعويضهم لكل ما خسروه وكيف سيكون حال العاصمة عدن بعد هذه الأحداث...

 

تقرير : دنيا حسين فرحان

 

*مليونية النصر والثبات هل هي أول الطريق للاستقلال:

 

بعد أن تم سيطرة قوات المجلس الانتقالي على العاصمة عدن وتسليم عدد من المعسكرات التابعة للشرعية تم التحضير لمليونية في ساحة العروض بمديرية خور مكسر والتي قدم لحضورها وفود من مختلف المحافظات الجنوبية من أجل المشاركة وتأكيد التأييد والحضور , صاحب هذه المليونية بيان أصدر من قيادات الانتقالي أعتبره البعض  أنه خارطة للعمل على الأرض ورسم لسياسة عمل المؤسسات وقطاع الخدمات للعاصمة عدن خلال الفترة المقبلة والتي قد تنتهي باستقلال الجنوب من خلال مؤشرات القوى والسيطرة على الأرض.

وبرغم كمية الانتقادات التي وجهت للقائمين على هذه المليونية ومن نظمها من وسائل التواصل وبعض القنوات الإعلامية التي وصفتهم بالانقلابيين على الشرعية وأن كل هذه الحشود لم تأتي إلا للتصوير فقط وليس للمطالبة بقضية لطالما تمنوا أن تحقق.

السؤال الذي يدور في ذهن كل المواطنين هل تكفي هذه المليونية التي تسمى بالتمكين والثبات لإظهار القضية الجنوبية والمطالبة بالاستقلال بعد سنوات من الهتاف والمظاهرات والحروب وهي هي طريق نحو تحقيق الهدف المنشود للجنوبيين أم أن الطريق طويلة طالما التحالف العربي من هو سد الموقف وهو من يقرر مصير ووضع البلاد ولم يحن الوقت لهذا المطلب؟؟.

 

*ما هو وضع المؤسسات ورواتب المواطنين سقوط الشرعية :

 

الخسائر التي حدثت للمواطنين من الحرب الأخيرة لم تكن قليلة فهناك من فقد منزله وهناك من أحرقت سيارته وهناك من خسر أحد أفراد اسرته لم يتوقف الأمر هنا فقط بل بعد توقف الاشتباكات وسيطرة قوات الانتقالي على العاصمة عدن واعلان سقوط الشرعية أصبحت الأمور غير واضحة للمستقبل القريب وما ذا سيكون مصير كل المؤسسات الحكومية وما هو التغيير الذي سيحدث فيها , وما هو مصير رواتب العمال هل ستظل ثابته كل شهر أم أن هناك أزمة قادمة بسبب الصراع الحاصل وعدم وضوع المشهد وسيصبح المواطنون هم الضحية الكبرى لتصارع القوى السياسية من أجل السيطرة على الأرض ومد نفوذها , وهل سيكون هناك تعويض لكل الخسائر التي حدثت أم أن سيناريو بعد حرب 2015م سيتكرر وسيتم تجاهل كل الخسائر وتهميش المواطنين البسطاء وعدم تلبية كل المطالب.

 

*اسئلة كثيرة يطرحها المواطنون على أنفسهم بعد كل المعاناة التي عاشوها في الفترات الماضية وخوفهم من الأحداث المستقبلية أو الدخول في حرب أخرى تكمل ما تبقى منهم ويجدون أنفسهم بدون سكن أو مأوى أو حتى وطن يحتمون فيه ويظلون يبحثون عن الأمن والأمان , لكنهم يأملون أن يكون القادم أجمل ويجدون طوق نجاة ينقذهم من الغرق في دوامة الحروب والأزمات.